في غياب الجماهير... لاعبو الرجاء والوداد يتفقدون أرضية ملعب العربي الزاولي

صوصي علوي يتحدث ل"أخبارنا" عن صعود ترامب - تقارب المغرب وإيران بواسطة خليجية -عزلة البوليساريو وعرابتها الجزائر

وقفة احتجاجية ضد مدون دعا إلى بيع وجدة للجزائر

قبور تحت الماء.. الأمطار تغرق مقبرة الطويجين بسطات وتسبب في انهيار قبورها

احتجاحات بالحراريين بطنجة بسبب مسجد

شوارع باريس تكتسي اللون الأبيض استعدادا لاستقبال الشهر الأخير من السنة الميلادية

حيل وخدع لتزوير أكباش العيد!

حيل وخدع لتزوير أكباش العيد!


جمال زايد - أخبارنا المغربية


تحويل النعجة إلى خروف

«اللوك» الجديد ل«حاولي» الزبالة بالشامبوان ومعجون الأسنان!
أشهر طرق التسمين: التعذيب، البومبا، الصابون البلدي، الملحة الحية…!
محظوظ من يلتقي بشخص تخصص في طرق التحايل والغش التي تجعل من خروف مغلوب على أمره «حولي سمين وعاطي المنظر»! واحترف في أساليب «التزوير» التي تقلب النعجة إلى كبش أملح! «عفا الله» وبدل الحرفة، ولا مانع لديه من كشف أسرار «القوم» الذين يستغلون مناسبة عيد الأضحى لخدع المغفلين وإسقاطهم في المصيدة.. هذا عرض لبعض ما جاء في «اعترافات» المعطي (اسم مستعار)، والتي تضمنت مجموعة من النوازل الأقرب إلى النوادر، بل الخيال الذي يصعب تصديقه أحيانا..
«واقف ف باب الرحبا عل القرص وحاضي.. خاصو يلقى كيالو». مهمة «السماسري» تصيد الزبون اللائق لعملية بيع الحولي «المنفوخ» دون مشاكل تذكر. ينقض على الضحية قبل أن يفوز به أحد منافسيه «خاصك حولي مليح آولد عمي؟». لا ينتظر تلقي الرد على العرض. يلقي القبض على «البوجادي بكرافاتو.. قاري وتايق ف بنادم وسحابو كل شي نيا بحالو». يرفض إطلاق سراح يده! ويسترسل في إعداده للسقوط «حيا» في الفخ «دير النية وتبعني آولد بويا.. حوليك عندي». لا يتوقف عن تهييئه لما ينتظره «المليح آولد مي وبويا ماشي الترافيك». يستسلم المسكين للقدر المسلط الذي استقبله في مدخل السوق، ويترك له زمام قيادته مغمض العينين كأنه سحره أو عمل له عملا غيب به انتباهه وحال دون استعمال عقله.
 
