أخبارنا المغربية - و م ع
بقلم عبد الحكيم خيران
نيويورك 4 فبراير 2016 /ومع/ مستقبل واعد ينتظر الصناعة التقليدية المغربية، التي تتفرد بتنوعها وغناها وأصالتها العريقة، بالسوق الأمريكية، مستفيدة من وفرة الفرص ودينامية التبادل التجاري بين المغرب والولايات المتحدة.
وأجمع عدد من المسؤولين والفاعلين المغاربة والأمريكيين على هذه الخلاصة بمناسبة انعقاد معرض المهنيين المتخصصين في عالم المنزل والهدايا والصناعة التقليدية "نيويورك ناو"، الذي يعد موعدا نصف سنوي يشارك فيه ممثلو أكثر من 80 بلد.
وتعتبر المشاركة المغربية القوية في هذا المعرض الدولي امتدادا للحضور اللافت الذي تميزت به في دورة غشت 2015، مما يدل بدون أدنى شك على الاهتمام المتزايد للفاعلين بهذه السوق "الواعدة" واقتناعهم بالإمكانيات الهائلة التي تزخر بها لتصدير منتجاتهم إليها.
ويتجسد هذا التطور، الذي بدأ في الظهور منذ سنوات عدة، في ارتفاع صادرات منتوجات الصناعة التقليدية إلى السوق الأمريكية بنسبة 17 بالمئة بين سنتي 2014 و2015 ليصل إلى 85 مليون درهم، كما شهدت هذه الصادرات منذ الصيف الماضي نموا مضطردا بلغ 6 بالمئة شهريا.
وفي هذا السياق، أعربت السيدة فاطمة مروان، وزيرة الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن "ارتياحها لوجود آفاق جيدة بخصوص ولوج صناعتنا التقليدية للسوق الأمريكية الضخمة"، مشددة على ضرورة اتخاذ إجراءات ملموسة لمعرفة المزيد عن هذه السوق من خلال المشاركة المستمرة في مختلف المعارض المنظمة بالولايات المتحدة.
وأوضحت الوزيرة المغربية أن "مشاركة المغرب في هذه الدورة تروم الانفتاح أكثر على السوق الأمريكية، والتعريف أكثر بمنتجات الصناعة التقليدية".
وبالنسبة للسيدة مروان، فإن المنتوج المغربي يوجد في وضع جيد وملائم لذوق وفن العيش الأمريكي، وذلك بفضل الحنكة العريقة للصناع التقليديين المغاربة، الذين يحافظون على أصالة وجودة وتفرد منتجاتهم.
وأشارت إلى أن محاوريها الأمريكيين أعربوا، خلال جلسات العمل المنعقدة على هامش المعرض لاستكشاف الفرص المتاحة لمواكبة الصناع التقليديين في طور التكوين، اهتماما خاصا بالمنتوج المغربي.
وبعدما ذكرت بأن السوق المحلية تمثل 85 في المئة من الطلب على منتجات الصناعة التقليدية، اعتبرت السيدة فاطمة مروان أن الصادرات المغربية لا ترقى إلى الطموحات المرجوة على الرغم من أنها صناعة في طور الازدهار وتتوفر على أكثر من 800 مقاولة نشيطة.
وأضافت الوزيرة أن الصناعة التقليدية حققت مستوى عال من التميز، يسمح لها بأن تتكيف مع الطلب الخارجي.
من جانبه، أكد عبد الله العدناني، مدير "دار الصانع" أن السوق الأمريكية "توفر فرصا هائلة" لمنتجات الصناعة التقليدية المغربية.
وأشار، استنادا على دراسة تم إنجازها سنة 2013، إلى أن سوق أكبر قوة اقتصادية عالمية "قد يوفر لمقاولات الصناعة التقليدية المغربية طلبا استثنائيا".
وقال في هذا الصدد، إن "مشاركتنا في المعرض تندرج في إطار استراتيجيتنا لتنويع الأسواق"، عبر إقامة، على هامش هذا الحدث، شراكات واعدة مع مصممي الديكور الداخلي والمهندسين المعماريين.
من جانبهم، أعرب العارضون المغاربة المشاركون في هذه الدورة عن "ارتياحهم" لهذه المشاركة، وأعطوا موعدا في الدورة القادمة للمعرض المقرر تنظيمها شهر غشت المقبل.
من جهتها، أبرزت كيت لويس، مديرة مجلة (مارثا ستيوارت ليفينغ)، التي تصدر بنيويورك والمختصة في الديكور وفن الطبخ، "الغنى الفريد" الذي يميز المنتجات المغربية الراقية التي تعكس حضارة عريقة، معتبرة أن الولايات المتحدة تشكل "سوقا مهمة" بالنسبة لهذه المنتجات.
في السياق نفسه، سلطت دومينيك إليس، مبدعة ومصممة في مجال الخزف، الضوء على أصالة المنتوج الحرفي المغربي، الذي "يتوفر على كل المميزات التي تتيح له غزو الأسواق العالمية."
أما دانييل واليش، أستاذة بمدرسة (بارسونز) للتصميم في نيويورك، فاعتبرت أن "المغرب يمثل وجهة جذابة، تتوفر صناعة تقليدية غنية بالإبداعات مما يجعلها تلبي مختلف الأذواق."
يذكر أن هذا الموعد النيويوركي شارك فيه ما يقرب من 500 عارض، من بينهم عشرات المقاولات العاملة في مجال الصناعة التقليدية المغربية، التي تعرض منتجات تهم قطاعات النسيج المطرز والفخار والغزل والنسيج والإنارة.