أظهرت دراسة حديثة ان الحبوب المنومة مسؤولة عن زيادة كبيرة في مخاطر الوفاة بالنسبة للمرضى الذين توصف لهم، مشيرة إلى أن أنواع الحبوب المنومة الأكثر شيوعاً مثل "تيمازيبام" و"زولبيديم"، التي توصف على المدى القصير من أجل معالجة الأرق، تسبب بارتفاع خطر الموت بقدر أربعة أضعاف.
أجريت الدراسة في الولايات المتحدة، حيث يستخدم نحو 10٪ من السكان البالغين الحبوب المنومة وفقاً لإحصاء أجري في العام 2010. وتشير تقديرات الباحثين إلى أن الحبوب المنومة مرتبطة بحالات وفاة يصل عددها من 320000 إلى 507000 حالة في الولايات المتحدة في ذلك العام.
وعمل الباحثون بقيادة دانيال كريبك من مركز سكريبس فيتربي في كاليفورنيا، على وضع دراسة شاملة في ولاية بنسلفانيا، التي تعبر واحدة من المناطق الريفية المتكاملة من ناحي نظام الرعاية الصحية في الولايات المتحدة. وأظهرت النتائج ان استخدام الحبوب المنومة، وإن بمعدل منخفض نسبياً أي أقل من 18 جرعة في السنة، لديهم مخاطر أكبر بـ 3.5 مرة للوفاة مقارنة مع أولئك الذين لم يستخدموها.
وكانت نسبة الخطر أكثر أربع مرات لدى الأفراد الذين يستخدمون الحبوب المنومة بشكل متكرر (ما بين 18 و 132 جرعة في السنة)، مقارنة بخطر أكثر بخمسة أضعاف من الذين يأخذون 132 جرعة أو أكثر من الحبوب المنومة في السنة. وأشار الباحثون إلى أن 35٪ من الذين يستخدمون الحبوب المنومة أكثر عرضة للإصابة بمرض السرطان، مشيرين إلى أن استخدام هذه الأدوية بشكل مستمر يؤدي إلى زيادة الاكتئاب الذي يمكن أن يؤدي إلى الانتحار.
وأظهرت الدراسة أن الحبوب المنومة تؤثر أيضاً على الحركة والمهارات المعرفية، مما يجعل القيادة مهمة خطرة، ويمكن أن تسبب توقف التنفس أثناء النوم، مما يؤدي الى اضطراب في النوم، وبالتالي إلى مشاكل في القلب.
ورأى العلماء ان الناس الذين يستخدمون الحبوب المنومة أكثر عرضة لمشاكل المريء والقرحة الهضمية، وبالتالي للتشخيص بأمراض السرطانات اللمفاوية وسرطان الرئة والقولون والبروستات. أعطى المعهد الوطني للصحة موافقته للمؤهلين من أجل استخدام الحبوب المنومة على المدى القصير، لكن هذه الدراسة تشير إلى أن "هذا المدى القصير" بحاجة إلى إعادة نظر من أجله وضع حدود جديدة تكون أقصر وأكثر تحديداً.
إيلاف