«الرحبا ما فيهاش غير الشناق.. كاين حتى السماسري». يقترب وهو ما زال يمسك بيد «الهمزا» من موقع وقوف الشناق حيث يمسك بالكبش، فيرسم بأصبعيه علامة أقرب إلى شارة النصر (فيكتوار)، قاصدا بها «ألفين ريال ديالي ف هاد الهمزا»! يرد الشناق بإشارة قبول نصيب السماسري من العملية، فتنطلق إجراأت إسقاط الضحية في اقتناء الحولي المغشوش.
لا يتوقف دور السمسار عند الحد، بل ينصب نفسه فاعل الخير بين الطرفين. يتوسط بينهما، ويحول دون انتباه الضحية إلى كونه في طريقه إلى الانخداع. يمنعه عمليا من فحص الكبش، ينوب عنه في القيام بالمهمة، ويقنعه بالثقة في حكمه لأنه خبير في المجال «صافي الحولي متخم.. ودوي دابا مع السيد ف تمن البيع»، ثم يطرح السؤال المهم «شحال عطاو ف المبارك مسعود؟». يرد الشناق قائلا «ستين آلف ريال»، فيعلق السمسار كأنه يحتج مدافعا عن مصلحة الزبون «ستين.. بزاف!». يصير الناطق الرسمي باسم الضحية، ويقف أمامه حاجزا مانعا. لا يمنحه فرصة التدخل وينوب عنه في التفاوض «طيح واحد ربعالاف ريال على حسابي.. خلي السيد يدي حوليه بالصحا والراحا». «يحلف ويصاوب ويكاد ويتاوى والسيد اللي غادي يشري ساكت ويشوف»، ثم يحسم في عملية البيع والشراء «صافي صلي على النبي.. عطيه ست وخمسين وآرى الحولي نشوفو شي هوندا ولا غير كاويلا تقضي الغرض».
نعجة محولة جنسيا!
أعجب طريفة عاينها المعطي وتنازل قابلا أن يطلق سراح فرادتها من جعبته الغنية بهذا الصنف من الطرائف، أن شناقا محترفا نجح في بيع نعجة على أنها كبش! الضحك «تبزيرة» الحكي، ثم انتقل إلى واجب الضيافة عندما توجه إلى حفيدته قائلا «كولي الميما تعمر لينا واحد براد آتاي يكون مشحر». عاد إلى الإمساك برأس خيط الحكي، منطلقا هذه المرة من التأكيد على أنه يعرف ذلك الشناق معرفة شخصية.
يهم المعطي تسجيل الاعتراف ببراعة ذلك الشناق الغشاش، فقد تطلب منه تزوير النعجة المسكينة مهارة كبيرة، واحتاج إلى إجراء عملية جراحية حول على أساسها النعجة إلى نقيضها. تدخل صديقه في مسار الحكي فقال ضاحكا «نعجة متحولة جنسيا». لم يعر المعطي للتدخل اهتماما يذكر، وفضل الاسترسال في رواية النازلة الأقرب إلى الخيال. تطلب تغيير جنس النعجة إنبات القرنين على رأس المسكينة. هذه العملية خطوة ضرورية وحاسمة في مسار التحويل والحصول على صورة الحولي المطلوب، واقتضت منه استعارة قرني حولي مذبوح وتثبيتهما على رأس النعجة بخيوط السبيب بحرفية يحسده عليها أطباء التجميل وتحويل الجنس من أنثى إلى ذكر فحل! زيادة على إنبات القرنين، تطلب الحصول على صورة الكبش التوفر على «الفولات». إذن لابد للنعجة من حمل هذا العضو الحاسم في تحديد جنس الحولي وتمييزه عن نقيضه المؤنث. ضحك المعطي ثانية وهو يشرح كيف انقلب ذلك الشخص إلى خياط ماهر وخاط أداة الذكورة والخصوبة في الموضع المخصص لها بالضبط! عملية غاية في التعقيد واقتضت منه مراعاة الدقة بالميليمتر وهو يخيط العضو المستنبت مستعملا «سبيبا رقيقا» والإبرة!
ضحك المعطي مرة أخرى، وأعلن قائلا «فنان كبير لعنة الله عليه»! ثم انتقل إلى الحديث عن الأشخاص الذين تخصصوا في إجراء هذه العمليات التحويلية التي يصل مبلغها إلى حدود خمسمئة درهم! منهم «أطباء أسنان» مختصون في «تركيب» أسنان جديدة لـ«النعجة تكون مطيحا ولا بسنانها»! قال من باب التأكيد على صحة ما يرويه «والله العظيم إلا تيركبو للنعجة فم»! ثم انتقل إلى شرح التفاصيل فأوضح أن المختص في هذه الميدان يستورد المواد الأولية، «يعني الفم»، من «الباطوار»، ويلجأ إلى تقنية الخياطة دائما «بالسبيب والبرا والخياطا صغيرا ما تبانش للكزار المعلم»! وتجرى العملية تبعا لرغبة الزبون «إلا بغى سنان الحليب ولا الثني».
