الجماهير التطوانية تخصص استقبالاً أسطورياً لفريقها بعد الفوز على اتحاد طنجة

انقلاب شاحنة محملة بأشجار الزيتون بالحي المحمدي يستنفر المصالح الأمنية

بحضور نجوم الفن المغربي.. افتتاح المهرجان الدولي للسينما والهجرة بوجدة

المغربية بومهدي: حققت حلمي مع مازيمبي وماشي ساهل تعيش في الكونغو

الرضواني: خسرنا اللقب ونعتذر للمغاربة..ولاعب مازيمبي تشكر المدربة بومهدي

لمياء بومهدي: لم أتخيل يومًا الفوز بلقب دوري أبطال إفريقيا في المغرب ومع فريق آخر

حقوقيون ينتقدون تطويف المشتبه فيهم من طرف رجال الأمن بالمغرب

حقوقيون ينتقدون تطويف المشتبه فيهم من طرف رجال الأمن بالمغرب

 

 

 

أثارت عمليات تطويف بعض المشتبه فيهم بارتكاب جرائم من طرف رجال الأمن في المغرب جملة من الانتقادات من طرف المنظمات الحقوقية، حيث أقدمت فرقة بحي شعبي بالرباط العاصمة مؤخرا على تطويف منحرف قاصر كان يرهب السكان وخاصة النساء والفتيات وممارسة أعمال السلب تحت التهديد بالسلاح الأبيض.

حيث شوهد هذا المنحرف، حافي الرجلين وعاري الجسد إلا من لباسه الداخلي، يمسك به عناصر من فرقة أمنية، يطوفون به في أحياء بالرباط قبل تسليمه تحت وابل من الضرب والركل إلى مقر الأمن لإنجاز محضر قانوني له، ومن ثم تقديمه للقضاء لمحاكمته بتهم النهب والسلب، كما شهدت مدينة تمارة وتحديدَا بحي المسيرة 2 عملية تطويف مماثلة لمشتبه فيه.

كما جرى العمل بعملية تطويف المتهمين منذ سنوات خلت بمدينة فاس بعد أن عرفت تناسلا ملفتا للجرائم والاعتداءات الجسدية على السكان حيث اهتدى المسؤولون الأمنيون آنذاك إلى نهج أسلوب تطويف المتهمين في الأحياء لردع المجرمين وكذا بث الطمأنينة في نفوس السكان.

ويعود تدبير تطويف المجرمين بالساحات والأزقة إلى مغرب القرون الوسطى، حيث كان الاعتقاد السائد أن تطويف المجرمين بين أزقة وشوارع وساحات المدن المغربية آنذاك، وهو محمول على دابة يتقدمها ممثلو السلطات  كفيل بتحقيق الردع للمجرم، وكذا بالنسبة لعموم المواطنين لتخوفهم من مواجهة نفس مصير المجرم، غير إن تطور الترسانة القانونية بالمغرب أفضى إلى منع هذا التدبير إلى إن سجلت حالات طارئة لتطويف المجرمين بمدينة فاس سنة 2009 بعد تناسل العديد من الحوادث الإجرامية والتي طرأ بشأنها نقاش واسع وسيل من الإنتقادات من طرف المنظمات الحقوقية.

ويرى محمد أحداف، الخبير في علم الإجرام، أنه من غير المقبول من الناحية القانونية تطويف المشتبه فيهم بارتكاب جريمة، لأن القانون الجنائي لا يسمح بهذا التدبير، فمن غير المقبول قيام الضابطة القضائية بمثل هذه التدبير سواء أكان ذلك من الناحية القانونية أم حتى الأخلاقية.

ويقول أحداف في حديثه لـ "إيلاف"، مشيرًا إلى أنه يتعين على الوكلاء العامين للملك، وكذا وكلاء الملك إعطاء تعليمات للضابطة القضائية بتفادي القيام بمثل هذه الإجراءات لتعارضها مع مجمل الإجراءات والتدابير المنصوص عليها في القانون الجنائي، علما أن الدستور المغربي الجديد يحمي خصوصية المتهم بالإضافة إلى المادة الأولى من القانون الجنائي التي تنص على قرينة براءة المتهم هي الأصل، بالإضافة إلى الضمانات والحقوق التي كرسها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لا سيما العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والإقتصادية لسنة 1966 والذي ينص على أن المتهم بريء إلى أن تثبت ادانته.

وبالنظر كذلك لما يخلفه تطويف المتهم قبل إدانته من طرف القضاء من أضرار نفسية ومعنوية التي ومن الصعب إصلاحها مستقبلا، ولو قرر لصالحه التعويض، دعا أحداف أيضا إلى تفادي إجبار المتهم على إعادة تمثيل الجريمة في مسرح الجريمة لأنه يتعارض في عمقه مع قرينة براءة المتهم هي الأصل إلى أن تثبت إدانته، ورغم كون تطويف المجرمين يشكل نوعًا من الردع فإنه من الضروري – حسب أحداف – فتح نقاش حقوقي وقانوني وإعلامي بخصوصه وحول جدواه ومدى تقبله أخلاقياً واجتماعياً من طرف عموم المواطنين.

علما أن النظام الجنائي الأميركي الذي يعتبر من ضمن الأنظمة الجنائية المتقدمة في العالم يجبر هو الآخر المساجين على تنظيف الشوارع العامة وتشذيب الحدائق العامة وهم يرتدون اللباس البرتقالي الذي يميز السجناء وهذا العمل – وفق رأي أحداف - هو نوع من تطويف المجرم، لأن المقصود بتطويف المجرم هو عرضه على أنظار الرأي العام لإدانته على الأقل معنويا وأخلاقيا، لأن هناك أبحاث علمية أكدت أن المتهم يخشى أعين الناس أكثر من ما يخشى عقوبة السجن.

ويتفق علي عمار، المحامي والناشط الحقوقي مع رأي أحداف في كون تطويف المتهم فيه حط من كرامته، بل أنه  اعتبره نوعا من التشهير ويمثل خرقا لمبدأ براءة المتهم هي الأصل وأن المتهم بريء إلى إن تثبت إدانته من طرف القضاء، ناهيك عن كون التطويف فيه عقوبة إضافية لم ينص عليها القانون، ولذلك فهي تشكل تطاولا على اختصاص المشرع من طرف رجال الضابطة القضائية – وفق رأي عمار- كما أنها تشكل نوعا من الإنتقام من المتهم في الوقت الذي ينص فيه القانون أن الهدف من العقوبة هو تهذيب وإعادة تلطيف سلوك الفرد المنحرف عن سلوك الجماعة، و لهذا الغرض أوجدت السجون.

وأشار عمار في حديثه لـ "إيلاف" أن تطويف المتهم له تداعيات خطيرة عليه، وعلى أسرته ومحيطه، وهو ما يشكل عقوبة جماعية لكافة أفراد أسرته، وهو ما قد يدفعهم إلى الهجرة قسرا، لا لشيء سوى أن الأب تم التشهير به بتلك الطريقة والحال – يقول عمار – أن العقوبة شخصية ويقضيها الشخص في الأماكن المخصصة قانونا للعقوبة.

ويستنكر سعيد الشرامطي، رئيس جمعية الريف الكبير لحقوق الإنسان هو الآخر، أسلوب التطويف حيث وصفه بالعمل الإجرامي والعمل التحكمي الشنيع  الذي يمنعه القانون والذي يتعارض مع دولة المؤسسات، وتطاولا على سلطة القضاء كما يشكل انتهاكا لحقوق الإنسان وشططا في استعمال السلطة من طرف رجال الضابطة القضائية، وهو ما يفرض على النيابة العامة فتح التحقيق في كل النوازل من هذا النوع.

