«عفاك آولدي شوف واش كاينة الحاجة في دارها». طلب لم يتأخر الشاب «رشيد» في القيام به عن طيب خاطر، بعد أن استعطفته بعض النسوة للاستفسار عن قريبتهن القاطنة بإحدى العمارات السكنية بدرب السادني بمقاطعة الفداء.
لم يستغرق الأمر إلا لحظات عاد معها الشاب وهو يحمل لهن خيبة أمل بعدما كلت يداه من طرق باب شقة الحاجة .. «راه يمكن ماكاين حد في الدار».
غياب المرأة المسنة عن بيتها وهي التي ضربت موعدا معهم زوال أول أمس الخميس، جعل النسوة يشرعن في طرق باب الشقة، وبعد مكالمات هاتفية لم تأت بجديد، اضطرن في الأخير إلى إخبار عناصر الشرطة بعد أن ساورتهن الشكوك.
كانت عقارب الساعة تشير إلى الثانية والنصف زوالا، حينما دلفت سيارة الشرطة إلى الزنقة 2 بدرب السادني، وترجل منها ضابط الشرطة ومرافقوه وتوجهوا نحو باب الشقة الذي تم كسره بعد عدم استجابة قاطني الشقة لطرقات رجال الأمن. ليقف الجميع مذعورين أمام الجريمة البشعة، ويتعالى بعدها صراخ وعويل النسوة اللائي حضرن لملاقاة قريبتهن التي وجدت جثة هامدة وسط بركة من الدماء إلى جانب جثة زوجة ابنها التي كانت ملقاة على سريرالنوم ووسادة فوق رأسها.
جريمتا القتل جعلتا عناصر فرقة الشرطة العلمية والتقنية تحل على عجل لمعاينة مسرح الجريمة، ورفع بصمات الجاني الحقيقي، في الوقت الذي باشرت فيه عناصر الشرطة القضائية لأمن الفداء – مرس السلطان تحرياتها بالاستماع إلى شهادة الجيران.
وحسب التصريحات التي استقتها «الأحداث المغربية» من محيط مسرح الجريمة، فقد سارت كلها في اتجاه تحميل ابن القتيلة مسؤولية الحادث المأساوي، خاصة وأنه كان آخر شخص غادر شقة والدته في حدود الساعة الثانية عشر زوالا إلى وجهة غير معلومة، بعد أن أحكم إغلاق الشقة بالمفاتيح، وإقفال هاتفه المحمول، وعجزت عناصر الأمن عن تحديد مكانه. وأفادت مصادر مقربة من أسرة القتيلتين، أن الابن المشتبه فيه، يعمل نجارا، وفي بداية عقده الرابع، وكان خلال الشهور الأخيرة يعيش حالة من الانطواء والانعزال عن محيطه الاجتماعي.
الدارالبيضاء - سعد داليا