سابيتنو ينتقد الحكم صبري بسبب عدم طرد لاعب الوداد ويؤكد: الخصم لم يكن يستحق التعادل

تكريم عدد من القضاة والموظفين السابقين بالمحكمة الابتدائية الإدارية بوجدة

هذا ما قاله مدرب الوداد موكوينا عن التعادل في الديربي

فرحة آيت منا بعد هدف التعادل في مرمى الرجاء

فرحة هيستيرية لمنخرطي الرجاء بعد الهدف الأول في شباك الوداد

صوصي علوي يتحدث ل"أخبارنا" عن صعود ترامب - تقارب المغرب وإيران بواسطة خليجية -عزلة البوليساريو وعرابتها الجزائر

عفن السياسة الحكومية

عفن السياسة الحكومية

عبد اللطيف مجدوب

 

المشهد العام

       منذ أن أقدم البوعزيزي ؛ البائع المتجول بتونس ؛ على إحراق نفسه ، شعورا منه بتحقيره وإذلاله من طرف السلطات ... منذ هذا الحادث "المشؤوم" الذي كان إيذانا لدخول عديد من الأنظمة العربية نفقا مظلما ، سارعت السلطات المغربية ؛ في حينه ؛ إلى تدشين إجراءات أمنية احترازية اتقاء لــ " غوغاء الشارع " ؛ يأتي على رأسها دستور 2011 الذي ولد ميتا ، وتخفيف " قبضة المخزن " اتجاه بعض الحريات العامة ، والتي أفضت ؛ فيما بعد ؛ إلى فوضى عارمة  أو ما يشبه " زمن السيبا " ، طالت جميع مؤسسات الدولة والمرافق العمومية ، من حيث التدبير والمراقبة والتمويل ..

فما وقع هذه الفوضى وآثارها الجانبية على المجتمع المغربي ؟ وكيف استغلتها طغمة فاسدة ممن يحسبون من مكونات المجتمع المدني ؟ وكيف أصبحت صورة المغرب من المنظور الدولي ؛ من خلال منظماته ، وتقاريره .. وهل ارعوى المغرب أم ما زال سجين ثلة من الفسدة يبعثرون خيراته ويعبثون بمصيره ؟

أيها الشعب اختر بين الإثنين الإرهاب أم الفوضى !

       في سياق الأحداث الفظيعة التي شهدتها بعض الأقطار العربية بفعل امتداد نيران الإرهاب إلى كثير من مواقعها ، رأت السلطات المغربة ؛ كسياسة فعالة لتحصين حدودها وجبهتها الداخلية ؛ أن جردت جميع مؤسساتها ، بما فيها التشريعية والإدارية ، من صلاحياتها الدستورية ، لتتجمع جميع القرارات في أيدي جهات عليا ، متصلة بمحيط القصر ، وللحؤول ؛ في آن واحد ؛ دون امتداد أيادي إرهابية لاختراق المؤسسات والتحكم في سياساتها وأنظمتها الداخلية . وكان من النتائج الأولية المباشرة لهذا التوجه "السياسي" ، أو المقاربة الأمنية "العمياء" تراجع أو بالكاد اختفاء أجهزة المراقبة على المؤسسات الإدارية والمالية ومرافقها الاجتماعية ، وتم الالتفاف على بعض الموارد المالية ، والتلاعب بشأن أوجه صرفها .. مما حولها ؛ في بعض الأيادي القذرة ؛ إلى مواقع للنهب والتدليس ، والنصب والاحتيال والاغتناء السريع ، وتمرير الصفقات المشبوهة ... وسط هذا المناخ السياسي القذر والموبوء ، تولدت قناعة لدى العديد من رجال السلطة ، وبعض مكونات المجتمع المدني كالهيئات الحزبية والنقابية ؛ وبإيعاز من أطراف أخرى ؛ بأن اعتماد " الفوضى الخلاقة " أرحم من مواجهة الإرهاب ! 

صورة المغرب في المنظار الدولي

       تكاد تجمع كل الهيئات والمنظمات الدولية النشطة في مجالات الحقوق والحريات ؛ ومن خلال العديد من التقارير الدورية ؛ على أن هناك ؛ في المغرب ؛ تراجعا مخيفا لمجالات الحقوق والحكامة ، وتضاعف مستوى الفساد السياسي والمالي ، الذي ينخر مؤسساته ، حتى إن أرقام استثماراته الأجنبية انخفضت بشكل مريع ، لانعدام وجود بيئة سياسية سليمة ومراقبة .. بالرغم من محاولات المغرب الخجولة ؛ في الثلاث سنوات الأخيرة ؛ لبحثه عن أوجه التعاون وعقد شراكات مع بعض البلدان الإفريقية والآسيوية ، ودول الخليج ، التي يعتبر انخراطه ضمن هذه الأخيرة بمثابة مرحلة مشروطة فقط بانضمامه للحلف العربي ضد اليمن ، ودول بالشرق الأوسط .. وتبني موقفه من ملف الصحراء المغربية .

ترويض الشعب المغربي على الضربات الموجعة

       لم يعان الشعب المغربي قط مثل ما عاناه ؛ في ظل الحكومة الحالية ؛ التي روضته على مكابدة الصعاب ، وتلقي ضربات اقتصادية موجعة غير مسبوقة : كتوالي الغلاء الفاحش لمستوى العيش ، وتصاعد وتيرة الزيادة في أسعار المحروقات ، ومواد البناء ، هذا إلى جانب ضرب قوته الشرائية من خلال مافيات المضاربات التي طالت كل المجالات والمرافق الحيوية .

كما يمكن القول ؛ وأمام هذا التعفن السياسي ؛ بأن الحكومة وراء تمييع أدوار الهيئات النقابية والحزبية ، وغض الطرف عن بعض مؤسسات مراقبة المال العام ، أو تعطيلها بالمرة ، وإظهارها مجرد قطع أثاث لتلميع المشهد السياسي العام .

أوضاع الشعب المغربي على فوهة بركان

       تتوالى على المغرب ؛ وفي الظرفية الراهنة ؛ أزمة نهب المال العام ، وسوء التدبير القطاعي ، وهدر الميزانيات العامة .. دونما وجود مخرجات إيجابية تذكر ! مما يزيد في حدة التوتر الاجتماعي ، والذي قد يفضي إلى تفجيرات غير محسومة المدى , رغم تعزيز أدوات الحماية التي لجأت إليها الحكومة مؤخرا بـتسمين أجور قطاع واسع من موظفين ينتمون إلى وزارة الداخلية  والأمن ، بيد أن هذه الحماية ؛ وبالنظر إلى عفن السياسة المغربية الراهنة ؛ يمكن التشكيك في مصداقيتها ما إذا كانت تحمي الشعب المغربي بجميع شرائحه أم فقط ثلة من مصاصي دمائه .   

 


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات