قبل أن يلج كريم غلاب عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال قاعة الندوات ببورصة الدار البيضاء أول أمس، لحضور اللقاء الذي نظمته جمعية قدماء خريجي العلوم السياسية بباريس، تعرف على محاوريه من جريدة «الأحداث المغربية»، وأسبوعية «تيل كيل» في لقاء جانبي، حيث دخل معهما في دردشة حول طبيعة الأسئلة التي سيتم طرحها عليه.
وأمام الحضور الكثيف، الذي غصت به القاعة، انطلق اللقاء بسؤال تسخيني يتعلق بالتنقيط التي أقامته مجلة «جون أفريك» الفرنسية لهذا الاسبوع لبعض أعضاء الحكومة، والذي منح وزير النقل والتجهيز أعلى نقطة، مقارنة مع باقي رفاقه في حكومة عباس الفاسي، وهي 8.5على 10، وهو المعدل التي عقب عليه مبتسما وساخرا «هذه النقطة جيدة، ولكن أتمنى أن أحصل عليها في الانتخابات المقبلة».
بعد سؤال النقطة، بدأ محاوري غلاب يرفعان من وتيرة الأسئلة ليدخلا به إلى الفضاء السياسي، لتنصب أسئلتهما حول التحالفات التي عرفها المشهد الحزبي في الأونة الأخيرة، كريم غلاب، وهو يجيب، لم يخف صعوبة الحديث في هذا المجال، وإن كان قد استهل كلامه بالحديث عن التركيبة الحزبية للتحالف من أجل الديموقراطية، قائلا «تحالف يجمع أحزاب من اليسار إلى اليمين، وأحزاب الأغلبية تنسق مع أحزاب في المعارضة»، قبل أن يستطرد «المرحلة التي نحن فيها يجب أن تكون على مستوى من الأخلاق، والمطلوب هو توضيح المشهد الحزبي وليس جعله غامضا».
لكن الصورة التي رسمها كريم غلاب، وهو يحاول أن يموقع حزب الميزان في خريطة التحالفات جوابا على سؤال أحد محاوريه أعادت حزب الاستقلال إلى الكتلة الديموقراطية، التي تجمعه بحزبي الاتحاد الاشتراكي والتقدم والاشتراكية، و التي قال عنها بأنها «المكان الطبيعي لحزب الاستقلال»، في حين أن سؤال امكانية التحالف مع رفاق بنكيران في حزب العدالة والتنمية وإرفاقه بالتصريح الأخير لعباس الفاسي الأمين العام للحزب الذي قال فيه بأن «العدالة والتنمية هو الأقرب إلينا»، جعل غلاب الذي ظل محافظا على هدوئه طيلة اللقاء أن يرفع من ايقاع الكلام، طالبا من محاوريه عدم مقاطعته، لينخرط في توضيح السياق الذي جاء فيه تصريح الأمين العام للحزب، بكون التصريح جاء ردا على انتقادات قال أن «بعضها داخلي والآخر خارجي» على عدم بناء تحالف مع حزب العدالة والتنمية، لكي يقوم في وجه التحالف من أجل الديموقراطية.
إلا أنه لتوضيح الصورة أكثر، يعود غلاب إلى الحديث عن التحالف الثماني مرة أخرى، وإن كان يبدو أنه غير مرتاح، للمرجعيات الفكرية المختلفة للأحزاب التي تشكله، قائلا«هذا التحالف ساعد إلى حد ما في توضيح المشهد الحزبي من حيث الأقطاب»، بعدما حصرها وزيرالنقل والتجهيز في الكتلة الديموقراطية والعدالة والتنمية والتحالف من أجل الديموقراطية
حزب الاستقلال الذي يؤجل التحالفات إلى ما بعد الانتخابت ، فهو يبقي على امكانية بنائها مع أحزاب من خارج الكتلة الديموقراطية، وهذ لم يستبعده غلاب من حسابات الحزب، وقال «نحن منفتحون على العدالة والتنمية وكل القوى السياسية التي تشاركنا نفس الأفكار بما فيهاG8»، شريطة أن توقع هذه الأحزاب، حسب غلاب، على «أرضية مشتركة يكون البرنامج الانتخابي لحزب الاستقلال ضمنها»
وإذا كان النقاش حول التحالفات قد فرض نفسه أكثر من مرة أثناء اللقاء، فإن سؤال الأمازيغية وموقف الحزب منها، دفعت غلاب إلى الحديث بصرامة في هذا الموضوع، في محاولة لرفع ما سماه ب«اللبس» الذي يلف هذه القضية، مؤكدا بكلمات مضبوطة وواضحة«الحزب ليس ضد الأمازيغية ، الحزب ضد كل من يوظفها من أجل خلق شرخ داخل المجتمع المتنوع في تقافته وهويته»
رضوان البلدي
الاحداث المغربية