مدرب المغرب التطواني يذرف الدموع بعد الفوز على طنجة

تأثر لكحل وتصريح كروش بعد فوز تطوان في ديربي الشمال

فرحة لاعبي المغرب التطواني بالهدف الثاني أمام اتحاد طنجة من توقيع حمزة الدرعي

فرحة هستيرية للاعبي وجماهير المغرب التطواني بعد تسجيل الهدف الأول في مرمى اتحاد طنجة

بعد مطاردة هوليودية..اعتقال أخطر تاجر "بوفا" بعين حرودة

استمرار عملية تحرير الملك العمومي بالحي المحمدي وهدم المنازل المخالفة للقانون

التعليم الخصوصي بالمغرب .. أي استغلال .. أي مراقبة ؟

التعليم الخصوصي بالمغرب .. أي استغلال .. أي مراقبة ؟

أخبارنا المغربية

 

بقلم : عبد المجيد مجدوب

        في الثمانينات من القرن الماضي ، كان التعليم العمومي ؛ ولو نسبيا ؛ في أوج عطائه ، مما أصبغ على منظومته ؛ سيما التقويمات الإشهادية ؛ نوعا من المصداقية  في التأهيل ومتابعة الدراسة ، نجمت عنها صرامة في تقويم التعلمات ، ومنح المؤهلات ، أفضت إلى بروز ظاهرة " المفصولين " ، و "الراسبين " ، و" المطرودين " ؛ والذين استوفوا المدة القانونية في تكرار السنة الدراسية . ومن هنا جاءت البوادر الأولى لظهور التعليم الخصوصي/الخاص ( الذي حمل من قبل عدة تسميات أبرزها التعليم الحر " والمدرسة الحرة " ) ، ليستوعب هذه الأعداد المطرودة من التعليم العمومي مقابل رسوم شهرية .

       وبالنظر إلى البعد التجاري الذي كان يحكم إجراءات الانتماءات إليه ـ وحتى لا نقول نظاما داخليا ـ وتبعا لنتائج تقويمات المتعلمين ، ونسب النجاح البارزة ، وعدم وجود حالات التكرار ، وأحيانا التصرف الفج والمطلق في الكتاب المدرسي الرسمي .. كل هذا عمل ؛ بشكل متظافر ؛ على استقطاب أعداد غفيرة من التلاميذ ؛ ما دام هذا اللون من التعليم لا يتعامل مطلقا مع الرسوب ، فالكل ناجح ، ولو على حساب مستوى المتعلم ...

 لكن تجار هذا التعليم سيتضاعف جشعهم ؛ في أعقاب موجة الإضرابات المتتالية التي عرفها التعليم العمومي ، وتزايد مخاوف الأسر على المصير الدراسي لأبنائهم ، مما كان له وقعه الكبير على البنية التحتية للتعليم الخصوصي ، وقدرته الاستيعابية التي خرقت جميع الضوابط الجاري بها العمل ، كوجود بنايات وفضاءات غير مؤهلة ، واكتظاظ يتجاوز معدله أحيانا 45 تلميذا في الحجرة الواحدة ، وما يستتبعه من عامل التهوية ، والتحرر من تعاقد المؤسسة مع المعلم أو المعلمة ، حتى بتنا نشاهد التلاميذ في عهدة معلم/ة غادرت مقاعد الدراسة من التأهيلي ، دون سابق خلفية تكوينية تذكر .

 

نظرة في بنية هذا الجنس من التعليم

 

       تحاشيا لكل إغراق في التفاصيل والتوصيفات الأكاديمية ، سنكتفي ؛ في هذه الورقة ؛ بالمؤشرات الرئيسة التي تطبع بنية هذا التعليم ؛ في ظروفه الراهنة ؛ وسنركز بالخصوص على " ظاهرة التعليم الخصوصي ؛ باعتبارها الرغبة الملحة لكل الأسر المغربية أمام الوضعية الكارثية التي يشهدها التعليم العمومي .

على المستوى القانوني ؛ فهناك مذكرات وزارية منظمة لمجموعة من الوظائف والمهام الواجب الاضطلاع بها ، وهي كلها خاضعة للقانون 00/06 . منها النظام الداخلي ، تنظيم التسيير ، وواجبات ورسوم التمدرس ( المرسوم رقم 200854 ) الصادر بتاريخ 17/09/2001 ، والقانون 99/06 المتعلق (بحرية الأسعار) ، والمراقبة ، والمؤسسات غير المباشرة .

