محمد زعيم
لاشك أن الكثير والكثير من الشباب يرددون هذه الجملة في هذه الفترة الحساسة والمهمة في تاريخ المغرب، واحد منهم يريد التأكيد على ضرورة مواصلة الإصلاح، وآخرون منهم من يطبل له ومنهم من يرونه مجرد جسد عاجز عن تحقيق آمال الشعب وطموحاته.
بعد الإطلاع على كل البرامج الإنتخابية المهمة التي نشرتها الأحزاب السياسية الخمسة الكبرى في المغرب لم يظهر أي جديد بخصوص القضايا الكبرى في الوطن، التعليم، الصحة، الشغل، الكل يلمح إلى الحكامة الجيدة والمسؤولية والإصلاح لكن ما من حزب قادر على الذهاب بعيداً بهذه القضايا.
العدالة والتنمية خرجت إلينا من جديد، نفس الوجوه، نفس السيناريو، كبيرهم يقول المشكل ليس مني وإنما من التماسيح والعفاريت، أتيت إلى قبة البرلمان من الشعب وإلى الشعب، صحيح أتى بعد أن كانت صرخاته وصلت إلى الكل عبر المعارضة وإبان احتجاجات حركة عشرين فبراير، صرخ بلسان الشعب وينادي أيضا بمطالب الشعب، صوّت عليه الشعب وانتصر.. إنتصر حزب العدالة والتنمية وتغير لونه كالحرباء، لم يعد يهتم للمطالب التي كان يرفعها إبان الحراك الشعبي ولا الإنتقادات التي كان يتبجح بها في قبة البرلمان، تغير وجه بن كيران.. سيارة جديدة.. بيت جديد.. وربطة عنق جديدة،أصبح مجرد أداة لتمرير مجموعة من القوانين كقانون التقاعد والإضراب وتأجيل الحسم في قضية اللغة الأمازيغية ودسترتها في كل المجالات وترك هذا الملف جانباً لتحقيق أهداف أخرى لا يعلمها إلا القصر.
الأصالة والمعاصرة الحزب الذي أسسه الهمّة سنة 2008 والذي يسميه الكل حزب القصر، أسس كي يكون مستقبل المغرب، أمينه العام الان هو إلياس العماري الوجه المعروف والرجل الثالث في المغرب بخرجاته المثيرة للجدل، تصاريح قوية تضرب في الحزب الحاكم، وبرنامج إنتخابي يحمل التغيير الذي يحلم به المغاربة كما يقول صاحبه، وعد المغربة بالتغيير في مائة يوم الأولى مع إعادة النظر في أنظمة التقاعد، التشغيل، التعليم، الصحة، هكذا يقول إلياس الذي يرى نفسه الورقة الرابحة للمغاربة.
أما صديق الكل الذي أصبح حزبه في خبر كان بعد أن كان يقود المغرب في فترات حساسة جدا ويعتبر الحزب الأقدم في المغرب، حزب الإستقلال الذي يتزعمه للمرة الأولى زعيم من خارج فاس السيكليس والخياط حميد شباط، ينحدر هذا الأخير من مدينة تازة واستطاع الوصول إلى رأس الحزب بعد مسيرة طويلة في السياسة.
يمكن اعتبار حميد هذا وبن عبد الله وإدريس لشكر وصلاح الدين مزوار الأوراق الرابحة للعماري وبن كيران في الإستحقاقات المقبلة،حيث أن فوزها بالمرتبة الأولى أمر مستبعد جداً.
إدريس لشكر لم يقنع المغاربة بخرجاته الخجولة والرفيق بن عبد الله طرد من مائدة الدولة بعد تصريحاته القوية والشجاعة ضد اليد اليمنى للملك فؤاد عالي الهمة، أما صلاح الدين مزوار فوجهه معروف لدى الكل بعد فضيحة الدوحة وانتكاساته في الديبلوماسية الخارجية، وأخيراً الخياط حميد الذي لم تنفعه تجربة حزبه في إقناع المغاربة وإقناع سكان فاس في الإنتخابات الجماعية الماضية حيث أطاح به إدريس الازمي من قيادة فاس.
عبد الإله بن كيران والحداثي إلياس العماري وجها لوجه في الإستحقاقات الإنتخابية المقبلة، أما الأحزاب الأخرى فهي تنتظر السابع من أكتوبر كي تقرر الجهة التي ستتحالف معها لتشكيل الحكومة التي ستقود المغرب.
ولأننا أبناء المغرب العميق، الجريح، المنسي، لابد أن نحلل الواقع السياسي في البلاد وكذا البرامج الإنتخابية التي قدمتها الأحزاب لنرى الجهة التي ستطير بنا إلى بر الأمان، تطير لأن السيول قد عادت بنا إلى العصور البدائية ولم تترك أبنائنا الطلاب من الإلتحاق بمدارسهم وجامعاتهم، ولأننا أبناء الوطن المنسي، فقد علمتنا الطبيعة القاسية، علمتنا الجبال الشامخة، علمتنا تلك المرأة الشجاعة التي وقفت فوق ألبان أن التغيير لن يأتي عبر صناديق الإقتراع ، علمتنا أن طريق التغيير طويل ولابد أن نستمر في النضال والصراخ والتضحية.
أنت تعلم....إذن لا تسمح لهم..