محمد الزغاري/فاس
لاشك أن الجميع يستحضر ذكرى عاشوراء الدينية بكل فخر واعتزاز ،لكن ذكرى عاشوراء تختلف أجواؤها من مكان لآخر ، فالنبي 'صلى الله عليه وسلم' كان يصوم هذا اليوم في الجاهلية وكانت قريش بمكة واليهود بالمدينة يصومونه، ففي الصحيحين عن ابن عباس قال: 'قدم رسول الله المدينة فوجد اليهود صياماً يوم عاشوراء، فقال لهم رسول الله: ما هذا اليوم الذي تصومون ، فقالوا: هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه، وأغرق فرعون وقومه، فصامه موسى شكراً لله فنحن نصومه، فقال: فنحن أحق وأولى بموسى منكم' فصامه رسول الله وأمر بصيامه .
و يوم عاشوراء تم نسخه بعد فرض صيام رمضان ، وصيام عاشوراء مستحب، فقد روى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قال : حِينَ صَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ" قَالَ فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رواه مسلم. واليوم التاسع يسمى بتاسوعاء .
وتختلف مظاهر استحضار هذا اليوم باختلاف الناس من قبيل تخصيص عاشوراء باغتسال وتنظيف وتطييب واكتحال مما لا أصل له، ولم يستحبه أحد من السلف مطلقاً ، وهناك من يستحضر هذه الذكرى بالحزن واللطم والبكاء والعويل وهي لم تثبت قط .
وهذا لَمْ يَرِدْ فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَلا عَنْ أَصْحَابِهِ , وَلا اسْتَحَبَّ ذَلِكَ أَحَدٌ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ لا الأَئِمَّةِ الأَرْبَعَةِ، وَلا غَيْرِهِمْ...
وعاشوراء لدى الشباب وخصوصا التلاميذ لها طابع خاص تختلف مظاهرها عن التزين والإغتسال أو الخزن والعويل ، فحين تقترب هذه الذكرى عليك أن تحذر المرور أمام مؤسسة تعليمية(ليس كلها) فربما سقطت عليك قذيفة مائية تجعل يومك صعبا وهذا بسيط بالمقارنة بالتراشق بالبيض ، في بدايات هذا الأسبوع (5 دجنبر 2011) بينما كنت مارا على إحدى المؤسسات التعليمية لاحظت عن كثب –خارج المؤسسة ، بيض كثير مكسور وتلاميذ يقتنصون الفرصة للنيل من بعض زملائهم ،بالفعل بقرب هذه المناسبة تتخذ المؤسسات التعليمية عدة إجراءات لمنع مثل هذه السلوكات لكن هذه الإجراءات لا تقف حائلا أمام التلاميذ خارج أسوار مؤسساتهم التعليمية ، ويبقى تساؤل مطروح لماذا بالضبط يستحضر التلاميذ هذه المناسبة الدينية بالتراشق بأكياس مطاطية مليئة بالماء أو بالبيض فهل البيض رخيص لهذه الدرجة ! فهناك من لا يجد لا ماء ولا بيض،ويعيش في بؤس مزر ؟وأين هو الجانب الديني في استحضار هذه المناسبة ؟
ولكي يمر المرء آمنا مطمئنا قرب إحدى المؤسسات التعليمية هل ينبغي عليه أن يتدثر بـ "طاقية الإخفاء"؟؟؟