تغيرت أمور كثيرة داخل نادي ريال مدريد الإسباني، منذ وصول البرتغالي جوزيه مورينيو على رأس القيادة الفنيّة للنادي الملكي.
بدأت بإسناد كل الأمور والصلاحيات المتعلقة بالفريق إلى مورينيو، الذي نجح لاحقاً في إبعاد المدير الرياضي للنادي خورخي فالدانو، ليتحول بذلك النادي الملكي العريق إلى النموذج الإنكليزي، حيث كل الصلاحيات في يد المدير الفني.
على ما يبدو فإن رياح التغيير وصلت بالفعل إلى سياسة التعاقدات، التي ينتهجها الريال منذ تربع فلورنتينو بيريز على رئاسة الميرنغي المدريدي.
وإعتاد ريال مدريد على التعاقد مع نجوم كبار بأسعار كانت دائماً تحطم الأرقام القياسيّة، وهو ما شهدته صفقات إنتقال زين الدين زيدان من يوفنتوس الإيطالي ولويس فيغو من برشلونة الإسباني وريكاردو كاكا من ميلانو الإيطالي وكريستيانو رونالدو من مانشستر يونايتد الإنكليزي، في أغلى صفقة تاريخيّة في عالم الكرة على الإطلاق.
أماطت صحيفة "ماركا" المقرّبة من دوائر صنع القرار داخل البيت الملكي اللثام عن الإستراتيجيّة الجديدة، تتضمن مراقبة مجموعة من اللاعبين الموهوبين، الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و20 عاماً، ويقدمون مستويات لافتة مع فرقهم الحاليّة.
وذكرت الصحيفة أن إستراتيجيّة مورينيو تعتمد على أن التعاقد مع لاعب مقابل 30 مليون يورو ليصبح مشروعاَ لمستقبل الفريق، وهو في الـ18 من عمره، أفضل من التعاقد معه، وهو في الـ28 مقابل 70 مليون يورو، مثلما حدث مع زيدان وفيغو وكاكا.
يريد الفريق الملكي إتباع نموذج التعاقد مع سرخيو راموس، الذي قدِم إلى مدريد، وكان عمره 18 عاماً، وبات الآن لاعباً رئيساً في الفريق والمنتخب الإسباني، علماً أنه القائد الثاني للفريق بعد الحارس إيكر كاسياس.
وكشفت الصحيفة المدريديّة عن اللاعبين، الذين ترصدهم وتراقبهم كشافة ريال مدريد، ويدخلون ضمن المشروع المستقبلي للنادي.
يأتي على رأس القائمة صانع ألعاب أتلتيك بلباو الإسباني إيكر مونيايين 18 عاماً، الذي قدم أداء خرافياً أمام البارسا (2/2) في الجولة الماضية في الليغا.
ويُلقب مونيايين بـ"إنييستا الجديد" نظراً إلى تشابه أسلوب لعبهما، ويمتد تعاقده مع النادي الباسكي حتى 2015، علماً أن قيمة فسخ التعاقد 40 مليون يورو.
ويدخل البلجيكي إيدين هازارد لاعب ليل الفرنسي ضمن المشروع الجديد للميرنغي، حيث يُبدي المدير الرياضي الجديد زين الدين زيدان حماسة كبيرة للتعاقد مع اللاعب في سيناريو مشابه لما حدث مع المدافع الشاب فاراني، الذي إنتقل من لنس إلى مدريد في الصيف الماضي، بتوصية خاصة من "زيزو"، وهو لمح إليه هازارد في تصريحاته الأخيرة.
وقاد هازارد (20 عاماً) فريقه الفرنسي إلى التتويج بثنائية الدوري والكأس، ويلعب حالياً في دوري أبطال أوروبا.
ينتهى عقد اللاعب البلجيكي في 2015 وتصل قيمة فسخ التعاقد إلى 20 مليون يورو.
الإنكليزي الصاعد جاك ويلشير هو ثالث اللاعبين في قائمة "ماركا"، وسطع نجمه في الموسم الماضي مع فريقه آرسنال اللندني.
ساهم تألق ويلشير اللافت مع المدفعجيّة إلى تليين موقف مدربه آرسين فينغر، وإقتناعه بفكرة بيع قائد الفريق سيسك فابريغاس إلى فريقه الأم برشلونة، بعد مسلسل مكسيكي طويل، إذ كان يرفض فينغر من الأساس أي محاولة لإجراء مفاوضات حول إنتقال فابريغاس.
ويبلغ ويلشير 19 عاماً، وينتهي عقده مع آرسنال في 2016، وصرّح أخيرًا بأنه يود إكمال مسيرته الكرويّة حتى الإعتزال مع فريقه الحالي.
وتتابع كشافة ريال مدريد أيضاً لاعب وسط في روسيا دورتموند الألماني ماريو غوتزه (19عاماً) الذي بات يحتل مكانة خاصة في منتخب يواكيم لوف برفقة صانع ألعاب ريال مدريد مسعود أوزيل.
تطلق الصحافة الألمانيّة على لاعب بلادها الشاب "ميسي المانشافت"، وهو موضوع أيضاً تحت أعين كشافة برشلونة آرسنال. ورفض فريقه الحالي عرضاً مغريّاً من آرسنال، وصلت قيمته إلى 40 مليون يورو في الصيف الماضي.
ينتهى عقد اللاعب مع بطل الدوري الألماني في 2014، و20 مليون يورو هي قيمة فسخ التعاقد بين الجانبيّن.
كما وصلت أعين كشافة الميرنغي إلى مهاجم الغريم رافا ألكانتارا، الذي ينشط مع فريق برشلونة الرديف، ويملك سجلاً تهديفيّاً متميزاً مع البارسا الصغير.
رافا هو الشقيق الأصغر لتياغو، الذي تم تصعيده في بداية الموسم الحالي إلى الفريق الأول، بعد قيادته الماتادور للفوز بكأس الأمم الأوروبيّة تحت 21 عاماًَ.
إختار رافا ابن اللاعب البرازيلي الشهير مازينهو تمثيل قميص السيليساو، عكس شقيقه تياغو، الذي لعب مع منتخب "لافوريا لاروخا" الأول.
ويعتبر الموسم الحالي هو الأخير للاعب مع البارسا، ولكن كل الوقائع تشير إلى تجديد عقده مع البلوغرانا، حيث يعتبر من ضمن المشروع الذي ينتهجه مدرب الفريق بيب غوارديولا.
إضافة إلى الأسماء المطروحة، يرغب ريال مدريد في الحفاظ على بعض لاعبيه الشبان، مثل موراتا، الرهان الأكبر للنادي، وخيسي وأليكس وكريستيان وجوزيه وديغيز، ليكتمل بذلك المشروع المستقبلي للنادي الإسباني.
إيلاف