فتيحة مسعود
يلوكني الألم وأنا أرى وطني يتحول إلى فقاعات!!! وإذا أراد أن يُعنونَ مجدا سعى إلى الفراغ !!! يصنع منه
تاريخا لا يُدوّن إلا في ذاكرة هشة ، لا تقوى على صمغ و لا مداد !!!
قبل أسابيع مضت عاش الوطن على "شكشكة " اومليطة بحجم مآسينا وبنكهة عذاباتنا ، دخلنا "جينيس" تسبقنا
" الزفورة"
أرفع لك القبّعة يا وطني على هذا الإنجاز العظيم الذي يقال أن رائحته ( أي البيض) في مراكش استمرت لأيام
" اللي ماذاق يشم ويتنزّه "
إنجاز آخر يا بلد!!! بنكهة الجمال هذه المرّة ،، يريد المغرب أن يغرّد يُحلّق بنا عبر فضاء آ خر!!! أكثر دلالة عن خواء ذواتنا من الجمال الحقيقي ، لنبحث عنه بين مئات من الفتيات !! كل شابة تحمل آمالا عريضة للوصول إلى منصّة التتويج ، لكي نؤكد لدول العالم،، أن لدينا جميلات ،،، متمكّنات من أدواتهن ،، لكنهن أكثر حشمة هذه المرّة لايظهرن من أجسادهن إلا ما سمحت به الضرورة الشّعرية ،، احتراما لمشاعر أكثر 40 مليون مغربي الذي لم يتعوّد على مثل هذه التظاهرة ، على أمل أن يبلعها مثل ما بلع،، من تظاهرات تعمل على هدر المال العام ، والقيم والتقاليد وبعدها ممكن ان نطبق النسخة الأصلية لمسابقة ملكة الجمال ليكون " البيكيني" في حفل الافتتاح . ولسان الحال يقول " ما صعيب غير لبدو" جميعن يحلمن" بكارت النجومية" والإنطلاق نحو الشهرة والمال ، فتيات في عمر الزهور، تخطين عمر الطفولة بصعوبة تسبقهن دعوات الاهل بالنجاح ، فهل يُعقل أن يشاركن بدون علم احد الأبوين ،،، أو ولي أمر؟؟!!
تسابقت الفتيات إلى مُنتجع مازاكان ،،ولو طُلب منهن التطوع لنجدة سكان الجبال بفتح الطرق الوعرة ،،وحمل الدفء الإنساني إلى أناس سقطو سهوا من الخارطة، قبل الذاكرة !!! لما وجدت منهن واحدة !!!،، لأن الفقير عندنا كما يقول المثل الدّارج " أخو الكلب " لا أحد يعبّره !! أي وطن هذا الذي يترك فيه الأب أو الأخ أو العم أو الخال
عرضه مشاعا للجميع كانت البداية بدوزيم هذه القناة المِعوَل التي استخفَّت بعقولنا قبل جيوبنا !!والتي وضعت اللبنة الأولى لهدم المجتمع ببرامج سرطانية تفتفك بتقاليدنا واعرافنا،، استديو دوزيم بؤرة الانحلال الاخلاقي،، أصبح من السنن المؤكدة لهذه القناة الفتّاكة زد على ذلك "لالاهم لعروسة الماسخة" ، يستفرغون معدتهم القذرة أمامنا،، ينفثون السم في عقول الشباب ببرامج تافهة وبمسلسلات مدبلجة من عوالم وردية لا تعبّر حتى عن واقعها الأم ، فمثلا المسلسلات التركية تصوّر مدى رومانسية الرّجل التركي فهو الأجمل والدافئ والحنون بينما الواقع عكس ذلك تماما ، فالرجل التركي الحقيقي قاس شرس، وهم أكثر الجاليات في ألمانيا التي تثير المشاكل ، ورغم جمال طبيعة تركيا ، فإنها ليست بالفردوس كما تصوّرها المسلسلات ، حيث تشبه المغرب في معظم ظروفه،، فالرجل التركي مثل المغربي همّه الاول البحث عن مصدر رزق !!! الهجرة إلى اوربا أي مثل بوشعيب أو ميلود بتيفلت او خريبكة لا وقت للميس ولا للضاوية،،،
أما الأفلام المكسيكية أو البرازيلية فلا فرق بين ألفريدو والمعطي إلا بالتقوى!! لقد عبث العابثون بشبابنا واقتادوهم كالقطيع !! بعد أن اتخذوا من سياسة "جَهّل تَسُد " مبدأ ومن " عشّيه بالخواء يهنيك " سياسة ،،ومن شطّح القرد يتبعك " حكمة ، فغدونا أمة ترقص برجالها ونسائها !!!؟؟؟إذا أردنا أن نحتفل بالربيع أحضرنا أباطرة "هز الوسط" وإذا أفتتح سوق أو منتزه ،،استوردنا طبَّالة وغيَّاطة من نوع آخر يختلفون عن طبالة وغياطة أيام الطفولة البريئة،،حيث كانوا ينفخون " حنوكهم " لكي يطربونا،، وكنا نتبعهم بحبور إلى أن تصل "لهدية" لصاحبها بأمان ، مساكين،،، يكتفون بما يجود به البسطاء مثلهم ، أما الطبالة من فئة شاكيرا واخواتها يستنفر لها الوطن طائرات خاصة وفنادق لا يطأها " كحل السّعد وحمامات متنقلة لو حظيت مؤسساتنا التعليمية الحكومية بإحداها لما تخلّف طالب عن درسه ،، وقبل أن يغادر الطبال الأجنبي ترابنا تُنفخ جيوبه بشقاء الكادحين وتبقى جيوب المواطن متدلية كأذني "سلوقي" عاد من حفلة صيد بلا " طريدة .
لهذا فالمغرب لن يتقدّم بأومليطة "زفرة" !! ولا بفتاة تعرض مفاتنها !!!ولا بفريق كرة قدم فاشل تنقصه دروس في المواطنة ، فلا غريتس ولا " شمهروش" سيُلقّنانه درسا في حب الوطن والدفاع عن قميصه" لأنه نور يخرج من عمق الإحساس بقيمة الوطن،، "ياودّي جمعوا غير وليدات الدروبا غادي يفرجونا" رغم ايماني الشديد ان كرة القدم أفيون الشعوب.
وأخيرا أتساءل لماذا خرجت هذه التظاهرة " ملكة جمال المغرب" في زمن "حكومة اللّحي" أهي رسالة !! أو تمريرة !! أم ضربة !!؟؟؟ وربّما الآتي عظم !!! أفيدوني يرحمكم الله .
مقيمة في البحرين
hdidan
أمتالك ضد كل شيء....ويستغل كل شيء ليلغط ! ! !