تفاصيل جديدة مثيرة في ملف "إسكوبار" الصحراء

قانون المسطرة المدنية يدفع المحامين للاعتصام باستئنافية البيضاء

الفيزازي: الهدنة في غزة مستبعدة لأسباب كثيرة

أخنوش يؤكد: سنقدم مساعدة مالية من 8 و14 مليون للمتضررين من الفيضانات

أخنوش: دعم 2500 درهم للأسر المتضررة سيمتد 5 أشهر إضافية

أخنوش: بأوامر ملكية اتخذت الحكومة تدابير مهمة لفائدة المتضررين من زلزال الحوز وفيضانات الجنوب الشرقي

الثلج والبرد يؤثران على عطاء أساتذة المناطق المعزولة

الثلج والبرد يؤثران على عطاء أساتذة المناطق المعزولة


«كيتهمونا ماكنقراوشي وأننا كنتغيبو عن التدريس، قولهم إيجيو إشوفو فين كنخدموا عاد إيهدرو» تقول سليمة المعينة للتدريس بمنطقة نائية على مشارف شفشاون، كان لون وجهها فاقعا ونبرات صوتها تؤكد أنها غير راضية على واقعها، ليست لكونها فتاة تحتج بهاته الطريقة، سليمان وآخرون من رفاقهم ذكورا وإناثا، تجمعوا في حملة إعلامية لإثارة الانتباه إلى أوضاعهم المزرية، خاصة في هاته الفترة من السنة حيث الثلوج والبرد القارس.


الوضعية الحالية للمدارس المبنية بتلك القرى، تجعل القسم أشبه بـ«الثلاجة» يقول أحد الأساتذة، ونادرا ما يتم الاستفادة من الحطب أو أي شيء للتسخين، ويقول أحدهم «أضطر إلى توفير بعض الحطب وأشعل النار في سطل أو مجمر لتسخين القسم»، نفس الشيء يقوم به جل زملائه وزميلاته، من الذين يعيشون في تلك المناطق النائية، من بني أحمد لباب برد لإساكن وحتى بني حسان. لم تعن المعاناة مع الطريق والوصول إلى الأقسام وحدها معاناة هؤلاء، لكن الظروف الجوية، غدت عائقا حقيقيا بالنسبة لهم، خاصة خلال السنتين الأخيرتين، حيث بدأت ملامح الصقيع ترتفع، والتساقطات الثلجية المتكررة.


«معندناش حتى السكن، بعض المرات كنسكنوا في القسم، ومرات في براريك قروية، وحتى بعض المساكن التابعة للمدرسة غير صالحة» تقول شابتان من ضواحي شفشاون، تقطنان بسكن يسمى مجازا «وظيفيا»، تضطران لإغلاق ثقوب حيطانه وسقفه، بالبلاستيك والطين، وبعض المرات ببعض ملابسهن، أما النوافذ فصوت البلاستيك الملصق عليه، لا يهدأ بسبب الرياح ولا يحميهن من البرد القارس. بعد أن لم يحميهن من قبل من محاولات الدخول عليهن من طرف مجهولين، لم يكن أحد يعرف ما يريدون بهن، لولا تدخل بعض زملائهم بعد مهاتفتهم يقطنون في القرية المجاورة.


شكايات ورسائل عدة وجهها هؤلاء إلى المسؤولين يثيرون فيها انتباههم، لأوضاع هاته الفئة من الأساتذة المتواجدين ببعض القرى النائية والمعزولة، «إننا مثل سكان هاته القرى في الحاجة إلى المساعدة والدعم» تعلق شابة لم يمض على تعيينها بقرية ضواحي بني حسان سوى بضع سنوات، ولعل ذلك ما دفع بعضهم للبحث عن إطار لحماية مصالحهم، ويفكرون في تأسيس تنسيقية للأساتذة العاملين بالعالم القروي، خاصة بالمناطق المعزولة والنائية، ممن لا يتوفرون على السكن الكريم، ولا الأقسام التي تضمن الحد الأدنى لظروف التدريس في جو صحي للمدرسين والتلاميذ على حد سواء.


بدموع ساخنة، تروي كريمة تفاصيل معاناتها هاته السنة بالضبط، مع البرودة وبعد مكان تعيينها وغياب أبسط وسائل التدفئة بالدار كما بالقسم، حيث تضطر إلى إشعال الكارتون أحيانا للتدفئة، فيما التلاميذ يبقون في «الصقيع» يرتجفون خلال حصص الدراسة، وجلهم يتغيبون في أيام تساقط الثلج لتبقى وحدها تنتظر الفراغ، دون أن تستطيع المغادرة بسبب العزلة من جهة، وتخوفها من تسجيل التغيبات بالنسبة لها. تسترسل ودموعها تسبقها، وهي تؤكد أنها ليست ضد تلك التعيينات، لكنها ترى أنه يتوجب على الأقل معاملة هؤلاء بطريقة خاصة، وتمكينهم من سكن يأخذ بعين الاعتبار الموقع، وكذلك توفير أقسام بمدافئ ونوافذ تغلق.


أقسام بنوافذ تغلق وأسقف لا يتسرب منها المطر، وسكن وظيفي مع توفير حطب التدفئة، مطالب بسيطة لمجموعة ترى أنها تبذل مجهودا «خارقا»، لكنها تعاني الحرمان والإهمال، حيث لا تعويضات عن ذلك ولا مساعدات لا من الوزارة الوصية ولا من السلطات المحلية ولا المنتخبين، ونادرا ما يقودهم حظهم إلى بعض المحسنين أو بعض المناطق التي يشفق فيها أهاليها عليهم، رغم ضعف حالهم وحاجتهم بدورهم إلى من يساعدهم.


تنسيقية جديدة قد تجد طريقها للولادة، لتسلط الضوء على واقع بعض العاملين في ظروف أقرب ما تكون إلى ظروف أهالي تلك المناطق نفسها، التي تصلها المساعدات هاته الأيام في أعتى مناطق البلاد..


مصطفى العباسي


عدد التعليقات (5 تعليق)

1

hanine99

olaw kana lmakal yatahadato 3ane idrabe al assatida aw ziayada fi lojor la ra ayna onass yashtomone wa yakolona akbaha lkalami 3ani l assatida afikom daba yalah dwiw 3la losstad bssah li awj l3omor dyalo dwzha f zbel pardon jbel

2012/02/21 - 05:32
2

hamouda

bghit ne3raf ghir finahoma douk l7a9idin 3la ta3lim dok l9irada ytkelmo daba wydwiw mabanouch

2012/02/21 - 08:08
3

أستاذ من بني احمد نيابة الشاون

لا أحد يستطيع أن يحس بمعاناة هؤلاء الأساتذة الأستاذات إلا الذين يعيشون المحنة نفسها في المناطق النائية وسط الجبال بعيا عن معالم الحضارة والله إن الأساتذة و الأستاذات ليفنون زهرة شبابهم في العطاء الذين لا ينتظرون عنه جزاء و لا شكورا غلا من عند الله

2012/02/21 - 09:11
4

zine

نفس الشيء بأعالي جبال الريف بنيابة الدرويش حيث الثلوج وانخفاض في درجة الحرارة 10,يجب فتح تحقيق في الصفقة التي استفادت بموجبها النيابة من فحم التدفئة غير صالح ومن النوع الرديئ جدا,وكلنا فيكم الله

2012/02/21 - 09:25
5

أستاذ مسفيوي

نادرا ما نجد مقالا كهذا، يجسد الوضعية لنساء و رجال التعليم الأوفياء و الأبرار رغم جحود الّإدارة و عدم مبالاتها، أقسم أن جوارحي تنملت لهذا الواقع الذي سبق و أن عشته و أفنيت فيه 10 سنوات من عمري،لا أمقتها حين أذكرها و لكن أرثي لحالي آنذاك و أرثي لحال من يعيشها اليوم و أدعو لهم بالصبر و قوة الإيمان، لأن الأمل مفقود في المسؤولين عن هذا القطاع و حتى عند بعض الآباء و أولياء التلاميذ الذين لا يتفهمون هذا الوضع و يحملون المسؤولية دائما لرجل التعليم، ها نحن نسمع عن رفض المستشارة الألمانيةإضرابا للقضاة بسبب رغبتهم في المساواة مع رجال التعليم من حيث الدخل و إجابتها لهم ب\"كيف تتساوى أجوركم مع من يعلمكم؟\" في حين نجد أن رجال التعليم (بما فيهم النساء لصبرهم و جلدهم ) في بلادنا ينعثون بأفظع الألفاظ و النكت، و لا يجازون على تضحياتهم بمرتب لائق يضمن لهم الكرامة و العزة في مجتمع غابوي لا يرحم أصحاب الدخل المحدود و الحلال، حقا إنها مآساة...

2012/02/21 - 10:29
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات