أخبارنا المغربية
ماء العينين بوية (كاتب مغربي)
يقول الشيخ عبد الرحمان العريفي في تغريدة منسوبة له على موقع التواصل الإجتماعي "تويتر"، و عبر صفحته الشخصية: ": لو أنّ أهل السماء وأهل الأرض اشتركوا في دم مؤمن لأكبهم الله في النار، رواه الترمذي-صحيح، لك الله يا مصر يضيقُ صدري ولا ينطلق لساني".
عقب الثورة المصرية استضافت مصر دعاة سعوديين ممن يحسبون سابقا على تيار الصحوة السلفية، نشط هؤلاء و هللوا لفوز مرسي، هي صحوة الأصل بالنسبة لهؤلاء و حنين لأحلام الماضي، خاصة بعد غياب دام لسنوات منذ حرب الخليج الثانية، ومع الانفتاح الإعلامي عاد الشيوخ دعاة لا سياسيين، تغيرت المواقف و لانت الرؤوس، غير أن الربيع العربي شكل فرصة أخرى لعودة هؤلاء لميدان السياسة، ففي مصر و بعد نجاح ثورة الخامس من عشرين يناير و سقوط مبارك، تحول التيار السلفي من حياديته ليشارك في الانتخابات البرلمانية بشقيها و الرئاسية، و هكذا امتطت السلفية المصرية ركاب التحزب و المشاركة في اللعبة
السياسية، و أصبحت مصر قبلة لشيوخ مثل العريفي أو العودة أو القرني…
لم يمنع الانقلاب و موالاة حزب النور، من معارضة بعض من هؤلاء الدعاة و العلماء السعوديين لانقلاب السيسي، انتقدوا و رفضوا، غير أنه و مجاراة للتوجه السعودي العارم لدعم السيسي و اعتبار جماعة الإخوان حركة إرهابية، صمت هؤلاء أو أخرسوا، ليدوم صمتهم حتى وفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز.
مع بيعة سلمان، و تنصيب الشابين نسبيا محمد بن نايف و محمد بن سلمان، تحدثت منابر إعلامية عدة عن بوادر خلاف بين العاصمتين القاهرة و الرياض، مرده تغير في خارطة الأولويات السعودية، حرب اليمن و عودة إلى سوريا عبر تحالف تركي قطري سعودي، و تطاول مواقع صحفية و إعلامية و تجرؤها على انتقاد الرياض.
شكل الرفض الدولي لحكم الإعدام، الذي أصدرته محكمة مصرية في حق الرئيس المصري محمد مرسي، و إعدام طلبة مصريين، فرصة لعودة دعاة مثل العريفي و القرني لانتقاد النظام المصري الانقلابي الظالم,,,و كسر الحظر الذي منعهم من التعاطي للشأن المصري بوجهة نظر داعمة للإخوان.
ربما يمتلك النظام المصري سلاحه الإعلامي الجبار، المتفنن في الترويج و التلبيس، مالا تستطيع السعودية مجاراته بصحافتها المحلية و الرسمية، غير أن للأخيرة قنواتها الخاصة، من بينها استغلال شعبية بعض علماء و دعاة السلفية خاصة بين الشباب المسلم في معاركها الخارجية ، والهجوم على مخالفيها، وهذا ما نراه اليوم مثلا، فمحسبون كثر على هذا التيار يجاهدون الآن في التهويل من الخطر الفارسي و الهجوم على النظام السوري و على حزب الله, و العودة إلى الشأن المصري بالنسبة لهؤلاء ربما يمثل ضوءا أخضر ربما تلقوه من القيادة بعد تجاوزات مصرية رسمية و إعلامية صدرت ممن يحومون في فلك النظام ضد السعودية.
ملاحظ
تصحيح اسم الشيخ
اسم الشيخ محمد العريفي وليس عبدالرحمن العريفي. واسمه الكامل محمد بن عبدالرحمن العريفي. الموضوع اجتهاد في قراءة الوضع لكنه يبخس العلماء حقهم ويصورهم أدوات للنظام