أخبارنا المغربية
أخبارنا المغربية - عبد الرحيم القــاسمي
ما أن احتفت صحيفة الشروق الجزائرية ،المُقربة من دوائر العسكر الحاكم ،بنشوة نشر ما سمَّته بالسبق الصحفي الفريد من نوعه والذي يكشفُ ،على حد زعمها ،و بالملموس "تورط السلطات المغربية في دعم الإرهاب" ،عن طريق "التنسيق بين الرباط وجماعات إرهابية، تم على الأراضي الموريتانية، بهدف القيام بعمليات تخريبية داخل الجزائر" ؛حتى استفاقت الصحيفة على ورطة سقُوطها في شراك "ضابط مغربي" تلاعب بها ،بعد أن مدَّها بـ 15 وثيقة مُزيفة مُقابل 5 آلاف أورو.
"المغربي" الذي تلاعب بالمُخابرات الجزائرية ،وأوهَما بأنه "ضابط مُنشق" ،ليس في حقيقة الأمر كذاك، فالمعني هو المدعو "هشام بوشتي" الذي إلتحق في الأول من فبراير سنة 2000، بصفوف القوات المُساعدة؛ لكن وبعد اكتشاف وثائق مُزورة بالمُفتشية العامة لذات الجهاز ،وبعد بحث عميق ،اعتقل المعني سنة 2002 بوجدة وبحوزته وثيقة مُزورة تثبت كونه عُنصراً بالمصلحة المركزية للأمن بالقوات المُساعدة. ونتيجة لذلك ،تم تقديمه أمام قاضي التحقيق لدى المحكمة العسكرية وأدين سنة 2003 بسنتين سجنا نافذاً وغرامة مالية تقدر بـ 2540 درهماً، ليُطرد بعد ذلك من سلك الخدمة ،وينتهي به الحالُ في بلجيكا.
ولعل أول مؤشر على عملية التزوير،والذي لم تنتبه له المُخابرات الجزائرية ،هو أن إحدى تلك الوثائق المنشورة مكتوبة باللغة العربية ،وكل المطلعين على الملف الأمني يقولون إن المديرية العامة للدراسات والمُستندات ،لا تتعامل بتاتا باللغة العربية نظراً لارتباطها بأجهزة معلومات أجنبية، وتسهيلا للتواصل فإنها تستعمل اللغة الفرنسية التي تعتبر من الناحية التقنية أسهل في هذا المجال.ثم إن المؤشر الثاني هو ورود شهر "مايو" بهذا الشكل ،مع العلم أن المغاربة يكتبون شهر ماي وليس "مايو".
وإذا وضعنا في الحُسبان ،البيان الصادر عن وزارة الداخلية المغربية والذي أوضح ،في وقت سابق ،أن بعض المواقع الالكترونية قامت بنشر نسخة من مراسلة مزعومة تسيء للمديرية العامة لمُراقبة التراب الوطني ؛وأن التحريات المعتادة مكنت من إثبات أن الأمر يتعلق بدون شك بوثيقة مُزورة بشكل صارخ، وأن الأبحاث ،التي تم إجراؤها بهذا الخصوص، أظهرت أن هذه الوثيقة المزورة، تعود إلى المدعو "هشام بوشتى" الذي كان أول من نشرها على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" ؛فإننا سنجد أنفسنا أمام شخص له باع ٌ في التزوير يعمل على توظيفه لضرب أمن المغرب.
إذن ،توقف صحيفة الشروق على نشر باقي الوثائق "التي تورط المغرب في الإرهاب" (المُسلمة من طرف الضابط الجزائري السابق أنور مالك) على حد قولها ،جاء بإيعاز من جهاز الاستخبارات الجزائري الذي فطن متأخراً للمصيدة (المقلب) التي أوقعت به في شراك "مُبتز" مُبتدأ ليس إلا.
said
wachouha
wachouha hhhhhhhhhhhhhhh makalakhin