صارت النعجة كبشا بقرنين وفولتين وأسنان الحليب! وبالتالي فلا داعي للاستغراب والمعطي يعلن بنبرة الإعجاب «تيرد ليك النعجا خروف.. ما كاينش التخرشيش»! إذن النتيجة تستحق أتعابها «عشرالاف ريال ليد المعلم باش تولي نعجة تتسوى ربعالاف ريال حولي يبيعوه بربعين ألف ريال»!
لم يغب عن بال المعطي أن يسجل أن المجازفة الوحيدة التي تحف هذه المغامرة باحتمال الخسارة، تتمثل في كون مفعول العملية محدود الصلاحية في الزمان «ما خاصهاش تفوت يومين». يراهنون على اللحظات الأخيرة قبل يوم العيد «باش يغملو النعجا ف شي بوجادي ما عارف والو وباغي مسكين غير يشري العيد باش ما كان»! هذا هو الزبون المطلوب الذي يفتشون عليه بالإبرة في السوق. يمسك الشناق برأس النعجة ويرفعه إلى الأعلى «عارف آش داير وخاصو يسترها حتى يديها مولاها ف أمان الله»! لا يترك للضحية فرصة الاقتراب من الخدعة حتى لا تتلاشى صورة «الحولي الوهمي» وتنكشف الحيلة.
حولي الزبالة في انتظار اللُوك الجديد
يميز المعطي بين الخروف الذي يتكلف العلاف بعلفه ويكون ثمنه مرتفعا في السوق «حولي تيطلع ديما غالي»، وبين الخروف الذي «يسرح في الزبالة». يستحضر زبالة مشهورة بضواحي الدار البيضاء، ولا داعي إلى ذكر اسمها، تضم أكثر من تسعة آلاف رأس غنم «تأكل» من النفايات التي ترمى هناك! ثم يصوغ السؤال المطلوب كأنه تنبأ بطرحه فاستبق الحدث «آش تيديرو هاد الناس؟»، ثم بلور الإجابة عنه موضحا أن «البياعة» يستقدمون، كلما اقترب موعد عيد الأضحى، قطعان الغنم ويطلقونها «تسرح» في تلك الزبالة في انتظار افتتاح الأسواق ورحبات البيع. تقتات من بقايا «الخبز الكارم» ونفايات شركة متخصصة في إنتاج الحليب والألبان أو «الحليب اللي خسر» كما يقول هذا التائب، ويضيف إلى لائحة «العلف الغريب» كل المنتوجات الغذائية منتهية الصلاحية التي تصادفها في هذا «المرعى» العجيب. لا يهم أن تلك المواد الغذائية قد اختلطت وامتزجت بنفايات سامة كما هو الأمر بالنسبة للمواد الطبية والمنتوجات الصيدلية التي تتخلص منها المختبرات.
ما يميز الأكباش التي تعتمد على الأزبال في مأكلها، أنها تكون متسخة وتنتقل عدوى محيط الزبالة إلى مظهرها أو كما يصفها المعطي قائلا « حوالى موسخين بزاف ومكلكين»، لأن الخرفان تقضي عدة ليالي وسط النفايات والقاذورات، وتتضاعف احتمالات اتساخها إذا تساقطت الأمطار، وتبللت أرضية المزبلة وصارت بحرا من الأوحال الممزوجة بكل أنواع النفايات.
تجيير وحلاقة على الخفيف!
ما هي الحيلة التي يلجأ إليها هذا الصنف الغشاش من تجار الحولي؟ لا يتسرعون وينتظرون إلى أن يقترب موعد اقتياد القطعان في اتجاه أسواق المنطقة وخاصة الدار البيضاء العامرة بأهلها الباحثين عن أضحية العيد. ماذا يفعلون بالخروف «الموسخ»؟ يجيب المعطي وهو يقاوم الرغبة في الضحك التي يقتضيها المقام، أنهم ينظمون له حفل تجيير! «يجيرون» المسكين بمناسبة عرضه في السوق! يعزلون الخرفان في موقع خاص ينثرون، بل ينشرون فيه الجير، ويعتقلون القطيع هناك، ثم يعملون على «حك الحولي بالجير»! يستمرون في هذه العملية إلى أن تتشبع صوفه ببياض الجير الناصع!
