أخبارنا المغربية
أخبارنا المغربية : حنان سلامة
اختارت حكومة عبد الاله بنكيران اتباع المقاربة التوعوية الدينية لمواجهة استفحال ظاهرة اعتراض السبيل تحت تهديد السلاح "كريساج" والتي أصبحت تهدد الاستقرار الداخلي للمملكة .
فقد وجه وزبر الأوقاف والشؤون الإسلامية "جيش" أئمته للتحدث خلال خطبة الجمعة عن هذه الظاهرة الخطيرة وما لها من عواقب وخيمة سواء على المهاجم أو على الضحية.
ففي الوقت الذي كان فيه المواطنون ينتظرون الكشف عن مقاربة أمنية جديدة من شأنها التصدي لهذه الآفة وتعزيز الإحساس بالأمن لدى المواطنين، نجد الحكومة تختار خطاب الوعظ والإرشاد وكأن "المقرقبين" الذين يروعون الناس في الشوارع والأزقة هم من مرتادي المساجد الذين سيتأثرون بخطب جامدة أشبه بدروس الآداب الإسلامية بالمستوى الابتدائي.
للإشارة فإن مجموعة من التنسيقيات بعدة مدن دعت إلى تنظيم مسيرات احتجاجية اختارت لها اسم "زيرو كريساج"، فهل من أذن صاغية ؟
طال لعلو الدم
دروس الهضرا
ألم تعي الحكومة بعد أن خطاباتها بالوعظ والإرشاد قد صارت مستهلكة. ألم نقل أن تدبير الشأن العام باللغو والخطاب أصبح متجاوزا في ظل العولمة وسرعة تطور التقنيات والعلوم والتكنولوجيا. لقد بات مؤكدا أن تدبير الشأن العام بالحكامة وكفاءات قادرة على ابتكار الوسائل الناجعة واختيار التدابير الفعالة وإيجاد الحلول المناسبة لمعالجة الأوضاع في وقتها ولا فائدة في تكرار الأساليب اللفاشلة والتي لا تزيد إلا تكريسا للوضع واستفحالا لمظاهر كنا في غنى عنها بالأمس القريب. فما تفشي العنف والإجرام إلا بتدني مستوى التعليم والتكوين والهدر المدرسي وما تكاثر الجريمة والتسيب إلا بتفاقم البطالة والإقصاء والتهميش وما انتشار الفساد إلا انعكاسا للغش والنصب والتحايل والاستهتار بمقومات الدولة والمجتمع. لن يكون أي تغيير إلا بالملموس وعلى أرض الواقع وبصفة شمولية وكفانا لغوا وخطابا.