ويتعذر أن تعترف السلطات الأمنية بإقدامها على اتخاذ تدابير تطويف المجرمين، فهي عادة ما تصرح أنها كانت تقود المتهم إلى مسرح الجريمة من أجل إعادة التمثيل للواقعة، كمحاولة للبحث عن وسائل الإثبات التي ظل يخفيها المتهم بعين المكان.

ويرى مراقبون أنه بسبب كون تطويف المتهم غير قانوني فقد يترتب عنه متابعة رجال الضابطة القضائية قانونيا بتهمة التشهير بالمواطن وتعذيبه، في حين يرى مصدر أمني أنه عادة ما يقع الخلط ما بين تدبير إعادة تمثيل الجريمة، وبين التطويف ولهذا السبب سيلاحظ المتابعون أن هذا الإشكال عادة ما يطرح في المدن القديمة مثل فاس، ومكناس، الرباط، وطنجة والمعروفة بأزقتها الضيقة والتي لا تسمح بمرور سيارات رجال الضابطة القضائية الأمر الذي يحتم على رجال الأمن اقتياد المتهم وسط الأزقة والأسواق حيث يوجد العشرات من المواطنين والتجار من أجل معرفة مكان ارتكاب الجريمة ومكان إخفاء المسروقات، وما إلى ذلك  وهو ما يجعل العملية أشبه بالتطويف وهنا يقع الخلط.

لكن الطرح السابق لا يتفق معه المحامي علي عمار، فالضابطة القضائية لها من الوسائل التي تجعلها تحافظ على كرامة المتهم أثناء إلقاء القبض عليه ونقله في سرية تامة دون التشهير به ولذلك – يضيف: "فوسائل الإعلام في الدول الغربية لابد أن تأخذ رأي وموافقة المشتبه فيه قبل الكشف عن هويته وصورته أمام الملأ وإذا نقلت صورته،  وشهر به يعتبر ذلك مسا بخصوصيته وكرامته، والحال أننا نجد ما يوازي هذا التشهير وهو التطويف"، عمار أشار أيضا إلى أن رجال الشرطة القضائية لا يدركون معنى ضرورة احترام خصوصية المتهم، وهو الأمر الذي يرجعه إلى ضعف تكوينهم في مجال حقوق الإنسان من طرف المعاهد المختصة.

مقابل ذلك لم يجد بعض المواطنين أدنى حرج  في التصريح لـ "إيلاف" أن المجرمين يستحقون عقوبات أقسى من التطويف حتى يكونوا عبرة لباقي المجرمين، بينما ذهب قسم آخر إلى التشديد على ضرورة معالجة الأسباب المؤدية إلى ارتكاب الجريمة من فقر وبطالة وتفشي المخدرات.

 

المصدر: هشام ناصر (ايلاف)


عدد التعليقات (13 تعليق)

1

احمد

هؤلاء ليسوا حقوقيون وانما متواطئون مع الاجرام ولو ان لصا او لصة سرقت احدهم او ضرب واخذ ماله لبدلوا رايهم مئة في المئة هؤلاء المجرمون اقل شيئ فيهم هو التطواف لانهم بشر قاتل مكانهم في السجن وادبهم الضرب بيد من حديد على كل من سولت له نفسه تخويف الناس وتهديدهم

2011/12/27 - 06:22
2

maghribi ghayour 3la blado

نحن نشجع بقوة مثل هذا الاجراء و الذي من شأنه ردع المجرمين منذ بداية هذه المنظمات و المغاربة معرفينش الهنا خاصكم تدافعوا على المواطن المقهور ماشي على شي واحد كايدرب شي جوان و يقول انا بوعو و إشفر عباد الله

2011/12/27 - 06:57
3

cherif

la mzyan ha ttwif bach itrabaw ola 3ajbhom had l7o9o9iyoun had siba li kayna flblad tatkhraj akhayf lichadak chi wa7ad wit3da lik nta owlidatak hadi machi 7choma.wa wa ghi li bgha ihdar 3la chi 7aja i9olik 79o9 linssan wa lah ihdikomm

2011/12/27 - 07:42
4

LECTEUR

GALIK HAD TARIQA TAHOTO KARAMAT ALMOTAHAM .WACH KAYNA CHI KARAMA  AND CHI MOJRIM.KHRJTO AALA DNYA BHAD LHOWOW DYALKOM.

