محمد الخضاري
مجرد رأي
حسب د. لورنس إبشتاين، الرئيس السابق للأكاديمية الأمريكية لطب النوم، حاجتنا للنوم يوميا:
7-8 ساعات : 90% من الأشخاص
4-6 ساعات: 5% من الأشخاص
9-10 ساعات: 5% من الأشخاص.
إلا أن بعض الشخصيات والعظماء، حسب السيرة الذاتية لكل واحد منهم، فإن حاجة نومهم اليومية لا تقل أبدا عن ثلاث أو أربع ساعات، لكن مع تعويض في أيام الراحة لتصل إلى ست ساعات أو أكثر.
ومع تقدم السن (50 سنة للرجل و 60 سنة للمرأة) قد تصل ساعات النوم العميق إلى أربع ساعات، دون احتساب النوم الخفيف. ولا يمكننا أن نعمم ذلك فنابليون وأديسون (عاش 84 سنة) كانا لا يحتاجان لأكثر من أربع ساعات نوم يوميا، عكس أينشتاين كان ينام حوالي 11 ساعة في اليوم.
أما نيوتن (سنه تجاوز 80 سنة) كان ينام لمدة ساعتين في اليوم مع قيلولة في النهار، ليتفرغ أكثر للقراءة والكتابة. وتشرشل، رئيس وزراء بريطانيا، أثناء الحرب العالمية الثانية، كان يعمل ست عشر ساعة في اليوم ثم ينام من خمس إلى ستة ساعات وقيلولة بالنهار، وقد صرح مرارا أن القيلولة من أسباب نجاحه، وتوفي بعد أن تجاوز عمره 90 سنة. و"أبو الصناعة اليابانية"، تاكيو اوساهيرا، صانع أول محرك ياباني، لم ينم عشرة ساعات متتالية إلا مرة واحدة بعد الكد والجد لمدة 15 سنة.
ومن الناجحين والعباقرة الآخرين ذوي النوم القصير:
نيكولا تسلا: المخترع الكرواتي الأمريكي، المخترع الأفضل حسب البعض، ينام ساعتين في اليوم مع قيلولة في النهار.
ريتشارد برانسون البريطاني، الملقب ب"المدير الأفضل في العالم"، مدير شركة" فيرجن غروب"، لا ينام أكثر من 6 ساعات في اليوم ويستيقظ في الخامسة والنصف صباحا لممارسة الرياضة.
ليوناردو دافنشي الإيطالي، رسام ومخترع (الأذكى في العالم): كان ينام 20 دقيقة كل 4 ساعات، أي ما مجموعه 3 ساعات في اليوم.
مارغريت تاتشر:"المرأة الحديدية" رئيسة وزراء بريطانيا لمدة 15 سنة(المدة الأطول): كانت تنام 4 ساعات في اليوم.
وحسب الموقع الأمريكي، الذي سخر من تصريح الوزيرة الحيطي "تشتغل 22 ساعة في اليوم"، فإن اليابانيين، في الرتبة الأولى عالميا، يمكنهم الإشتغال 14 ساعة في اليوم، مما يفند ما صرحت به الوزيرة في البرنامج التلفزي" 90 دقيقة للإقناع" .
بعد عرض أمثلة من المشاهير والعلماء والسياسيين، لم نستطع مقارنة الوزيرة الحيطي مع "أقل الشخصيات نوما"، مما يجعل الوزيرة حالة استثنائية إلى أن يثبت العكس.
كما لا يمكننا إنكار نوم بعض المنتخبين البرلمانيين أثناء الجلسات العمومية، مما يدل على الضحك على ذقون المواطنين والإستخفاف بالمسؤولية. إن البرلمان ليس مرتعا للنوم والراحة، بل "قبة محترمة"لسن التشريعات...
إنهم يجهلون ويتجاهلون نتيجة ما يقع في بعض الدول بسب النوم والغفوات.
أليس في علمهم أن وزير دفاع كوريا الشمالية هيون يونج تشول أقيل من منصبه وأعدم، في 30 أبريل 2015، بتهمة الخيانة، بسبب نومه أثناء عرض عسكري بحضور زعيم البلاد كيم جونغ أون؟ أليس في علمهم أن زوج عمة كيم، الرجل الثاني في هرم السلطة، أعدم، سنة 2013، بتهمة الفساد وإلحاق أضرار باقتصاد البلاد؟
ولا يمكننا إنكار أن تقاعد الوزراء والبرلمانيين جريمة غدر وسرقة في حق الشعب المغربي ولا يرتكز على سند قانوني، حسب تعبير قيدوم المحامين الشهير ذ.عبد الرحمان بنعمرو، حيث يكلف تقاعد كل وزير خزينة الدولة 39000 درهم(شهريا)وكل برلماني 30000 درهم(شهريا)، علما أن منصب الوزير سياسي ويتقاضى أجرة شهرية وتعويضات جد مرتفعة.
كما لا يمكننا إنكار الإختلال الكبير بين قيمة الإشتراكات وحجم المعاشات، حيث يدفع البرلماني 2900 درهم (فقط) للتقاعد من تعويضه ونفس المبلغ تدفعه الغرفتين، علما أن هذه الأموال ملك للشعب المغربي كله. ورغم ذلك هناك عجز كبير، ولنحتسب التراكمات طوال الولايات. وكمثال، في ولاية 2007-2011 بلغ عدد المستفيدين من معاش التقاعد 579 برلمانيا. أما الحلول المقترحة فإنها استنزاف لأموال الخزينة العامة، بدلا من اقتطاعات مهمة لسد العجز الضخم والمتراكم من ولاية إلى أخرى.