 

ملاحظات حول مذكرات وزارية تنظيمية

 

       يلاحظ من خلال جملة من المذكرات الوزارية ؛ وعلى رأسها المذكرة المنظمة لواجبات ورسوم التمدرس وجود محاباة تستهدف استنزاف القدرات المالية للأسر المغربية ؛ التي ينتظم أبناؤها داخل هذه المؤسسات التعليمية ، فمنطوق المذكرة وتواطؤها واضح حينما تنص على أن " واجبات ورسوم التمدرس تخضع لحرية الأسعار والمنافسة " ، وهو من جملة المرتكزات التي تعتمدها إدارة التعليم الخصوصي في استخلاص الرسوم ، وبكيفية ؛ فيها إجحاف وضرب للقدرات المالية المحدودة التي تنتمي إليها جل الأسر المغربية . كما نعثر ؛ من بين الوثائق المؤطرة لهذه المؤسسات ؛ وجود دورية تجيز الساعات الإضافية وتفتح شهية العاملين بالتعليم العمومي لاستقطاب تلاميذهم ، وإخضاعهم إلى الأمر الواقع بابتزازات صارت مكشوفة لدى الرأي العام .

 

رسوم التمدرس تجاوزت كل الحدود

 

       بالأمس القريب ، كانت هذه الرسوم ؛ في متوسطها ؛ لا تتجاوز 300,00 درهم/ش ، بعض المؤسسات ترفعها بإضافة النقل المدرسي إلى أكثر من 2000,00 درهم ، هذا إذا استثنينا اللوازم المدرسية التي تحددها بعض المؤسسات مع بداية كل دخول مدرسي ، تصل أحيانا بين 5000,00 و 6000,00 درهم .. في مدارس خاصة بكل من الدار البيضاء والرباط خاصة . فكيف بحالات أسر لكل منها 3 إلى 4 أطفال مسجلين بالتعليم الخصوصي ؟! .. إنها لعبثية غير مسبوقة .

      وحتى بعض المؤسسات ؛ وما أكثرها ؛ لا تصرح بالضبط بأعداد التلاميذ المسجلين ، احتيالا منها على التملص من أداء الضرائب ، وحيازتها لبعض مبالغ التأمين دون البطاقات الثبوتية ، بل هناك من مؤسسات رياض الأطفال  ما تفرض علاوات إضافية كإجراءات زجرية في حق كل أسرة تخلفت عن موعد استلام إبنها/إبنتها مساء ، تتجاوز 50,00 درهم عن كل ساعة تأخير !

 

دور جمعيات آباء وأولياء التلاميذ

 

      رغم أن التشريعات المدرسية توصي بإنشاء مثل هذه الجمعيات بغية خلق جسور تعاون وتنسيق بينها وبين أسر التلاميذ وتمدرس أبنائهم ، إلا أن دورها يظل خافتا مقتصرا على تطارح قضايا عرضية لا تمت بصلة إلى الفعل التربوي ، أو النشاط البيداغوجي لأبنائهم ... بل إن هناك مؤسسات ؛ وتحاشيا منها للوقوع في احتكاك مع الآباء والأمهات ؛ تحرص على استدعائهم فرادى ، وخلف الكواليس أو تجد هذه الجمعيات أمامها حظرا بالتدخل في " شؤون المؤسسة " مما تتخذ منه بعض " الإدارات التربوية " ذريعة في حل هذه الجمعيات ، أو تجميد أنشطتها .

 

التملص من أداء الضرائب

 

       قطاع التعليم الخصوصي تتقاسمه عدة قطاعات وزارية كالمالية ، والنقل والتجهيز والتربية الوطنية . ولعل أكبر ملف قضائي ما زال عالقا حتى الآن . هو تملص العدد الأكبر من مؤسسات التعليم الخصوصي من أداء ما تجمع بذمتها من استحقاقات رسوم ضرائبية تصل عشرات المليارات من الدراهم ! ... هذا الملف لم يبارح مكانه ؛ تتقاذفه عدة أطراف ذات صلة بموارد التعليم الخصوصي ، أو جهات نافذة في مركز القرار تتعلل دوما بأسباب تقنية واهية .

 

على مستوى الأداء التربوي

 

       ولما كان الهدف الرئيس الذي تضعه معظم هذه المؤسسات التعليمية ؛ إن لم نقل كلها ؛ نصب أعينها هو " النجاح الكلي " لتلاميذها ، وتمكينهم من الانتقال إلى الصفوف الدراسية الموالية .. عمدت إلى تسطير منهاج دراسي على مقاسها ، وليس ضروريا أن يكون مواليا للتعليم العمومي ؛ كأن تقتصر على " المواد الأساسية " كاللغات والرياضيات .. مع تهميش أو تقليص حصص مواد أخرى أو تقصيها بالمرة من مناهجها . وهناك من هذه المؤسسات التي لا تمت بصلة إلى المناهج الرسمية التي تتبناها وزارة التربية الوطنية .

هذا " التكوين الانتقائي " خلق ثغرة في معارف ومهارات التلميذ ؛  لا يستشعرها إلا إذا انتقل إلى السلك التأهيلي أو انتهى  إلى  البكالوريا ، فيجد صعوبة معقدة لمسايرة المستوى العام .

 

المراقبة الصحية بمؤسسات التعليم الخصوصي 

 

      تجدر الإشارة إلى أن الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين توصي بإجراء مراقبة دورية لصحة التلاميذ بهذه المؤسسات ، إلا أن بعضها تتلكأ أو ترفض إجراء هذه الفحوصات ، حتى لا تكون  مجبرة على أداء تعويضات الأطباء على حصص الفحوصات التي يجرونها داخل هذه المؤسسات .   

 

الأمم المتحدة  تنبهه المغرب ! 

 

       طالبت لجنة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بالأمم المتحدة الحكومة المغربية بالوفاء بالتزاماتها فيما يتعلق بالحد من اللامساواة في ولوج الأطفال إلى المدرسة ، وذلك بعد أن دقت جمعيات مغربية ناقوس الخطر إثر إغلاق 181 مؤسسة تعليمية عمومية بالمغرب ما بين 2014 و 2015 .

 


عدد التعليقات (9 تعليق)

1

Rachid

Exageration

Des ecoles a casablanca obligent les parents de payer les frais en espèce et refusent le réglement par cheque .

2016/09/12 - 05:00
2

مصطغى

الفوصى

بما ان الدولة تقتطع 100/40 كضريبة وادا أضفناtva تصبح تقريبا100/50 على الدولة ان توفر تعليما عموميا جيدا.ﻻللتعليم الخصوصي

2016/09/12 - 05:49
3

حميدات سعيد

التعليم التجاري الخصوصي

التعليم التجاري الخصوصي هو دولة قوية داخل دولة ضعيفة يفرض ارادته في التسيب والفوضى ونهب جيوب المواطنين بدون حسيب ولا رقيب في ضَل التواطؤ الرهيب لتدمير التعليم العمومي .فالتاريخ لا يرحم

2016/09/12 - 06:37
4

oujdi

التعليم الخصوصي

التعليم الخصوصي تحول الى استثمار تجاري يستنزف دم المواطنين دون شفقة نتيجة سياسة تدميرية للتعليم العمومي الذي يعتبر من ابسط حقوق الطفل .يعلم الله كيف يكون مصير هاته الاجيال القادمة

2016/09/12 - 07:04
5

محمد جميل

الحيرة

لعل السبب الرئيسي في إنشاء التعليم الخاص هو أن يحضى أبناء البورجوازية بالمناصب وحشر أبناء البروليتاريا في حاويات التعليم العمومي لينتقوا منهم حرفيو التكوين المهني.

2016/09/13 - 02:25
6

الحاج مول المكتبة

تدخل

يجب على الدولة التدخل السريع لوقف هده الظاهرة الخطيرة في نقص المؤسسات العمومية وبيعها إلى المنعش العقاريين حيث أن الكل أصبح يتجه إلى الخصوصي وما أدراك ما الخصوصي .لدي آباء استفسر عن السعر الشهري المدرسي لأبنائهم حيث تتراوح بين 2000 درهم و 3000درهم إلى أين ؟

2016/09/13 - 05:30
7

نادية

ناقوس الخطر

انظروا الى حقيقة المدارس الحرة من الجهة الصحيحة . تخيلوا معي اغلاق جميع المدارس الخصوصية كم ةبيت سيقفل كم اسرة ستصبح بدون راتب ..

2017/02/28 - 06:47
8

Citoyen

إتقوا الله

التعليم الخصوصي مقاولة و مراقبة من الوزارات الوصية . و يبقى الإنضمام إليها إختيار ليس مفروض فالرجاء من أصحاب التعليقات السلبية أخذ أبنائهم للمدرسة العمومية و السلام

2017/03/12 - 03:58
9

عبد ربه

النقل المدرسي

ان النقل المدرسي ببعض الموسسات التعليمية الحرة تبقى كارثية وذلك ناتج عن كثرة الا كتضاض في هذه ال حافلات

2017/11/28 - 01:56
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات