أخبارنا المغربية
مراسلة: يوسف الساكت
لم ينطلق العمل بعدد من المشاريع التنموية التي دشنها الملك في زيارته الشهيرة، نهاية نونبر 2012، إلى إقليم الناظور، حيث تغلب على وعكته الصحية واستعان بعكاز طبي للحضور في الموعد المحدد لوضع الحجر الأساس لعدد من مشاريع القرب، المدرجة في إطار تعزيز المبادرة الملكية الرامية إلى تنمية الجهة الشرقية و تأهيل مناطقها ومدنها بعد سنوات من التهميش.
وعاد الحديث إلى فضائح مشاريع معطلة بزايو وسلوان والعروي، على وجه الخصوص، مع اقتراب موعد الزيارة الملكية المرتقبة إلى إقليم الناظور، إذ طالب سكان و منتخبون و هيأت المجتمع المدني وزارت الداخلية بفتح تحقيق في الأسباب الحقيقية لتعثر انجاز ثلاثة مسابح مغطاة نصف أولمبية مازالت عبارة عن أطلال إسمنتية دون تجهيز، بعد انسحاب الشركة المكلفة، بدعوى انها انتهت من الأشغال الموكولة إليها، حسب بنود دفتر التحملات.
وعزت مصادر تعثر الأشغال في هذه المركبات الرياضية إلى أخطاء جسيمة ارتكبتها السلطات الإدارية منذ البداية، حين أوكلت إلى الشركة بناء ثلاثة مسابح دون التأكد من خبرتها و تجربتها في هذا المجال، مؤكدة أن الشركة التي فازت بالصفقة قدمت معطيات غير حقيقية (على حد تعبير المصادر نفسها) حول تجربتها في بناء مسابح بمواصفات عالية لفائدة مؤسسة بنكية معروفة.
وقالت مصادر "الصباح" إن شكوكا انتابت مسؤولين في العمالة حول أهلية الشركة، وذلك بعد انطلاق العمل في المشاريع الثلاثة إذ اكتفت الخيرة ببناء الدعامات و البنايات الإسمنتية، و انسحبت في انتظار البحث عن شركة، أو شركات أخرى تتكلف بأشغال التجهيز و الصباغة و النجارة و الزليج و الرخام و تجهيز المسبح، ما يعني ميزانية و مصاريف إضافية جديدة.
وعاد المسؤولون إلى البحث في وثائق الشركة التي قدمتها للفوز بالصفقة، خصوصا الوثائق المتعلقة بخبرتها في بناء المسابح، إذ جرى ربط الاتصال بالمؤسسة البنكية المعنية التي نفت معرفتها بهذه الشركة.
هذه الفضيحة، كما تسميها المصادر، توصل عامل الإقليم بتقرير بشأنها، وطلب التكتم عن الموضوع في انتظار معرفة جميع التفاصيل، مع وقف صرف ما تبقى من أتعاب إلى الشركة المعنية، لكن هاتفا توصل به من وزارة الداخلية دفعه للتراجع عن قراره. ومن المقرر أن ترخي هذه المشاكل بظلالها على الزيارة الملكية المرتقبة إلى المنطقة، إذ غالبا ما سيطرح السؤال عن مصير المشاريع التي دشنها الملك خلال زيارته السابقة في نونبر 2012، ما تنبه إليه محمد مهدية، والي جهة الشرق، الذي يقوم بزيارات مكوكية إلى زايو و العروي و سلوان و الناظور لتفقد تقدم الأشغال في المشاريع الملكية.
و في زيارة للوالي، قبل شهرين، إلى زايو، أثار انتباهه تعثر الأشغال في المسبح المغطى، عكس المشاريع الأخرى ، مثل الحديقة الإكولوجية و المركز السوسيو تربوي و مركز إدماج المرأة ملعب القرب بحي سوكرافور، مطالبا العامل، الذي كان برفقته، بضرورة الإسراع للانتهاء من هذا المشروع في أقرب وقت.