شيخ تطواني مكلوم يروي معاناته بعد فقدان أملاكه ويؤكد أمله في العدالة

مغاربة يطالبون بتدخل عاجل لوقف اعتداءات التلاميذ على رجال ونساء التعليم

الناصيري يبرئ نفسه من الاتجار في المخدرات ويعد بتفجير حقائق مدوية

جمعية حقوقية تلاحق مشجعاً من طنجة بتهمة التحريض ضد جماهير تطوان قبيل ديربي الشمال

خلال تكريمها في مهرجان وزان..سفيرة المغرب لدى الفاتيكان تعاتب المخرج هشام الجباري

لاعبو المنتخب الوطني يعلقون على عبور حاجز جنوب إفريقيا والتأهل إلى نصف النهائي

مجازر امريكا \'الحضارية\' في افغانستان

مجازر امريكا \'الحضارية\' في افغانستان


عبد الباري عطوان

المشهد الدموي يمكن تلخيصه كالتالي: جندي امريكي يقتحم ثلاثة منازل في ضواحي مدينة قندهار الافغانية، معقل البشتون، ويقتل كل من تواجد فيها من مدنيين دون شفقة او رحمة. عدد القتلى بلغ 16 مدنيا بينهم تسعة اطفال.
الجندي الذي يمثل المؤسسة العسكرية الاكثر انضباطا واحترافا في العالم مـــثلما يقول الرئيــــس باراك اوباما، لم يكتف بالقتل بدم بارد، بل جمع احدى عشرة جثة، من بينها جثث اربع فتيات تقل اعمارهن عن ست سنوات، ثم اشعل فيها النار.
القوات الامريكية التي يزيد تعدادها عن مئة الف جندي ذهبت الى افغانستان من اجل اطاحة نظام حكم طالبان الارهابي، واقامة نظام ديمقراطي يحترم حقوق الانسان، ويقود البلاد الى نموذج في الحريات والازدهار الاقتصادي.
بعد عشر سنوات من الاحتلال، وانفاق سبعة مليارات دولار شهريا، ومقتل حوالى مئة الف افغاني، وخمسة آلاف جندي من قوات الناتو، يتحول مكافحو الارهاب الى ارهابيين وقتلة، يرتكبون جرائم تتواضع امامها جرائم 'الارهابيين' حسب توصيفهم.
وزارة الدفاع الامريكية 'البنتاغون' قالت في بيان لها ان هذا العمل منفرد، اقدم عليه شخص واحد، دوافعه ما زالت غامضة، وانه يخضع للتحقيقات وسيقدم الى محكمة عسكرية قد تحكم بإعدامه.
نختلف مع وزارة الدفاع الامريكية في هذا التوصيف، ونقول ان هذا الجندي ينطلق في عمله الارهابي هذا من ثقافة الكراهية والحقد ضد كل ما هو مسلم، ويعكس عقيدة المؤسستين العسكرية والسياسية في الولايات المتحدة الامريكية.
فكيف يفسر البنتاغون اقدام جنود امريكيين، وليس فردا واحدا، على حرق القرآن الكريم على الاراضي الافغانية، ثم ماذا يقول ليون بانيتا وزير الدفاع الامريكي في الشريط المصور الموجود على اليوتيوب، ويصور جنودا امريكيين يتبولون على جثامين شهداء من حركة طالبان؟
' ' '
حتى حامد كرزاي الرئيس الافغاني الذي جاء به الامريكان الى سدة الحكم، وتصرف طوال السنوات العشر الماضية كدمية في ايديهم، لم يستطع ان يتحمل هذه الاعمال البشعة التي يقدم عليها حلفاؤه ضد ابناء جلدته، وأدانها بأقوى العبارات وأشدها، فكيف سيكون حال قبيـــلة البشتون التي ينــــتمي اليـــها هؤلاء الضحـــايا، ويمـــثلون نصــف تعداد الشعب الافغـــاني تــقريبا؟
المظاهرات عمت افغانستان كلها احتجاجا على هذه الجريمة البشعة، وسقط اكثر من اربعين قتيلا اثناءها، بينما اكدت حركة طالبان بأنها ستنتقم، واذا حذرت طالبان فإن علينا ان نتوقع ترجمة دموية لمثل هذه التحذيرات، فهؤلاء يقولون ويفعلون، وإلا لما باتوا على وشك هزيمة القوات الامريكية وطردها من بلادهم بعد عشر سنوات من المقاومة الشرسة.
الولايات المتحدة الامريكية خسرت الحــرب في افغانستان مثلما خسرتها في العـــراق، وســـتخسر اي حرب اخرى تخوضها في العالم الاسلامي مستقبلا، وكل ما تفعله حاليا هو المكابرة والاصرار على 'الانكار'، بينما تتفاوض في الغرف المغلقة مع طالبان التي ارسلت قواتها لتغيير نظامها، من اجل اعادتها الى السلطة مجددا مقابل توفير انسحاب آمن لقواتها المهزومة.
من المفارقة ان الادارة الامريكية نفت ان تكون قد وصمت حركة 'طالبان' بالارهاب، وادعت انها ارسلت قواتها الى افغانستان من اجل محاربة تنظيم 'القاعدة' والقضاء عليه، وحتى هذه الذريعة غير مقنعة على الاطلاق، فتنظيم 'القاعدة' بات اكثر خطورة مما كان عليه قبل الاحتلال الامريكي لأفغانستان، فها هو يعيد تجميع صفوفه في العراق، ويتسلل الى سورية باعتراف وكالة المخابرات المركزية الامريكية نفسها، ويسيطر على منطقة القرن الافريقي، ومدخل البحر الاحمر، ويهدد الملاحة الدولية في بحر العرب من خلال وجوده في اليمن والصومال، ويقترب من اوروبا بفضل فرعه الأقوى في المغرب الأسلامي، والفرع الجديد الاحدث في الساحل الأفريقي، وبات يجلس على ترسانة هائلة من الاسلحة والذخائر التي استولى عليها من مستودعات النظام الليبي السابق بفضل تدخل حلف الناتو.
' ' '
هذه المجازر الامريكية المتوازية مع سياسات معادية للعالم الاسلامي، ومنحازة بالكامل للعدوان الاسرائيلي، هي التي تشجع الارهاب، وتسهل على المنظمات المتشددة تجنيد الانصار، فعندما تدين الادارة الامريكية بأقوى العبارات اطلاق الصواريخ على المستوطنات الاسرائيلية ولا تبدي اي تعاطف مع خمسة وعشرين شهيدا فلسطينيا سقطوا ضحايا غارات الطائرات الاسرائيلية ـ الامريكية الصنع، فكيف يمكن ان نصدق كل الاحاديث والبيانات الامريكية حول العدالة وحقوق الانسان والقيم الديمقراطية؟
حركة طالبان لن تنتقم لضحاياها بقتل اطفال امريكيين، وانما من خلال الهجوم على قوات امريكية تحتل ارضها، ويقتل بعض افرادها مدنيين عزلا، وهذا هو الفرق بين المسلمين المتخلفين ،حسب الوصف الامريكي، وبين الجنود الامريكيين الحضاريين الذين ينتمون الى الدولة الاعظم زعيمة العالم الحر.


عدد التعليقات (1 تعليق)

1

قتيبة علي

ان سجل الولايات المتحدة الامريكية بالقتل والتدمير والتشريد حافل الصفحات السود وهذة الجريمة النكراء البشعة لم تكن الاولى ولن تكون الاخيرة والواجب على الشعوب المحبة للسلام ان تسعى جاهدة الى فضح هذه الممارسات القذرة ولا يصح ان نكتب فقد فيجب العمل الجدي من خلال طرد السفراء وقطع العلاقات التجارية وعدم التعامل مع كل من يقوم ويشجع ويساعد على هذة الاعمال وهم يحتاجوننا اكثر مما نحن نحتاج لهم واعتقد ان منع دخول سلعة واحدة من وكر الشر الامريكي سيسبب لهم ارقا اقتصاديا واضح ؟واذا كانت الحكومات لا تستطع ان تفعل ذلك فان الشعوب قادرة على فعل اقوى اذا وجدة من يقودها في الطريق الصحيح

2012/03/17 - 11:35
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة