فتيحة مسعود
وأنا أقلب صفحات الوطن كعادتي كل صباح،أثار انتباهي خبراعتقال(عبد الحنين بنعلو ) المدير العام السابق للمكتب الوطني للمطارات، وتابعت تعليقات عدد كبير من زوار الجرائد الإلكترونية المغربيىة التي واكبت هذا الحدث بفرح وتفاؤل ، وحمدت الله أن شعبنا" الغلبان" رغم كل الضغوط والأزمات !!لم يفقد الأمل،،فما يزال يبحث عن شعاع نور " ولو من شمعة عمشة" شعب يحلم بأن يعيش عيشة آدمية لا يَظلِم ولا يُظلم .
والسؤال؟؟ كم بنعلو في المغرب؟؟؟ كم من سارق أطلق يده وغرف أمام أعيننا " بلا حياء ؟؟؟ فهل سيتم فعلا محاكمة المفسدين "وما أكثرهم" ؟؟ الذين صالوا وجالوا في البلاد ،، منهم من خرج من الدنيا بعد أن أمَّن مستقبل عاشر حفيد!!! ومنهم من هبر هبرته وغسلها، "وقرّق عليها" لتفقص ديناصورات!! تلتهم الأخضر واليابس لتتعمّق جذور الطّبقية في بلد يتناسل فيه الفقر ، وتتفاقم البطالة والأمية والجهل بمعدّلات مهولة تُنذر بكارثة حقيقية على جميع الأصعدة.
على كل لا نعرف كم مدّة هذا المسلسل ؟؟؟!!!" مسلسل "صادوه" على لهجة أهل الخليج وهل الشبكة المجهّزة لصيد "حيتان المغرب " من صنع تايواني تسمح بالتّسرّب " شي يطيح شي يبقى" مثل باقي الصناعات المهترئة الرخيصة التي أغرقت أسواقنا ؟؟؟ أم أنها صناعة محلّية صنعتها يد الإرادة المغربية الحرّة التي غُيّبت لدهور طويلة ، فنهضت اليوم لتُصحّح المسار المغربي الذي يحتاج لمهندسين شرفاء يصنعون قواعد جديدة أو حتى يرمّمون تلك الآيلة للسّقوط !!، فالإنسان المغربي الذي تعايش مع أزمنة كلسية ،،لا يطلب المستحيل!! لا يريد جسرا ممتدا فوق الأطلسي !!! ولا حتى مروحة تتدلّى من سقف غرفته ،، يريد فقط حقوقه التي انتزعت منه عنوة ، يريد أن يعلّم أبناءه ويعالجهم و يوفر لهم الضروريات!! دون أن يهدر كرامته ورجولته أمام المتسلّطين المجحفين الذين يتلذّذون بعذاباته ، يريد أن يُسدل السّتار على زمن لوبيات الفساد بلا رجعة وأن يراهم يرتجفون من هول الصّدمة،، وهم الذين لم يتعوّدوا المساءلة ولا المقاطعة ولا المشاركة ولا المناصحة!! وكيف ذلك وقد تحكموا في مصادرنا ومصائرنا بجرّة قلم !!! هل جاء زمن الفرج ؟؟؟ وفتح الملفّات " اللي عطات ريحتها" ؟؟؟ وهل ستسلّط الكشّافات على لصوص "الفئة لكلاس" وما أكثرهم تربعوا على موائدنا لعقود طويلة !! ولم يكتفوا بذلك بل" زاحمونا" على "الفُتات " وهل حان للمواطن المغربي أن يتنفّس الصعداء في وطن يحمي مصالحه ويتعامل معه كمواطن من الدرجة الاولى !!!وأن تختفي مصطلحات عنصرية على شاكلة "هداك غير عروبي مكلخ متعقلش عليه " وهداك غير شلح كربوز مفيدوش" وهداك غير جبلي ما عارف والوووو" والريفي المهمج " تصنيفات ما أنزل الله بها من سلطان ظلت تنخر في الجسد المغربي واصبح قاموسنا اليومي ينضح بالتنابز واللمز ، والطّامة أن البسطاء ستأنسوا بها لتصبح مفردات عادية لا تحرك نخوة ولا كرامة يتنذّرون بها على بعضهم البعض!!!!
يا إخواني : إن أقدس واجبنا تجاه الوطن هي تلك المعركة التي سنخوضها لمناهضة التمييز الطبقي والعنصرية التي صنعتها عائلات معروفة استأسدت في المغرب فلم تعد تفرّق بين "خابيات لخليع في سراديبها" وجلد المغربي المُعتّق "بالحكرة" ، لا نريد
لأولادنا أن يذوقوا الذّل في وطنهم على يد من كان !!فلنعلمهم إذن أن الحق يُؤتى ولا يَأتي ، وأن الوطن بدون مواطن حر مقدّس، ترسانة تراب وعذاب .
سلام على وطني حيث كانت صرختي الأولى،، وحرقتي الأزلية،، مشاعري نحوك لا يفسدها إلا العابثون بمقدساتك ألا تبت يدهم .
مقيمة في البحرين
عبد العظيم أبو طه
شكرا فتيحة المثال للمغربية المثقفة المهجرة قصرا ... والتي لم تغرها مساحيق الخليج لتلهيها عما يجري في وطنها... سلم قلمك وفكرك .. نحن نفخر بك..