ياسين كني
في تحد صارخ للشعب المغربي أو لنقل لغالبيته ولرجاحة العقل و حسن التسيير ولكل مقاييس الحكامة الجيدة و التحلي بالمسؤولية ينظم مهرجان موازين هذه السنة و ككل سنة بميزانية كبيرة جدا و في توقيت غير مناسب البتة, حيث رصدت الملايير من مقدرات هذا الوطن المحتاج, لحفل صاخب لن يجني معشار ما ينفق عليه إضافة الى ما سيجنيه على البلد من اشاعة التوتر و الاحتقان الاجتماعي في وقت يرى فيه المواطنون المحتاجون و المعطلون الميزانيات لا تكفي لمطالبهم بينما تنفق الأضعاف المضاعفة على خزعبلة لن تضيف للمغرب شيئا, إضافة ان المهرجان ينظم في وقت الامتحانات المدرسية و الجامعية و ما يجره هذا الامر على القاصرين و المراهقين من الهاء على الأهم وهو السهر على الاستعداد للامتحانات لما فيه الخير لمستقبلهم بل و مستقبل ا لشعب المغربي الحالم بالتقدم , وفي وقت يعيش فيه المغرب سنة جافة تحتاج ترشيدا للموارد و استثمارا أرشد إضافة الى احترام مشاعر ملايين القرويين الذين لا يجدون قوت يومهم ولا شربة مائهم في هذه الظروف.
في كل التعليقات التي نسمعها من الساهرين و المدافعين على هذا المهرجان نجدهم يتفوهون بترهات و أكاذيب يحاولون من خلالها الضحك على العامة و الخاصة و تبرير تنظيمهم هذا المهرجان بدعوى ان ميزانية المهرجان لا ترصد من مقدرات الوطن و الشعب و لا من دعم حكومي بل من الشركات و الاشهارات في تلبيس واضح نبينه باختصار, أولا المهرجان منظم من طرف جمعية مغرب الثقافات و هي جمعية معترف بها و بالتالي فهي تلقى الدعم من طرف الوزارة الوصية كباقي الجمعيات سواء بطريقة مباشرة عن طريق دفع مبالغ سنوية أو بطرق كثيرة غير مباشرة منها أن المهرجان ينظم في ساحات عمومية بشكل مجاني و لولا ذلك ما وجدت الجمعية مكانا لإقامة هذا الباطل المسمى مهرجانا إضافة الى أن الشركات التي تقدم أموالا لهذه الجمعية ما كانت لتقدمها لولا الدعم المعنوي للدولة و الحكومة للجمعية كما انه من الواجب على كل الشركات رصد أموالها في الجانب الثقافي و الرياضي بمقتضى عقود تبرم حينما تقبل مشاريعها الإقامة داخل أرض الوطن (هذا على الاقل المعمول به في الدول الأوروبية و المتقدمة) وبهذا فهذه الاموال لو لم ترصد لموازين كانت سترصد لأنشطة أكثر قيمة مادية و معنوية فيها الخير للوطن و المواطنين, ثم يا بشر هذا وطننا لا يقام فيه الا ما فيه الصالح العام وليس لأموالكم سلطة علينا, لهذا لا داعي التنطع على الشعب كذبا بأموالكم كما انه ليس للحكومة مبررا للسماح بمثل هذه الترهات لمجرد أن التمويل ليس حكوميا(و نفس الشيء يقال عن عقد غيريتس).
لقد وضحت أشياء في ما سبق و لكنني لم أوضح أن الحكومة و منظمي موازين يعلمون أكثر مني ان المهرجان يمكن ان يوقف قانونيا و اخلاقيا لكن ببساطة لا توجد الإرادة لذلك و يستمر التحدي للإرادة الشعبية و لإرادة الاصلاح ببساطة لان هناك أيادي خفية تدير الفساد و لوبي قوي يحمي الفساد يصعب بل يكاد يستحيل على حكومة مهما كانت لها من قوة وقف تسوناميه.
ولما فقد الأمل في حكومة توقف موازين فإننا اليوم في المقال نلتجئ لمن يحترم نفسه من الفنانين و اخص بالذكر الفنان مارسيل خليفة الذي عهدنا فيه مواقف مشرفة في مهرجانات
متعددة والى الفنان الراجع الى الله مؤخرا الفنان الجميل و الذي صار أجمل فضل شاكر و الى باقي الفنانين الذين يحترمون الفن الحقيقي و يعلمون ان الفن رسالة و ليس مجرد مصدر للثروة و الشهرة وطبعا لا أقصد من رسالتي فنانات و فناني الإغراء و اللافن و اللاهثين خلف الشهرة و المال, أوجه رسالتي الى من يحترم رسالة الفن الحقيقية ببساطة قاطعوا موازين لكل الأسباب التي شرحت و التي شرحتها مقالات غير هذه بإسهاب قاطعوه قط لأن جل الشعب لا يريده ولان ظرفية المغرب لا تستسيغه قاطعوه شكركم الشعب وتزداد شهرتكم باتخاذكم مواقف مشرفة و تعوضون بهذه الشهرة ما قد تخسروه من أموال ملعونة قد تجنوها من هذا المهرجان الممسوخ.
ان الفن الحقيقي من يعبر عن مطامح الشعوب و يبكي لبكائهم و يفرح لفرحهم و ليس الفن من يخاطب الغرائز و الشهوات و يبني ثروة على حساب الآلام و الأوهام, الفن للثروة و الشهرة و الجاه ليس الا تخبطا في دركات الحيوانية و ليس الا امتصاصا للدم البشري بدم بارد فقاطعوا هذا المهرجان, ولا أنس أن أوجه رجاءا لكل مواطن شريف يريد ان يرقى و طنه مهما كانت انتماءاته السياسية و الاديولوجية امنع هذا المهرجان عن نفسك و امنع أبناءك و بناتك من ارتياده فما هو الا مضيعة للوقت مجلبة للهم و الغم و ادفع بنفسك و أبناءك الى ارتياد الفن الهادف النبيل الباغي الخير للوطن المساهم في نهضة الأمة .
أخاطب بخطابي ذوو العقول الراجحات وليس لكلماتي وقع عند ذي المغيبات
ضد موازين
لقد نادى المغاربة السنة الماضية بالغاء المهرجان لكن الآذان صماء و سياسة الهروب للامام هي السائدة لكم الله يامن تقطعون الكيلومترات في البوادي لجلب الماء في هذا الموسم الجاف لا أحد يفكر فيكم ديرو شيمهراجان ديال جلب الماء و المدارس و المستوصفات للقرى و المدن المهمشة أم ان للبعض موازين و للبعض مواخيب