يستمد الخروف من مادة الجير بياضا اصطناعيا خادعا! حتى يظهر في غير لون صوفه المتسخة من كثرة ما علق بها أثناء مقامها في الزبالة. ينتقل الخروف من حمام الجير إلى الحلاقة الضرورية للحصول على المظهر الأنيق الذي يليق بمناسبة خروجه إلى السوق بحثا عن زبونه! يستعملون المقص لترتيب الصوف وتصفيفها وتخليصها من كل الشوائب التي قد تنفر الزبون من اقتناء الكبش «اللي عاطي المنظر»! الحلاقة بعد التجيير خطوة ضرورية واحتراز عملي يحول دون تطرف المقص في «الدزان»! وتكون النتيجة النهائية بعد الخروج من عند الحلاق «حولي مدزوز بالحساب والمكايسا»! تدخل صديقه في مسار اعترافاته وقال معلقا على ما أدلى مع يستدعيه هذا الموضوع المشوق من ضحك «ناقص غير شويا ومحلق على المنظر»!
الشامبوان ومعجون الأسنان!
يعترف ضاحكا دائما، أن لهم قدرة عجيبة على «بيع الحولي واخا يكون هيدورا على عضم»! الزبون متوفر والحمد لله في الأسواق ورحبات بيع حولي العيد. لهذا وقبل اقتياد الحولي الخادع من الزبالة إلى السوق، ينبغي له أن «يغسل» صوف رأسه وأذنيه وكذا وجهه بالماء! لا مفر من الضحك مرة ثانية قبل النطق بالعبارة التي تدعو فعلا إلى الضحك «تيغسلو ليه بالشامبوان آسيدي»! لماذا؟! يجيب رافعا من نبرة صوته «باش يعطي المنظر» من خلال تخليصه من الآثار العالقة به من كثرة «التبقشيش بفمو ولا خاشي راسو كامل ف الزبل»! لا تتوقف عملية التنظيف عند هذا الحد، بل وينظف السي الحولي أسنانه، من فضلكم، مستعملا الفرشاة ومعجون الأسنان! تقنية تسعى إلى تبديل نَفَس الحولي «باش ريحة فمو وجوفو تتبدل»! وهو إجراء يطمس من خلاله «الريحا الخنزا ديال الزبل اللي تياكل ف الزبالا» يقول المعطي شارحا.
استرسل المعطي في تقديم شروحاته فسطر على أن الخروف يتناول وجبة متنوعة تتشكل من خليط من الأزبال والنفايات، فتختمر في معدته وينتج عنها «واحد الريحا خانزا وعاطيا من فمو»، وبالتالي فمن الضروري أن يتستهلك كبسولة معجون أسنان كاملة إذا أراد أن يقنع زبونه بشرائه! «آش تيوقع ف السوق؟»، يتشمم الضحية «العايق» فم الخروف فتنطلي عليه الحيلة ويسقط في الشراك المنصوب له ويعلن منبهرا «نقي وريحتو تبارك الله.. آش عالف؟!». ضحك المعطي ثم أعلن قائلا «عفاريت.. ما يقدر عليهم غير اللي خلقهم.. العبد مسكين يطيح بين يديهم يطيح»!
شرب محلول الملحا الحيا
العيد عن بعد أسبوعين. على الحولي أن ينتفخ. ضروري إذن أن يمر إلى محلول «الملحا الحيا»! يتطوع المعطي ليشرح أن هذا الإجراء يحتاج إلى كيمياء إذابة هذا الصنف المخصوص من مادة الملح في كمية من الماء قد تصل إلى عشر ليترات للكبش الواحد.
الصديق لا يرحم صديقه. يصر على أن يدفع المعطي دفعا إلى الاعتراف والإقرار بدقائق هذه الحيلة «ما تعطينيش ملخص.. كول كيفاش تديرو». المعطي رهن الإشارة كأنه يصفي حسابا عالقا مع هذا الصنف من الغشاشين. يمنع عن الكبش الماء ويحرمه من حقه الطبيعي في إطفاء عطشه يوما كاملا على الأقل. «علاش؟»، يجيب مباشرة «باش يعطش بزاف»، ثم يُعِد «البانيوات»، يضع فيها الكمية المطلوبة من هذا النوع من الملح التي لا تتجاوز ربع كيلوغرام للكبش في اليوم الواحد، لأنه حسب المعطي الخبير «ما يقدرش يفوت رابْعا ف النهار»، ويقدم الماء المالح إلى الكبش، وكلما استهلك إناء يطلب المزيد! «علاش؟»، لأن «الملحا الحيا تتلكح».
يرد الكبش «الضعيف» «بزز منو» الماء المالح «باش يتنفخ»! يراهن الغشاش على شبهة الحولي السمين. ليس في حقيقته كبشا سمينا ولكن يظهر للضحية في صورة حولي سمين. صورة خادعة بطبيعة الحال. وحده الخبير بأمور الأكباش لا تنطلي عليه الخدعة، ولا يسقط في شراك الفخ المنصوب. يقلب الزبون العادي الكبش، «يشدو من ظهرو يلقاه منوخ وعامر». يحمل قائميه الخلفين عن سطح الأرض ويجس وزنه من باب التقدير والتخمين «تبارك الله كاين الخير»! وإذا فضل أن ينقله إلى الميزان فستكون كتلة الماء له بالمرصاد «عشرا كيلو زايدا عليه فابور.. غير ديال الما»، وترغمه على تصديق الوهم الذي لا وجود له في عالم الحس. زيادة على الملحا الحيا، يمكن تقديم «الخميرا» للكبش على أساس أنها علف استثنائي يتم اللجوء إليه في آخر لحظة للحصول على حولي منفوخ في رمشة عين!
