برشيد : مصطفى عفيف
أسفر تعميق البحث في ملف الأناناس الفاسد، الذي تم ضبطه ببلدية أولاد عبو بإقليم برشيد يوم الجمعة الأخير، على جر أسماء مسؤولين إلى مساطر التحقيق والاستماع، على رأسهم توجيه استدعاءين للمثول أمام المحققين، لكل من رئيسة قسم المحافظة على الصحة بميناء طنجة المتوسط ورئيس قسم مراقبة الجودة بالميناء نفسه، فضلا عن مالك الشحنة الذي ينحدر من أغادير، إضافة إلى المسؤول عن الشركة التي تكلفت باستيراد شحنة من الأناناس من دولة غينيا تصل إلى 16 طن و 800 كيلوغرام، علما أن مساطر البحث اسفرت عن اعتقال سائق الشاحنة الذي تكلف بنقلها إلى العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء، حيث تم ضبط 8 طن من الأناناس الفاسد بمحل للتبريد بسوق الجملة بالمدينة نفسها، ما اضطر صاحبه إلى ألفرار والاختفاء عن الأنظار.
وكانت عناصر من المركز القضائي للدرك الملكي سرية برشيد، انتقلت بتعليمات من النيابة العمة لدى المحكمة الابتدائية ببرشيد، إلى سوق الجملة بالدار البيضاء ، حيث تم ضبط 8 طن من الأناناس الفاسد، ما اضطر صاحب محل التبريد إلى الفرار، بينما ظل المسؤول عن منح رخص دخول وخروج السلعه بالسوق مختفي عن الانضار، بعد أن بلغه نبأ حلول المحققين بالسوق نفسه.
وتبين من خلال تحليلا مخبريا أجريت على عينة من الأناناس الفاسد، أتبث أن تاريخ انتهاء صلاحيته يعود إلى تاريخ 01/01/2011، بينما علقت وريقات على كمية الأناناس الفاسد، تحمل تاريخا للتمويه بانتهاء تاريخ صلاحية استهلاكه إلى 09/04/2012، وكشفت المصادر أن المشرفين على البيع، كانوا يعمدون إلى غسيل الفاكهة الفاسدة، باستعمال مادة "جافيل" وزيت الزيتون "زيت العود" والسكر، ليكتسب الأناناس لمعانا يوحي وكأنه جني للتو.
أن الأناناس بيع بكل، من الدار البيضاء، واللويزية وتمارة والرباط، وببرشيد حيث ضبط بمنطقة أولاد عبو، فضلا عن أن كمية مهمة منه وجهت للاستهلاك بمدينة أكادير، سيما أن مالك الشحنة الأصلي ينحدر منها،
وكانت بداية الخيط كشفت باعتقال3 تجار زوال يوم الجمعة الأخير، بالسوق الأسبوعي الكائن ببلدية أولاد عبو التابعة ترابيا لإقليم برشيد، بعد أن ضبطت عناصر المركز الترابي للدرك الملكي كمية من فاكهة الأناناس الفاسد، كانوا يعملون على ترويجها بالسوق الأسبوعي نفسه لعموم المواطنين، بينما انتقلت عناصر الدرك إلى سوق الجملة بمدينة الدار البيضاء، حيث أوقفت تاجرا أو ابنه مع خادمه، يشتبه أنهم الموردون الرئيسيون للتجار الثلاثة لفاكهة الأناناس، ما يفتح الباب على مصراعيه لطرح علامات استفهام كبرى، حول كيفية دخول هاته الفواكه تراب المملكة، من كل من إفريقيا وآسبا، خاصة بسوق الجملة الذي يعد المورد الرئيسي لعموم التراب الوطني، وما هو دور سلطات المراقبة والافتحاص، سيما أن مصدرا من سوق الجملة نفسه، اكد على ان هذه الفواكه لا تؤدى عنها الرسوم الجبائية، كما أن السلطات تعلم بكونها تباع بأتمنة غير حقيقية لها.