2011/12/27 - 07:49
5

بنوتة

تطويف مشتبه فيه هذا حرام ، لأنه ربما بريئ ، أما تطويف المتهم وقد ثبتت إدانته ، فهذا فعل مقبول و مطلوب ، حتى يكون للآخرين عبرة ، لعل يعتبر من كان ينوي اقتراف جريمة ما . هذا أسلوب ردعي يجب العودة إليه حيث أنه كان في عصور أجدادنا .

2011/12/27 - 08:04
6

الحاج

هده الطريقة فعالة لردع هؤلاء المجرمين الدين لا يحترمون الاخرون

2011/12/27 - 08:31
7

محمد

ألى السادة المحترمين،محمد أحداف،سعيد الشراطمي،علي عمار.لو تعرضت أختكم أو أمكم أو اغتصبت زوجاتكم وبناتكم من قبل هذه العصابات لكان لكم رأي اخر .ولكن سوف يأتي دوركم إنشاء الله، ومن خلال دفاعكم عن الإجرام والمجرمين يتضح بأنكم من رؤساء العصابات، ومن مروجي المخدرات، وأصحاب سوابق، وتخافون من نفس المصير.الشكروالتنويه والتشجيع لأفرد الأمن الغيورين على هذه البادرة الشجاعة ،ومزيدا من النجاح و الله ولي التوفــــــيــــق.

2011/12/27 - 09:28
8

morbo

إذا ثبتت إدانتهم 100% يستهلون ذلك و نتمنى أن يستمر ردع المجرمين . أما \"الحقوقيون\" فليذهبوا إلى الجحيم

2011/12/27 - 11:02
9

adnane

اطبقو شرع الله أحسن شئ لهاد المجرمين

2011/12/27 - 01:19
10

maghribi

tu sais pour moi il faut même le liquider sur place ce mec qui agressent des femmes et des vieux qui sont pauvres aussi de toute façon. n\'importe koi, liberté d\'homme ou je sais pas koi. c bien fait pour sa gueule

2011/12/27 - 01:39
11

fouad

نحن نشجع بقوة مثل هذا الاجراء و الذي من شأنه ردع المجرمين منذ بداية هذه المنظمات و المغاربة معرفينش الهنا خاصكم تدافعوا على المواطن المقهور .............................

2011/12/27 - 02:21
12

مواطن

ه>ه الجمعيات التي أنبتها الغرب بوطننا هدفها تخريب الوطن وجعله يعيش في الفوضى. هذا الأسلوب يا من يسمي نفسه حقوقي هو بمتابة عقاب ورد الاعتبار للمواطن حتى يشعر بدوره بالطمأنينة. أتمنى أن تفكر الدولة ب‘رجاع عقوبة الأشغال المفيدة كما تسمى عند بعض الدول حتى لا يصير السجن كفندق يأكل المسجون ويشرب على حساب دافعي الضرائب. بل يجب علي القيام بأشغال لبناء وطنه كبناء الطرق وغيرها

2011/12/27 - 02:32
13

ح ق و ق  (ي ) (ك )

دائما نقول ونكرر ان مصيبة المغرب هي امثال هده الجمعيات التي لايهمهما لاحقوق الانسان ولاهم يحزنون وانما التقليد الاعمى وتشجيع الاجرام الانحلال الخلقي والتفسخ وتفشي الرديلة داخل المجتمع.اللهم ارنا فيهم يوما آآآآآآآآآآآآآمييييييين.

2011/12/27 - 04:50
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة