ذكرت جريدة "الشروق" الجزائرية أنه تقرّر تأجيل زيارة كاتبة الدولة في الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، إلى بداية مارس القادم، بعدما كانت مبرمجة شهر فبراير الجاري، ويُنتظر أن تقود كلينتون جولة مغاربية إلى 5 دول، حيث ستزور الجزائر إلى جانب المغرب وتونس وليبيا ومصر.
ونفت الجريدة، نقلا عن من مصادر موثوقة، جملة وتفصيلا، أخبارا تداولتها أوساط مغربية، مفادها أن هيلاري كلينتون ستزور المغرب أولا ثم الجزائر، وستقوم بوساطة بين البلدين لـ"التعجيل بعودة الدفء إلى العلاقات الثنائية، عبر تسريع فتح الحدود البرية".
وأكدت مصادر الجريدة، أن الجزائر "ليست بحاجة إلى أيّ وساطة، من أيّ جهة كانت"، وهو ما تمّ تفنيده في وقته، بشأن ما روّجته أوساط إعلامية، بشأن وساطة سعودية وأخرى قطرية لحلحلة "الأزمة" بين الجزائر والمغرب، والدفع نحو فتح الحدود البرية المغلقة منذ 1994 .
وشدّدت مصادر "الشروق"، على أن العلاقات بين الجزائر والمغرب، "تبقى علاقات مفتوحة، والقنوات الديبلوماسية مفتوحة أيضا"، مؤكدة بالقول: "الجزائر ليست بحاجة إلى أيّ وساطة بين دولتين شقيقتين، مشيرة إلى أن الزيارة الأخيرة لوزير خارجية المغرب، سعد الدين العثماني، إلى الجزائر، كانت واحدة من الاتصالات الرسمية والمفتوحة التي لا تقتضي التأويل والتحليل".
واستبعدت مصادر الجريدة، ترتيب زيارة للملك المغربي، محمد السادس، إلى الجزائر، أو زيارة الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، إلى المغرب، في القريب العاجل، فـ"المرحلة الحالية مخصصة بين البلدين لإعادة بناء العلاقات الثنائية وإبداء حسن النوايا والثقة".
وقبل هذا، كان الوزير الجزائري المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والأفريقية، عبد القادر مساهل، أكد أن جدول أعمال زيارة وزير خارجية المغرب، سعد الدين العثماني، إلى الجزائر، لا يتضمن فتح الحدود بين البلدين، موضحا أن اتصالات ومباحثات الجانبين الجزائري والمغربي، لم تفتح أبدا ملف الحدود المغلقة.
من جانب آخر، يُرتقب أن يلتقي بالرباط المغربية، يوم 18 فيفري المقبل، وزراء خارجية اتحاد المغرب العربي، حيث سيطرح للنقاش، لأول مرة، استجابة لطلب الجزائر، الملف الأمني، بين بلدان الاتحاد، ويتعلق الأمر بمحاربة الإرهاب والتهريب والمخدرات وكذا الأسلحة والأمن عبر الحدود.
ويُنتظر أن تفتح زيارة هيلاري كلينتون، إلى الجزائر، رفقة المغرب، وعدد من الدول التي اجتاحتها رياح ما يسمى بـ"الربيع العربي" (تونس، ليبيا ومصر)، عدّة ملفات، أبرزها، المسائل الأمنية والأسلحة المهرّبة والمسرّبة من مخازن السلاح بليبيا، وكذا صعود الإسلاميين إلى سدّة الحكم في عدد من البلدان، علاوة على الوضع في سوريا وقضية الصحراء، كما يُرتقب أن تشكل الانتخابات التشريعية المقبلة والاصلاحات السياسية في الجزائر، إضافة إلى مسألة محاربة الإرهاب وملاحقة فلول "القاعدة" عبر الساحل، والتعاون الأمني والتنسيق العسكري، أولوية ضمن المباحثات.
وتبعا لنفي مصادر "الشروق" ما روّجت له دوائر مغربية بشأن "الوساطة الأمريكية" لفتح الحدود بين الجزائر والمغرب، يرى مراقبون، أن "لوبيا" مغربيا يُحاول استغلال زيارة كلينتون لممارسة "الضغط" على الجزائر، وليّ ذراعها حول مواقف ثابتة تؤكد الجزائر ـ دائما ـ أنها غير قابلة لا للتبدّد أو التعدّد أو التجدّد.
عن الشروق