سلطات الدار البيضاء تهدم واجهة "شوروم" السيارات الفاخرة

يوم دراسي بوجدة حول الجامعة ودور البحث العلمي في تعزيز مكتسبات قضية "الصحراء المغربية"

تشيكيطو يكشف حقائق خطيرة تتعلق بمسرحية جمهورية الريف التي نظمت بتمويل من كابرانات الجزائر

مسؤول سعودي يفحم الجزائر بتقرير أسود عن جرائم الكابرانات والبوليساريو في مخيمات تندوف

محكمة طنجة تسدل الستار على قضية مقتل الطالب أنور.. تفاصيل الأحكام

هذه كواليس لقاء أخنوش بالوزيرة الأولى لجمهورية الكونغو الديمقراطية

المرأة المغربية بين الشريعة الإسلامية و سمو المواثيق الدولية !!!

المرأة  المغربية بين الشريعة الإسلامية و سمو المواثيق الدولية !!!

 


 يوسف الشطايبي

الأم مدرسة اذا اعددتها اعددت شعبا طيب الاعراق

إن كل مشروع للنهضة بالأمة لابد أن يضع في صدارته قضية المرأة و تحريرها من الإصر و الأغلال التي فرضها المجتمع عليها بحيث تكون "إنسانا" حرا تساهم مع المواطنين في بناء وطنها و "أنثى" لها حقوق و واجبات ، فإذا أدت واجباتها نحو المجتمع ، فعلى المجتمع أن يسلم لها بحقوقها ، و يشجعها على إستثمار هذه الحقوق في ما ينمي شخصيتها كإنسان و زوجة و أم و بدون هذا فلن يكتب لأي مشروع النجاح، و كيف ينجح إذا كان نصف الأمة متخلفا ، متعثرا ، يبث التخلف و التعثر في الأجيال القادمة و يمسك بأقدام الاجيال الراهنة ...

إن المرأة هي نصف المجتمع أو أكثر قليلا ، فإن لم تكن الأغلبية فهي قريبة منها ، و هذا النصف الجميل من المجتمع هو الذي يربي الجيل الذي سيصبح (رجالا و نساء ا) كل المجتمع. فالمرأة هي التي حملته في بطنها تسعة أشهر ، ثم غذته على صدرها عامين فنشزت عظامه و تماسكت عضلاته ثم تولته سنوات الطفولة الأولى فأشرفت على أكله و لباسه و صحوه و نومه، و طبعته بطابعها فجعلته شجاعا أو جبانا ،كاذبا أو صادقا مقداما أو محجاما .

فأي عمل و أي رسالة يمكن أن يقوم بها الرجل تضاهي هذه المهمة التي تقوم بها نساء العالم أجمع، و على إختلافه، بتفان و تضحية ....

لكن نصف جسد مجتمعاتنا الإسلامية بشكل عام و مجتمعنا المغربي بشكل خاص عانى من شلل عظيم لأكثر من عشر قرون بفعل مواريث الجاهلية التي غلبت على تشريعات الفقهاء فتم ازدراء الأنوثة و استضعافها و سلبت حقوقها فأصبحت حبيسة البيوت و فتنة الفتن و جعلوا من وجهها عورة و صوتها عورة ، فلم تعد أكثر من جسد تلفه الثياب و يلبي غرائز الرجال و تلعنها الملائكة حتى طلوع الشمس إن لم تفعل ما تؤمر ، و وعاء ا يسكب فيه الرجل مائه الدافق للإنجاب ، ثم تصبح خادمة له حتى يواريها الثرى ، و كل هذا ظلما و عدوانا و بتشريعات  بشرية ما أنزل الله بها من سلطان، إن هم إلا يكتبونها بأيديهم ثم يقولون هذه من عند الله ، فبئسا لهم مما كتبت أيديهم و بئسا لهم مما سيكسبون. و لولا الضغط الشديد الذي مارسه أولو الألباب ما أمكن تعليم النساء في عصرنا ، و لبقين لا يعقلن شيئا من أنواع العلوم.

ربما سيسارع البعض إلى اتهامي بالميل إلى الحياة الغربية ، و قبول وضع المرأة فيها !!! و جوابي أني أنكر هذه الحياة بقدر ما أنكر المواريث و التقاليد التي أتت إلينا ترخص الأنوثة ، و تجمد إنسانيتها ، وتستكثر عليها حقوقا منحها الله إياها ... و قد أردت بهذه المقدمة أن أشير إلى أن الأمية التي فتكت بنسائنا طيلة عصور و الضغط و الكبت الذي تعرضن له أدى طبقا لمبدأ "الكوكوت مينيت" و ظهور الأجيال  الأولى من المتعلمات و العولمة والإنفتاح إلى انتقال النساء من النقيض إلى النقيض ، فإنقلب السحر على الساحر،  فأمست كثير من النساء كاسيات عاريات و قد تتفوق في بعض الأحيان في تبرجهن على النساء الغربيات، و طالبت بعضهن بالحرية الجنسية  و أضحين يستهزئن من قداسة الرحم (القرار المكين طبقا للقرآن) و يسخرن  من  غشاء البكارة الذي اعتبرن الحفاظ عليه رمزا للرجعية و الظلامية ، فتضاعفت حالات الإجهاض و تفشت  ظاهرة الأمهات العازبات (الأمهات خارج الإطار الشرعي) في السنوات الأخيرة بشكل مهول ، حتى أصبحت  أخشى أن تلقبنا الأمم في مستقبل قريب بلد المليون لقيط (اللهم استرنا) ، و عاد بلدنا الحبيب أكبر منتج لللحوم الحية الرخيصة و مصدرا لها و مرتعا عالميا للسياحة الجنسية و تشوهت سمعة المغربيات في الخارج.

هذا حالنا اليوم و قد قلت ما قلت شفقة على الأجيال التي تربت و ستتربى على أيدي من ترتدي المايوهات في المصايف و الديكولتيهات و المينيجيبات على الملأ في الأماكن العامة، و أصبح إصلاح ما فسد فريضة على كل مغربي مسلم غيور على دينه و وطنه (ذكورا و إناثا ) و ذلك بالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر بالحكمة و الموعظة الحسنة ، فهل من مجيب؟ ... يتبع


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات