أخبارنا المغربية
و لأن غالبية سكان دوار المالقية بسلا يعيشون على إيقاع الفقر المذقع فلذلك لا تتوفر أكثريتهم على الماء الصّالح و الكهرباء ،أو بالأحرى لِنقل لا يقدرون على الإلتزام بمصاريفهما، خالد الحساني 34 سنة رب أسرة عاطل، قاطن بالمالقية ولجنا معه منزله المهترئ الذي لا يتوفّر لا على الكهرباء ولا على الماء، ولا شيء على أسرته سِوى أن تعتمد ضوء الشموع في الإضاءة كل يوم عند حلول ليله ، حال العديد مِن الأُسر يوميا هنا التي تفعل ذلك و تتوجه أيضاً إلى "سقاية ماء" ، يلجأ إليها معظم السكان هنا للتزود بالمياه الصالحة للشُّرب.يقول خالد،ح : "واش حنا ملكينا ماناكلو غانمشي ندخل الضو والما ومنين غاندخل لمّاكن ومنين غانخلص فراس كلّ شهر،الغالب اللّه ... " .عبارات من شاب رب أسرة، تعكس تَسبّب الفقر الذي لا وجود إلاّ له بالمالقية ،في عدم تحقق حاجتي الكهرباء و الماء ليس لأسرة خالد ،وإنّما للغالبية الساحقة من سكان الدوّار الذي يعاني بجميع قاطنيه في أوقات اللّيل جراء الظلام الدّامس الذي يدب في زقاقه بسبب غياب الإنارة العمومية ، من عدم التمكن من الخروج بعد مغيب الشّمس . إذ علّه مُشكل غياب الإنارة العمومية الّذي يفرض على سكان الدوار الإلتحاق بمنازلهم رغما عنهم قبل ظلمة الغروب.
والدوار و إلى يومِنا هذا وعلى الرّغم من توسعه التِّعدادي و المجالي المُتزايد فهو لا يتوفر على مستوصف يقصده السكان هنا عند الحاجة بحيث يضطرون إلى قطع كيلومِترات إما نحو بوقنادل أو وسط سلا أو القنيطرة، للعلاج في حالة المرض، على أنّ أبناء دوار المالقية ليسوا أكثر استفادة من أبناء باقي دواوير سلا فيما يخصّ التّمدرس، فالتعليم و كدواوير أخرى بالمدينة لايتجاوز المستوى الإبتدائي بدوار المالقية،غير أنه هنا تجب الإشارة إلى أن المدرسة الإبتدائية التي يقصدها أطفال الدوار تقع في مجال يتوجب معه على أبناء المالقية يوميا اجتياز سكة القطار للعبور إلى ناحية ابتدائِية "البراهمة 2" التي يفرض موقعها من تلامِيذها ،بناء قنطرة لتجاوز أي خطر يمكن أن يقع أثناء عبور الأطفال عبر الممرّ المستوي على سِكّة القِطار الرابطة بين سلا و القنيطرة من المدرسة إلى الدوّار أو العكس.
مشاكل عديدة تلك التي تُقرف سكان دوّار "المالقية" التّابع للبراهمة بسلا في معيشتهم، مشاكل تتركز في ضعف البنيات التحتية والفقر والإقصاء، و تعكس الغياب المُطلق للسياسات التنموية و التّربوية بالدوار الذي تنتشر فيه الروائح الكريهة بشكل حادّ ومؤذي لا يجب الصّمت عنه، فهل هُناك مِن مُبادرة تؤتِي بِحلّ جريء لِما يقع مِن انتشار للأوساخ و المياه العفنة بالمالقية ،فلعلّه الواقع المُؤلم الذي لا تقتصر أضراره في المالقية على خُسران أراضي مُنبتة فقط ،و إنمّا بالأساس أضرارا بشرية متمثِّلة في أمراض تنفُّسية و جلدية تتغلغل هُنا، يوفر التلوث الناتج عن غياب مجاري المياه الكافِية بالمنطقة عاملا مُؤديا لها