النفخ بالبومبا
حان موعد الذهاب إلى السوق. يلجأ الغشاش إلى نفخ الكبش مستعينا بالبومبا التي يستعملها «السيكليس» في نفخ عجلات الدراجات الهوائية والنارية، ويستعين بها الجزارون الهواة صبيحة العيد في نفخ الحولي بعد نحره لتسهل عملية سلخ «الهيدورا» عن اللحم دون خسائر كبيرة. الأمر ليس بهذه البساطة لأنه يحتاج إلى إجراء عملية جراحية في القائم الخلفي للكبش من أجل الحصول على ذلك الثقب الصغير السامح بتثبيت «تيو البومبا» وإنجاز عملية النفخ إلى أن يمتلئ الحولي بكمية الهواء المطلوب وتنفصل «الهيدورا» عمليا عن عظم المسكين!
تنتهي العملية بسلام «الحولي تنفخ وعطى المنظر». لكن الصديق تدخل وأوقف صديقه عن الانتقال إلى حيلة أخرى، طالبا منه التفصيل في شرح العملية «كول لينا آش تيديرو بالضبط» حتى يستوعب التفاصيل الصغيرة كأنه يسعى إلى الاحتراف في المجال! أصر على أن يكشف عن تفاصيل العملية، فاضطر المعطي إلى أن يوضح كيف يتدخل «الجراح» ليرتق ما تفتق، فيربط القائم المثقوب بـ«خيط السبيب» حتى لا يتسرب الهواء إلى الخارج، ويحافط الخروف على صورته الخادعة إلى أن ينخدع بها الضحية.
أصر الصديق على أن يعترف المعطي بالتفاصيل فقال «تيفتحو ليه بالموس وتينفخوه بالبومبا ديال البشكليط وتيديرو ليه ربعات الدورات ولا خمسا ديال السبيب لبيض باش ما يبانش ويبقى مزير ما يتنفسش». علق الصديق قائلا «كولها من اللول وهنينا».
تتغير هيئة الخروف بفضل الجيوب الهوائية دون حاجة إلى سجنه أربعة أشهر خلف جدران «الكوري» وفرض عقوبة الالتهام اليومي للعلف! إذا انطلت الحيلة على «شي بوجادي»، يتخلص الغشاش من الكبش «المنفوخ على الخوا». أما إذا لم يصادف «كيالو»، يعود به ويطلق سراحه من النفخ الإجباري «تيحيد السبيب وينفسو ف الليل لا يعود يموت»، في انتظار صباح الغد لتجديد عملية النفخ قبل اقتياده إلى السوق. تستمر معاودة النفخ كل صباح إلى أن يحصل المراد، ولا يعنيه أن يلفظ الحولي أنفاسه الأخيرة وينفق مباشرة بعد وصوله إلى دار الضحية المنخدع.
الصابون وزعيترا وجلسة تعذيب
يقدم للحولي محلول نبتة «زعيترا المطبوخة» في الماء تفاديا للإسهال «باش يجمع ليه كرشو وتعكد وما يحشمش بيه ف السوق». يستبقون المفاجأة، ويتنبأون بما سيصيب جهازه الهضمي وهو يستقبل تلك الكمية الكبيرة من الملحا الحيا، زيادة على أنهم «عارفين آش موكلينو من زبل». يتابعون حالته الصحية عن كثب ويعملون بمدأ الوقاية لأنهم على علم بتدهورها الأكيد. يقومون بجميع الاحتياطات «حاضيين مع الحولي إلا يموت ليهم بين يديهم.. عين عليه وعين على الشاري»! إلى أن يتخلصوا منه ببيعه.
ليس العلف وحده يصنع خروفا سمينا عريض الظهر. يحتاج المختص في المجال إلى «عصا غليضة» وكبشا «على كد الحال»، ثم جلسة تعذيب لظهر المسكين إلى أن تتكسر عظام عموده الفقري وتنبسط ويتورم اللحم وينتفخ من تحت «البطانا»! يتمدد ظهر الخروف ويصاب باتساع ملحوظ على مستوى عرض ظهره، وينقلب إلى كبش «عاطي المنظر»، وبالتالي من حق الشناق أن يتحدى ضحيته مزايدا «وتا شوف الحولي شحال عريض وتكول ليا واش سمين وعالف مزيان؟! قضي إلا باغي تعيد بالمليح». ينحر الضحية الكبش، ويفاجأ أثناء السلخ أن لحم ظهر الخروق انقلب إلى تلك «الزروكيا» الناتجة عما تعرض له من ضرب مبرح حتى يصير أحسن منظرا من الحولي المعلف في أحسن الفيرمات!
