ألهبت جيوب المواطنين.. تاجر يبرّر ارتفاع أسعار الدجاج ويدعو وزارة الفلاحة إلى تقديم الحلول

مولودية وجدة يكتسح شباب أطلس خنيفرة برباعية نظيفة

الجماهير الوجدية تُعرب عن استيائها الشديد بسبب الإهمال الذي يعاني منه الملعب الشرفي

حموني: متابعة وزير العدل لصحافيين مغاربة يسيء لصورة البلاد ويمنح هدايا مجانية لخصوم الوطن

منين غادي تجيبو الفلوس.. الدستوري أشكور يكشف خبايا جدول أعمال دورة يناير بجماعة مرتيل

روعة منطقة ميشليفن بعد التساقطات الثلجية الأولى التي عرفتها مدينة إفران

دوّار \"المالقية\" بمدينة سلا ... سلاويون يقْضون حياةً مُرّة في العوز و الظّلامِ و الروائح الكريهة

دوّار \"المالقية\" بمدينة سلا ... سلاويون يقْضون حياةً مُرّة في العوز و الظّلامِ و الروائح الكريهة

 

 

أخبارنا المغربية

خلدون المسناوي
بعد قَطعِنا لمسافة خمس كيلومترات ونصف من وسط مدينة سلا في اتجاه  القنيطرة عبر الطّريق الوطنية الأولى، وصلنا بالضّبط إلى الدوّار المُسمّى ب"المالقية"، ، منازل ، و براريك قصديرية  تقوم على  أرض  متربة و غير مستوية . بعد  دُخولنا إلى قلب الدوار الّذِي يضمّ حوالي 5000 نسمة لاحظنا تتبيث السكان هنا للأنابيب البلاستيكية  بكثرة في واجهات منازلهم وذلك بسبب الأمطار التي لا تُوجد  المجاري  بداخل مآويهم   التي يمكن أن تنفذ مِنها المياه ، و بالتالي يعتمد غالبية السُّكّان  هُنا هذه الطريقة تجنُّبا لانفجار مياه الأمطار عليهم. يقول بوشعيب شوكارة 70سنة  " حنا هنا كلشي مركب القوادس فالسطوحة منين تايدوز الما ديال الشّْتا للزنقة حيت ماكينينش ويدان الحار وحتالاكانوا معندهم جهد..." و يضيف بِنبرة يائِسة وعيناه تذرف دمعاً " ولادنا وحنا مراض بريحة لخنز ديما عايشين فلخنز و منين تايجي الصيف تايبدا يتجمع الدود كاع ..." ،  عبارات من قاطن بالدوار تُعبّر عن مستوى المُعانات الجسيمة التي تتكّبدها ساكنة المالقية من مشكل غياب  مجاري المياه  الكافِية هُنا بالمنطقة، ولعلّه الأمر الذي تجاوز مُعاناةً ما يُمكن تصوره ، إذ بعد إحاطتنا بالمُشكل تبين لنا عدم استيعاب مجرى المياه  الوحيد  المُقام بالدوار لكميات مياه الأمطار  المتدفقة   عليه , وخاصة في  فصل الشتاء الذي يفيض فيه المجرى المذكور  مع كلّ مجيء له "الشتاء"، بحيث يتجمع الوحل المتسبب في انتِشار الروائح الكريهة  بأزقّة المالقية كُلِّها نتيجة لذلك . إذ   قد  تشكلت هنا بعد الأمطار الأخيرة 3 بِرك مائية  بِعمق يصل إلى أمتار تحت سطح الأرض ،هذه البرك التي يتعامل معها الناس هُنا بحذر شديد ،  البِرك  المُتعفنة الّتي  تكوّنت بالتّحديد، نتيجة عدم استكمال تشييد مجموعة من "مجاري المياه" بعد إنجاز  حُفر لها بين أزقة المالقية و عدم إتمام إعمالها.!.
 
و لأن غالبية سكان دوار المالقية  بسلا يعيشون على إيقاع الفقر المذقع فلذلك  لا تتوفر أكثريتهم على الماء الصّالح و  الكهرباء ،أو بالأحرى لِنقل لا يقدرون على الإلتزام بمصاريفهما، خالد الحساني 34 سنة رب أسرة عاطل،  قاطن بالمالقية ولجنا معه  منزله المهترئ  الذي لا يتوفّر  لا على  الكهرباء ولا على الماء، ولا شيء على أسرته سِوى أن تعتمد ضوء  الشموع في الإضاءة كل يوم عند حلول ليله ، حال العديد مِن الأُسر يوميا  هنا التي تفعل ذلك و  تتوجه أيضاً إلى "سقاية ماء" ، يلجأ إليها معظم السكان هنا  للتزود بالمياه الصالحة للشُّرب.يقول خالد،ح : "واش حنا ملكينا ماناكلو غانمشي ندخل الضو والما ومنين غاندخل لمّاكن ومنين غانخلص فراس كلّ شهر،الغالب اللّه ... " .عبارات من شاب رب أسرة، تعكس تَسبّب الفقر الذي لا وجود إلاّ له بالمالقية  ،في عدم تحقق حاجتي الكهرباء و الماء ليس لأسرة خالد ،وإنّما للغالبية الساحقة من سكان الدوّار الذي يعاني بجميع قاطنيه في أوقات اللّيل جراء الظلام الدّامس الذي يدب في زقاقه  بسبب غياب الإنارة العمومية ، من عدم التمكن من  الخروج  بعد مغيب الشّمس . إذ علّه مُشكل غياب الإنارة العمومية الّذي يفرض على سكان الدوار  الإلتحاق بمنازلهم رغما عنهم قبل ظلمة الغروب. 
والدوار و إلى يومِنا هذا وعلى الرّغم من توسعه التِّعدادي و المجالي المُتزايد فهو لا يتوفر على مستوصف يقصده السكان هنا  عند الحاجة بحيث  يضطرون إلى قطع  كيلومِترات  إما نحو بوقنادل أو وسط سلا أو القنيطرة، للعلاج في حالة المرض، على أنّ   أبناء دوار المالقية ليسوا  أكثر استفادة من أبناء باقي دواوير سلا فيما يخصّ التّمدرس، فالتعليم و كدواوير أخرى بالمدينة لايتجاوز المستوى الإبتدائي بدوار المالقية،غير أنه هنا تجب الإشارة إلى أن المدرسة الإبتدائية التي يقصدها أطفال الدوار  تقع في مجال  يتوجب معه على أبناء المالقية يوميا اجتياز سكة القطار للعبور إلى ناحية ابتدائِية "البراهمة 2" التي يفرض موقعها من تلامِيذها ،بناء قنطرة لتجاوز أي خطر يمكن أن يقع  أثناء  عبور الأطفال عبر الممرّ المستوي على سِكّة القِطار الرابطة بين سلا و القنيطرة من المدرسة إلى الدوّار أو العكس.
مشاكل عديدة تلك التي تُقرف  سكان دوّار "المالقية" التّابع للبراهمة بسلا في معيشتهم، مشاكل تتركز في  ضعف البنيات التحتية والفقر والإقصاء، و تعكس الغياب  المُطلق للسياسات التنموية و التّربوية بالدوار الذي تنتشر فيه الروائح الكريهة بشكل حادّ ومؤذي لا يجب الصّمت عنه،  فهل هُناك مِن مُبادرة تؤتِي بِحلّ جريء لِما يقع مِن  انتشار للأوساخ و المياه العفنة  بالمالقية  ،فلعلّه الواقع المُؤلم الذي لا تقتصر أضراره في المالقية على خُسران أراضي مُنبتة فقط ،و إنمّا بالأساس أضرارا بشرية متمثِّلة في أمراض تنفُّسية و جلدية تتغلغل هُنا، يوفر التلوث الناتج عن غياب مجاري المياه الكافِية  بالمنطقة عاملا مُؤديا لها


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة