وصف المتدخلون في الندوة التي عقدها مناضلات ومناضلي حزب التقدم والاشتراكية المعارضين لقرار المشاركة في الحكومة، يوم أمس بالرباط، تحالف حزبهم مع العدالة والتنمية ب” الهجين”. وأجمع المشاركون في هذا اللقاء الذي سلطوا فيه الضوء عن الكيفية التي نهجها مسؤولو حزبهم من أجل الإستوزار، أن سؤال المشاركة في حكومة بنكيران لا يعنيهم، مؤكدين أن مكانهم المناسب هو المعارضة. ومن جهته، اعتبر مصطفى رجالي عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والإشتراكية، تحالف حزبه العدالة والتنمية، تحت مظلة ” مصلحة الوطن” حق أريد به باطل”. وتساءل رجالي في جواب عن سؤال حول من يقول إن مصلحة الوطن تقتضي التحالف مع بنكيران لتشكيل حكومته، هل من اختار التموقع في المعارضة لا يهمه الوطن، مضيفا إن هؤلاء الذين سماهم”ب” المهرولين” لا تهمهم سوى مصلحتهم الشخصية، قائلا ”المغاربة لا يرضعون أصابهم، ، بل هم واعون بما يقوم به هؤلاء، الذين لا يهم سوى الإستوزار من أجل تحقيق مصالح شخصية”، مبرزا أن الانتخابات الأخيرة أكدت الشعب المغربي لم يعد يريد أن يحكمه اليسار. ووصف رجالي تحالف التقدم والاشتراكية مع العدالة والتنمية من أجل الإستوزار، ب” الهجين، قائلا إن موقف مثل هذا لا يتنكر فقط لموقف الحزب الثابت ويضرب عرض الحائط قوانينه، بل أيضا فيه تصفية لما تبقى من هويته ورمزيته التاريخية.
وفي السياق ذاته، تساءل يحي مكتوب عضو المكتب السياسي للتقدم والاشتراكية عن ما يجمع حزبه بالعدالة والتنمية ، قائلا”إن مشروعنا المجتمعي التحرري والتقدمي لا يلتقي مع مشروعهم المحافظ، ومواقفنا من الحريات الفردية والجماعية تختلف عن مواقفهم كما أننا لا نتفق معهم في النزوعات النيو ليبيرالية ، مضيفا أن هذا التحالف لن يؤدي إلا إلى المزيد من تضبيب المشهد السياسي وتكريس عزوف الناس عن العمل السياسي ، مشيرا إلى أن حزب التقدم والاشتراكية الذي عرف تجاوزات في المؤتمر الوطني الثامن، بات يعرف بؤسا في الموقف الفكري والسياسي، وترهل في المنحنى التنظيمي، قائلا إن الذين أغرقوا الهيئات التقريرية للحزب (أي اللجنة المركزية التي تضم حوالي 700عضو)كانوا يعدون لمثل هذه المناسبات ، وهم يدركون أن السطو على حزب “عزيز بلال” و”شمعون ليفي” لا يمكن أن يتأتى إلا عبر إفراغه منحمولاته الفكرية والإيديولوجية وإبعاده عن قيم اليسار، مشيرا إلى أنهم واجهوا الانتهازيين ودعاة الانبطاح خلال المؤتمر الوطني الثامن وعبروا عم موقفهم الحقيقي من حركة 20فبراير ومن الإصلاحات الدستورية، وهم اليوم غير معنيين بالموقف الخجول الذي تبناه المهرولون في اتجاه الإستوزار مؤكدين أنهم سيتخندقون إلى جانب اليسار في مواجهة أفكار وسياسات المحافظين والنيو ليبيراليين.
أما سعيد السعدي عضو المكتب السياسي بالتقدم والاشتراكية، فقد تحدث عن ما أسماه ب” المسرحية الهزلية ” التي أعد أطوارها قادة حزب التقدم والإشتراكية، السبت الماضي خلال انعقاد اللجنة المركزية، من أجل التحالف مع حزب بنكيران ، قائلا” لقد تم إغراق القاعة بأشخاص لا علاقة بالحزب، وليسوا أعضاء في اللجنة، من أجل كسب أصوات، مستدلا بتواجد رئيس بلدية حد كورت الذي كان يتعمد التشويش على المعارضين لمبدأ المشاركة، كما استنكر المقص الذي طالوهم في الإعلام العمومي، حيث تم حذف آرائهم، منتقدا أيضا التقرير الذي قدمه نبيل بنعبدالله ، لكونه ينحاز إلى مبدأ المشاركة في حين أن الشعب المغربي الذي زكى حزب العدالة والتنمية يرفض اليساريين عموما، كما استحضر العديد من المحطات التي مر بها الحزب، سيما تلك التي كان فيها يقبل أن يكون رقما تكميليا في حكومة بنكيران.
أما سعيد السعيدي فقد أكد أن الوضع الطبيعي لحزبه يقتضي الرجوع التموقع إلى جانب الجماهير الشعبية في معركتها من أجل الحرية والعيش الكريم، قائلا إن ما حصل من تراجعات على مستوى نصرة قيم اليسار يقتضي من عموم اليساريين التعبئة من أجل الدفاع عن المكاسب التي تحققت، مضيفا أن مغرب اليوم في حاجة إلى يساره القوي والفاعل، داعيا اليساريات واليساريين إلى العمل من أجل رد الاعتبار لمشروعهم المجتمعي التحرري وقيمهم النضالية الكونية.
هيبرس