يدهنون ذيل الخروف بالصابون البلدي قبل الخروج به في اتجاه السوق! يتظاهر الزبون بأنه عالم كبير في فحص الكبش. يرسل يده في اتجاه الذيل المدهون فيستقبله الصابون ويوهمه بأنه «ميدم»، ويقنعه بأن الخروف «سمين تبارك الله حتى فوت وخرجت ليه الشحما من ديلو»! وهو في الحقيقة «حولي ما سمين ما والو.. غير الصابون اللي دارها بيه»!
مفاجآت السوق
«تيوصل العيد تيجهلو عل الفلوس». هكذا أصدر المعطي حكمه في حق السماسرة والشناقة الذين يستغلون مناسبة عيد الأضحى لإسقاط ضحاياهم. لا يخص منطقة دون غيرها، ويتمسك بأن كل محترفي الاتجار في أضحية العيد، يعرفون أساليب تزوير هيئة الحولي وإظهاره إلى عين الزبون في صورة خادعة غير صورته الأصلية والحقيقية. يقهقه ثم يعلن وبقايا «الضحكة» عالقة بمحياه، أنهم يبيعون الأكباش المغشوشة في الأسواف «باش من تماك بالسلاما عليك.. ما شفتيني ما شفتك والله يجعل ديما الغفلا بين البايع والشاري»! يدفعون المفغل غير العارف بخبايا حيلهم، إلى الانخداع بما تراه عيناه وتشاهده أمامها، ويجعلونه يسقط في فخ شراء الوهم الذي يعرضونه عليه. يظهرون الخروف أو النعجة في غير مظهرهما. يلبسون الموضوع صورة غيرية ليست صورته. يبيعون إلى الضحية كبشا خياليا لا علاقة له بالكبش الحقيقي الذي سيكتشف أنه اقتناه في غفلة من انتباهه. الوصفات متعددة ومتنوعة، وكل حولي والوصفة التي يصفونها له حتى يقلبون صورته ومظهره الذي يريدون له الظهور به في عين المنخدعين به..
انقلب المعطي إلى ناصح غيور على صحة الناس، وعاتب مصالح وزارة الصحة والمصالح البيطرية وكذا مكافحة الغش والتدليس. طالبهم بتنظيم زيارات ميدانية طيلة موسم بيع حولي العيد الكبير، للتأكد بالملموس من جودة الأكباش المعروضة للبيع في الأسواق والرحبات. أعلن في الأخير «على الأقل على بوصفير.. غير يشوفو للخروف عينيه يعرفو فيه بوصفير»، أما «الشناق ما شغلوش يكون الحولي مريض وممنوع من الدبيحا».
أسواق بيع الأغنام حبلى بالمفاجآت التي تكون في انتظار مرتاديها. «الشناقا عفاريت.. تيكترو ف السوق وغير يبان ليهم صاحبهم يطيرو بيه». الشناق لا غرض له وليس له ما يخسر «جاب الله الهميزا وخاصو يقضي الغرض». المهم أن ينجح في التخلص من الحولي المغشوش، ولا يعنيه «يكون واكل الزبل ومعركها ملحا حيا ومجيرينو ونافخينو بالبومبا ومشبعينو عصا»!
من الطرائف التي تختزنها ذاكرة المعطي. يعرف شخصا من مديونة اقتنى حولي العيد من «موالين الكراجات» الذين يعملون بمبدأ تقريب «الغنم من الشاري». يصنف بعضهم ضمن فئة «الشناقا»، وينصح المشترين بالحيطة والحذر. عاد من استطراده إلى رواية تفاصيل النازلة. اقتنى ذلك الشخص المديوني أضحيته على بعد يومين من العيد، وفضل ترك الحولي في «الكراج». في اليوم الموالي، اصطحب قريبا له ليعاين الكبش ويطلب حظه في الفوز هو أيضا بكبش مليح بثمن مناسب. كانت المفاجأة في انتظارهما. لقد نفق الخروف.
حضر المعطي وعاين المشهد، ووقف على نفوق ثلاثة خرفان فتوجه إلى صاحب «الكراج» وعلق على النازلة قائلا «تتبيعو الحوالى ميتين ولا كيفاش؟!». اصطدم الطرفان وطالب الضحية بتعويض خسارته، بينما تمسك «مول الكراج» بأن البيع تم ولا يتحمل مسؤولية مصير الكبش النافق. تدخل «وجوه الخير» بينهما على أساس أن يتحمل كل واحد منهما نصف الخسارة. وفي الأخير تمسك الضحية بتسلم نصف المبلغ نقدا بعد أن فقد الثقة في «مول الكراج». لا يستبعد المعطي أن مول الكراج ذهب هو أيضا ضحية شناق غشاش ورطه في «شرية مغشوشا»، ولم يغفل عن الإشارة إلى أن الطرفين يتعاقدان على سومة كرائية يدفعها إلى صاحب المحل أو يحصل الأخير على «حولي العيد».


عدد التعليقات (4 تعليق)

1

MEHDI

PFFFFFFFFFFFFFF

2011/10/31 - 10:54
2

مالك بن دينار

إن هذه الافعال هي أفعال الشياطين...وسيصلون نارا حامية...لقول الرسول صلى الله عيه وسلم...من غشنا ليس منا,,,بطرقهم هذه التي تنم على الجشع و الطمع,,,يخرجون من الملة,,,يبيعون إسلامهم ,,,,مقابل دريهات,,,وفي أيام العشرة الاولى من ذي الحجة و عي أيام عظيمة وكبيرة عند الله تعال,,,اللهم ارزقنا الحلال و القناعة يا رب...و ابعد علينا شياطين الإنس,,,لعنة الله عليهم,,,

2011/10/31 - 12:20
3

mustapha dima

hamagalo aaa hdi raske

2011/10/31 - 12:39
4

مواطن مغربي

مقال جيد يدخل في صلب الواقع نعم كل هذه الحيل والخذاع موجودة في بلدنا المغرب الذي يعج بمنكرات الشناقة وبعض الكسابة الذين لايهمهم الا المال والخداع وايداء البهائم وامراضها هؤلاء من شرار الناس اللهم انسفهم من الارض ومن يؤازرهم ويساعهم في خداع المواطنين الذين يتعبون في جمع المال للاضحية وفي الاخيريفاجؤون باضاحي مريضة اوباضاحي تموت قبل حلول العيد جراء الاعمال الشنيعة والقبيحة التي تمارس على البهائم انا لله واليه راجعون شكرا لكاتب المقال لهذا كان من المفروض ان تكون لجانا خاصة بمراقية الاسواق بمرافقة بيطري للوقوف على هذه الحالات واحالة الجناة الى العدالة والسلام

2011/11/01 - 02:08
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات