سلطات شفشاون تعطي الانطلاقة الرسمية لوحدة فندقية جديدة

تحويل شقق وسط حي شعبي بطنجة إلى أوكار للدعارة يخرج الساكنة للاحتجاج

من غلاسكو إلى الرياض.. اعتراف دولي بقوة المؤسسات الأمنية المغربية

شحتان: بطاقة الملاعب ستحد من المتطفلين على الميدان ويوسف مجاهد: مبادرة جيدة من أجل الرقي بالمهنة

جمعية الثقافة الإسلامية ومؤسستها بتطوان يحتفلون بذكرى المسيرة الخضراء المضفرة

شوكي للمعارضة: خطابكم مضلل وقانون المالية واقعي ومجدد في تفعيل ‏السياسات

لماذا يتوقع حزب العدالة و التنمية الفوز بالانتخابات التشريعية؟؟

لماذا يتوقع حزب العدالة و التنمية الفوز بالانتخابات التشريعية؟؟

 

أخبارنا المغربية

محمد كريمي

لم يتوقف عبد الإله بنكيران، الامين العام لحزب العدالة و التنمية طيلة هذه السنة على ترديد شعارات و خطابات في جميع المناسبات الوطنية و الدينية تصب في منحى واحد، ألا و هو "إذا لم يفز حزب المصباح بالانتخابات التشريعية المقبلة، فذلك يعني أن هذه الانتخابات سوف تكون مثل سابقاتها غير نزيهة". ليس من شك أن في الترويج لمثل هذه الخطابات دليل على تهافت صاحبه و إخلال بأهم شروط الممارسة السياسية و هو التجريح. نعم، التجريح في حق السلطات الساهرة على حسن سير العملية الانتخابية، خاصة القضاة الذين أنيطت إليهم، في ظل فصول الدستور الجديد، مهمة الاشراف على الانتخابات و ضمان نزاهتها و الاعلان عن النتائج المفرزة عنها. فكيف يستطيع حزب سياسي لا يغطي مرشحوه سوى نصف عدد الدوائر الانتخابية المطروحة أن يتصدر قائمة الاحزاب الفائزة بثقة المغاربة؟

أن يحلم بنكيران بأن يصبح أول رئيس للوزراء بالمغرب فذلك من حقه و لا أحد يمكن أن ينكره عليه شريطة ألا يتعدى ذلك نطاق الحلم. أما أن يحاول أن ينزل حلمه إلى الواقع باستعمال لغة التهديد و التجريح، فذلك مردود عليه بالإطلاق، لأنه يصادر منذ الآن حرية المواطنين المغاربة في اختيار النواب الذين يرونهم مناسبين للدفاع عن مصالحهم داخل البرلمان. خاصة إذ علمنا أننا في المغرب لا زلنا بعيدين عن ثقافة التصويت على الأحزاب لأسباب يعلمها الجميع، لعل أهمها أن البرامج التي تطرحها الأحزاب بما فيها حزب العدالة و التنمية لا تقدم أجوبة كافية و حلولا عملية، و بالتالي فإن المواطنين يصوتون على الاشخاص أكثر من تصويتهم على الاحزاب. و في هذا الصدد لا يمكن أن يتبجح بنكيران بمرشحيه لأنهم ليسوا من الأولياء الصالحين، ففيهم الصالح و الطالح مثل جميع بقية الأحزاب، خصوصا بعد الفضائح المالية التي لحقت مجموعة من رؤساء المجالس البلدية و عمدات المدينة المنتمون إلى حزب المصباح و الذين استغلوا مناصبهم لتفويت الأراضي و المشاريع باسمهم أو باسم زوجاتهم، و ليس يسمح المقام هنا  بذكر الأسماء، فمن يريد أن يتعمق في الموضوع فليس عليه سوى مطالعة تقارير المجلس الأعلى للحسابات.

من بين الشعارات التي يراهن عليها حزب العدالة و التنمية في حملته الانتخابية، نجد المرجعية الاسلامية لتحقيق التنمية و الازدهار؟؟؟ و قد قرأت في إحدى المنشورات التي يوزعها وكلاء لوائح الحزب في مدينة الرباط المقطع التالي الذي لا يخلو من رسائل استفزازية مبطنة: " الأصالة و نعني بها أن تكون مشاريعنا في الإصلاح مصطبغة بمرجعيتنا الاسلامية و منسجمة مع قيمنا الثقافية و الحضارية، مع استيعاب و احترام الخصوصيات الثقافية و اللغوية و العرقية داخل فضاء الأخوة الاسلامية"، ماذا يمكن أن نقرأ في العبارتين "مرجعيتنا الاسلامية" و "الاخوة الاسلامية"؟؟ هل يعني ذلك أن بقية الأحزاب تتبرأ من مرجعيتها الاسلامية و تنتظر فقط الفرصة للانقضاض على السلطة لكي تلغي من الدستور إسلام المغرب؟؟ أم هل يعني ذلك أن المصباحيين سوف يكونون أكثر تأسلما و يعدوننا بفرض حكم وهابي سلفي، حيث تمنع النساء حتى من سياقة السيارات؟؟ عموما فالرهان على الدين لكسب أمر دنيوي هو رهان فاشل لأن الدين لله وحده و الوطن للجميع.

ههنا، وجب علينا أن نقف برهة لتحليل تمسح المصباحيون براية الاسلام في خطاباتهم. إذا رجعنا إلى التاريخ، سوف نجد أن حزب العدالة و التنمية كان يحمل اسما آخر هو حزب "الحركة الشعبية الدستورية الديمقراطية" الذي كان قد أسسه الدكتور عبد الكريم الخطيب، تغمده الله بواسع رحمته، عام 1967، حيث ضم صوته وقتئذ إلى بقية الاحزاب الوطنية الحرة التي كانت تنادي بنزاهة الانتخابات و الاهتمام بالثقافة الأمازيغية و بناء دولة الحق و القانون. نقطة التحول التي ستقع للحزب و تجعله يغير استراتيجيته و يتبنى الخطاب الاسلامي تعود إلى سنة 1996، حينما عقد الحزب مؤتمره الاستثنائي و انفتح على بعض مكونات الحركة الاسلامية خاصة حركة الاصلاح و التوحيد و سمح لها بالاندماج في هياكله، فكانت بداية النهاية لحزب المرحوم الخطيب و سطوة الاسلاميين عليه، حيث في سنة 1998 سوف يغير الحزب من اسمه ليصبح العدالة و التنمية. و لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد استمر الاسلاميون في بسط هيمنتهم و إقصاء كل من يخالفهم بهدف الوصول إلى الأمانة العامة و الاستفراد بالقرار. في عام 2008، سيشهد الحزب انقلابا مخمليا من الداخل و يفوز الأخ عبد الاله بنكيران بالأمانة العامة ليعلن على أن الحزب أصبح في قبضة الاسلاميين. هذه هي حكاية المرجعية الاسلامية لحزب المصباح، بعبارة أخرى حكاية هيمنة حركة الاصلاح و التوحيد السلفية على حزب المرحوم الخطيب.

الآن، أمكن أن لنا أن نعيد صياغة السؤال الأول الذي انطلقنا منه: "لماذا يتوقع حزب العدالة و التنمية الفوز بالانتخابات التشريعية" ليصبح كالتالي " لماذا تتوقع حركة الاصلاح و التوحيد الفوز بالانتخابات التشريعية؟؟"، إننا في هذا المقام لا نبغي نقد المرجعية الاسلامية للحزب لأنه كما أسلفنا هذه المرجعية يضمنها الدستور الذي صادق عليه المغاربة بجميع أطيافهم الإيديولوجية و السياسية. أما ما يهم انتظارات المواطنين فهو تقديم برنامج اقتصادي متكامل يخفف على الدولة مديونيتها و يرفع من مداخيل الأسر و يوفر فرص العمل للشباب و يدعم الاصلاحات في القطاعات الحيوية كالتعليم و الصحة و غيرها من المتطلبات التي تهم الواقع اليومي للإنسان المغربي. إذا كان حزب العدالة و التنمية يحمل مصباح علاء الدين السحري و ليس مصباح بنكيران الغوغائي، فإنه لا محالة سيفوز بثقة المغاربة، و لكننا جميعا نعلم بواقع حال هذا الحزب و نعلم جيدا حجمه الحقيقي الذي لا يتجاوز في شيء بقية الأحزاب السياسية، و بالتالي ففرصته في الظفر بهذه الانتخابات تظل على قدم المساواة مع باقي الاحزاب، فحري بالأخ بنكيران أن يقدم برنامجا سياسيا مقنعا عوض الترويج لخطاب التجريح و التهديد.

أستاذ باحث في علم الاجتماع السياسي


عدد التعليقات (5 تعليق)

1

Abdel

\"فكيف يستطيع حزب سياسي لا يغطي مرشحوه سوى نصف عدد الدوائر الانتخابية المطروحة أن يتصدر قائمة الاحزاب الفائزة بثقة المغاربة؟\" ==> أذكر الكاتب أن حزب \"ع و ت\" يغطي 91 من أصل 92 دائرة أي تقريبا98.9% من الدوائر \"هل يعني ذلك أن بقية الأحزاب تتبرأ من مرجعيتها الاسلامية\"==> ما الذي يمنع هذه الأحزاب من ذكر أن مرجعيتها اسلامية ؟؟ \"نجد أن حزب العدالة و التنمية كان يحمل اسما آخر هو حزب \"الحركة الشعبية الدستورية الديمقراطية\" ==> هذا خطأ فالخطيب أسس هذا لحزب لكنه انسحب منه بعد ذلك ليؤسس حزب ع و ت \"و لكننا جميعا نعلم..\" ==> أنت لا تعلم ما أعلم و أنا لا أعلم ما تعلم

2011/11/23 - 04:53
2

houari

tbarklah 3lik akhoya mais taybane liya b7ala mt2ayaz chuiya l chi taraf akher o lah o a3lam

2011/11/23 - 05:06
3

dina

je crois que le plus important demeure d\'aller voter le 25 novembre car ce sont les voix des citoyens marocains qui vont déterminer le parti gagnant et je crois aussi que le PGD ne doit pas se prévaloir dés mnt d\'avoir la confiance de tous les marocains ce n\'est qu\'un parti comme les autres ;et sa véri table taille ne dépasse pas celle des autres.

2011/11/23 - 05:47
4

mowatin

kolo ma alkhaifin min fawz hada al 7izb bdaw fi chan 7amla didah wahada yadolo 3ala almakana alati asba7a ya7taloha 7izb almisbah

2011/11/24 - 01:38
5

احماد

اغلب الاحزاب ...... ماهي الا جثت.... لم تكرم يالدفن... فــفسدت ...... [ والدليل تصريحاتكم ] وأصبحت مــــــتعفنة.. النتيجة \\ الواقع اللآن : الروائح الكريهة المنبعة منها

2011/11/24 - 09:56
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات