جمال اشطيبة
عنوان طويل لموضوع يستحق أن يكتب فيه الكثير، والأهم من ذلك أن يعمل من أجله الكثير والكثير، إنه موضوع الوطنية، هذه القضية الشائكة، التي بموجبها يرفع أقوام إلى أعلى عليين، ويهوي آخرون في أسفل سافلين، فتخطفهم الطير أو تهوي بهم الريح في مكان سحيق.
في نهاية التسعينات وخلال الضربات الجوية لحلف الأطلسي لصربيا، تم إسقاط طائرة أمريكية، وتحكي قناة ناشيونال جيوغرافيك مغامرات الجندي الذي أسقطت طائرته، في غابة بين الجبال تتربص به الوحوش من كل مكان، ويأتيه الموت من كل مكان و ماهو بميت.
المؤثر في القصة هو تضحيات القوات الأمريكية، لإنقاذ فرد من أفرادها، ضائع في غابات جبال البلقان، لا تدري أحي هو أم ميت؟ ولا تعرف على وجه اليقين مدى قدرتها على وضع يدها على الجندي والهروب به بكل أمان.
وبعد جهد جهيد، وكر وفر، ومواجهات مع القوات الصربية، تمكنوا من إخراج الجندي، وإبعاده من منطقة الخطر، بأقل الخسائر، ولهذا حُق له أن يقول: أنا فخور أكثر من ذي قبل بأنني أمريكي.
واليوم ونحن نشاهد طائرات الهيليكوبتر المغربية تقوم بواجبها في إنقاذ الناس المحاصرين في الجبال، وتقدم لهم المعونات الضرورية، نحس بارتفاع درجة حرارة المواطنة في دمائنا، كأننا نشعر أن هذا الوطن الذي نحبه، هو الآخر يبادلنا نفس الشعور.
معادلة صعبة تلك التي تربط بين الحق والواجب، بين ماذا قدم لنا الوطن؟ وماذا قدمنا نحن للوطن؟ وحلها ليس بالعسير، ولا المتعذر، وذلك بأن يقوم كل واحد بواجبه، فالحق ما هو إلا وجه آخر للقيام بالواجب، ونتيجة حتمية له.
والسؤال هل ننتظر الآخرين حتى يقوموا بواجبهم، ثم بعد ذلك نفعل نحن مثلهم؟ أم نبادر نحن إلى ذلك فيقلدونا هم، وفي الحديث، لا يكن أحكم إمعة يقول: إن أحسن الناس أحسنت و إن أساؤوا أسأت، ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساؤوا أن لا تظلموا ـ
و أيما كان الأمر فإن هناك جهات محدودة هي التي تقود الإصلاح، فتستجيب لها الجماهير بالقدر التي تراها ملتزمة بما تدعو إليه، وذلك عن طريق الاقتداء والتقليد للنخبة القائدة لعملية الإصلاح، ولهذا جاء في القرآن على لسان النبي شعيب"ولا أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب".
www.facebook/chtaiba jamal