تمكن المواطن عادل حسن القوع الزعابي (37 عاماً) من إمارة رأس الخيمة، من إنقاذ شخص يدعى إبراهيم بوزرنيط، وهو مغربي، يبلغ 25 عاماً، من الموت، إثر سقوط مركبته التي كانت تقله وصديقه محمد الانصاري (25 عاماً) وهو من جنسيته، في خور رأس الخيمة خلف المركز الثقافي في الإمارة.
وروى الزعابي لـ«الإمارات اليوم» تفاصيل عثوره على المركبة الغارقة، وهي من نوع «راف فور»، وبداخلها شخصان استنجدا بالشرطة لحظة سقوط مركبتهما، ضمن مساحة مائية تابعة لخور رأس الخيمة، تتجاوز خمسة كيلومترات، شارحاً أنه كان في إحدى جولاته الليلية بمركبته في مدينة رأس الخيمة، بحسب ما تقتضيه طبيعة عمله في إدارة البحث الجنائي والتحريات. وخلال ساعات فجر الثلاثاء الماضي، تلقت غرفة العمليات التابعة لشرطة الإمارة بلاغاً من شخص يطلب الاستغاثة، بعدما غرقت مركبته في مياه الخور بالقرب من فندق «هيلتون».
وقال إنه توجه فور التقاط إشارة الاستغاثة إلى الخور القريب من الفندق، واتصل بالجهات المعنية في الشرطة للبحث عن المركبة في مياه الخور، إلا أن عملية البحث باءت بالفشل، لأن المنطقة لم تشهد من قبل حوادث مماثلة للتنبؤ بمكان السقوط.
وأشار إلى أن حسّه الأمني قاده إلى أن المركبة قد تكون سقطت في منطقة الخور، مقابل سوق السمك أو خلف المركز الثقافي، وتابع: «توجهت مسرعاً إلى المنطقتين لأتمكن من الوصول إلى مكان المركبة في الوقت المناسب»، مضيفاً أنه ذهب إلى منطقة الحادث، وبدأ البحث عن أي علامات تدل على سقوط مركبة في المياه، وعند وصوله إلى آخر منطقة الخور، خلف المركز الثقافي، وقع نظره على الطرف الأمامي من المركبة يعلو سطح المياه، فتوقف وشاهد النصف الأعلى من رأس الشخص المستغيث (إبراهيم) فوق سطح المياه يحاول التنفس للبقاء على قيد الحياة، فأبلغ شرطة الإمارة بعثوره على المركبة خلف المركز الثقافي، قبل أن يخلع ملابسه (الكندورة والغترة والعقال) وينزل إلى المياه الباردة من دون تردد، وبدأ بفتح باب السيارة، وطلب إلى إبراهيم أن يتشبث برقبته ليساعده على الخروج من المركبة.
وتابع أن إبراهيم لم يتمكن من الخروج من المركبة في بداية الأمر، لأنه يعاني كسراً في يده اليمنى، ونزفاً من رأسه وجبينه. وقال: «فتحت باب المركبة، وحملت ابراهيم على كتفي، وعند محاولتي الخروج من تحت المياه علق طرف إزاري بباب المركبة، الأمر الذي أعاق عملية الانقاذ ثواني قليلة، قبل أن أتمكن من إخراج ابراهيم إلى الرصيف بسلام».
وأضاف: «بعد دقائق قليلة وصلت سيارات الشرطة والإسعاف، وفريق وحدة الإنقاذ البحري، ونقل المصاب إلى مستشفى صقر لتلقي العلاج اللازم»، موضحاً أن سائق المركبة محمد الأنصاري تمكن من الخروج من المركبة فور سقوطها، واتجه إلى الطريق العام بحثاً عن شخص يمكنه من المساعدة على إنقاذ صديقه الذي ظنّ أن توفي غرقاً، بعدما غمرت المياه المركبة وأغرقتها في قاع الخور بشكل كامل».
ولفت إلى أن محمد أصيب إصابة بسيطة جداً في جبينه، وتم نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج، مضيفاً أنه لولا خبرته بمعرفة الأماكن الخطرة في خور رأس الخيمة، الذي شهد خلال السنوات الماضية حالات سقوط مركبات، لما وجد المركبة في وقت قياسي لا يتجاوز 10 دقائق، مؤكداً أنه يمتلك الخبرة الكافية لإنقاذ الأشخاص من الغرق، وإسعاف المصابين، لافتاً إلى أنه تعلم ذلك كله أثناء عمله في شرطة الإمارة طوال الـ20 سنة الماضية.
بدوره، روى المصاب إبراهيم بوزرنيط أنه جاء مع صديقه محمد من إمارة أبوظبي إلى القرية العالمية في دبي الاثنين الماضي، ومنعا من الدخول لأن ذلك اليوم كان مخصصاً للعائلات فقط، فقررا الذهاب إلى رأس الخيمة للسياحة والترفيه، وفي فجر الثلاثاء ذهبا للبحث عن فندق يقيمان فيه.
وأضاف أن صديقه محمد كان يقود المركبة، ولا يعرف الطرقات في مدينة رأس الخيمة، واعتقد أن الشارع الواقع خلف المركز الثقافي يؤدي إلى الفندق الراغبين في الذهاب إليه، وتابع أنه «عند سيرنا في طريق الخور الذي يفتقر إلى أيّ إنارة خلال الليل، شاهدنا طريقاً عاماً مضاء بإنارة واضحة، فاتجهنا نحوه للخروج إلى وسط المدينة، ومن ثم الذهاب إلى الفندق، إلا أننا فوجئنا بسقوط المركبة في حفرة عميقة، وبدأت المياه تغمر المركبة بشكل سريع».
وتابع: «فور سقوط المركبة صدم رأسي بالزجاج الأمامي وأصبت بنزيف في رأسي وكسر في يدي اليمنى، وأبلغت صديقي محمد أن يتصل بشرطة الامارة على رقم 999 ويبلغهم بسقوط المركبة في البحر، ولم نكن نعلم بالتحديد مكان سقوطها».
وأوضح أن صديقه تمكن من الخروج من المركبة مسرعاً للبحث عن مساعدة تنقذه من الغرق، بعدما فشل في إنقاذه لشدة إصابته، مضيفاً «بعد دقائق من وقوع الحادث وصل المواطن عادل الزعابي، وأنقذني من الغرق وتم نقلي إلى المستشفى».
وشكر بوزرنيط الزعابي على شجاعته التي جعلته يخاطر بنفسه من أجل إنقاذ الآخرين من الموت، مضيفاً أنه شعر بأن الله منّ عليه بوجود الزعابي في المكان، حتى يمنحه فرصة العودة إلى الحياة من آخر نقطة فيها، بعدما أوشك على مغادرتها إلى الأبد.
يذكر أن إمارة رأس الخيمة شهدت خلال العام الماضي سقوط ثلاث مركبات في مناطق مختلفة في مياه الخور، أسفرت عن وفاة أربعة أشخاص، وإصابة شخصين إصابات متفاوتة.
ويقول مواطنون إن دائرة الأشغال العامة في الإمارة لم تضع حواجز حديدية، أو سواتر ترابية على امتداد الخور لحماية المركبات من السقوط.
المصدر: مصباح أمين - رأس الخيمة
ابوظبي
اوا الشراب و ما يدير