أصبحت المصالح الأمنية بسيدي سليمان عاجزة عن تأمين محيط مؤسسة ثانوية علال الفاسي التأهيلية التي تعرف ارتفاعا في عدد التلاميذ والتلميذات خلال الموسم الدراسي الحالي، تفعيلا لمذكرة تتعلق بالحد من تكرار الاعتداء على المدارس والثانويات وانتهاك حرماتها.
واستنكرت مصادر متطابقة، اختفاء الدوريات الأمنية الثابتة المكلفة بتدبير الأمن بمحيط المؤسسة التي توجد في الطريق المؤدية لمدينة سيدي قاسم، والتي يشهد محيطها سلسلة اعتداءات متكررة لم يسلم منها الأساتذة والأطر الإدارية، فضلا عن معاناة يومية للتلميذات اللواتي أصبحن -حسب روايات مُتطابقة- استقاها "الموقع الإلكتروني"، عُرضة للتهديد بالسلاح الأبيض، وسلبهن هواتفهن في واضحة النهار، أو على أقل تقدير للتحرش من طرف غرباء يرابطون بمحيط المؤسسة أو خلال زيارات خاطفة أثناء وقت الدخول أوالخروج، وحين يلجئن للمصالح الأمنية قصد تقديم شكاية في الموضوع تتم مماطلتهن، وفي حال إنجاز محاضر في الموضوع، تورد ذات المصادر أن المصالح الأمنية تفشل في فك لغز تلك القضايا.
وعملت أكاديمية الغرب في وقت سابق على إبرام صفقات مع بعض شركات الأمن الخاص لتوفير حماية للمدارس، لكن دور هذه الأخيرة يقتصر على بوابات المؤسسات التعليمية أو أجنحتها الداخلية في الوقت الذي تحول بعضهم إلى حراس لوسائل نقل زوارها، في حين أشارت بعض عناصر الأمن الخاص بمؤسسات التعليم بالمدينة إلى تدني الأجور وغياب وسائل العمل وتقييده بشروط مجحفة أحيانا.
إلى ذلك، يدعو أولياء وآباء وأمهات التلميذات، الإدارة العامة للأمن الوطني، مراقبة محيط المؤسسة عبر القيام بجولات عبر سيارات الشرطة، مطالبة العامل الجديد للمدينة بتحمل مسؤوليته فيما يتعلق بتفعيل السلطات الأمنية للمذكرة الصادرة عن وزارة الداخلية والتي دعت إلى توسيع دوريات الأمن بمحيط المؤسسات التعليمية، وتخصيص عناصر للديمومة قربها، لمراقبة تحركات الأشخاص الغرباء والدخلاء، الذين يعملون على استقطاب التلاميذ القاصرين للانحراف.
وفي موضوع متصل، توقفت الدراسة بالثانوية المذكورة، من الساعة الرابعة إلى السادسة من مساء الثلاثاء 13 مارس 2012، بعد أن نفذ أطر التدريس بها إضرابا احتجاجا على تعرض زميل لهم (ب.محمد أستاذ مادة الانجليزية)، للتعنيف من قبل ولي أمر تلميذة، اقتحم حجرة الدرس على الأستاذ أثناء مزاولة عمله، مانعا إياه من إتمام درسه، كل ذلك أمام مرأى ومسمع التلاميذ والتلميذات إذ أسمعه كلمات نابية من سب وقذف.
وذكر شاهد عيان، حضر الاعتداء أنه لولا تدخل زملاء الأستاذ في العمل وتلامذته الذين أبعدوا المعتدي عنه، لكانت النتيجة أسوأ بكثير، إذ سارع الطاقم التربوي للمؤسسة إلى الإعلان عن توقيف الدراسة فورا، ولمدة ساعتين، تضامنا مع زميلهم الذي انتقل لمقر الشرطة القضائية للإدلاء بشهادته بعد أن اقتيد المعتدي من طرف عناصر أمنية حضرت على وجه السرعة إلى عين المكان.
وحاولنا ربط الاتصال بمصالح الأمن، وبنيابة وزارة التربية الوطنية بالمنطقة، غير أن هواتف المسؤولين ظلت ترن دون أن نتلقى أي جواب.
حسن الهيثمي