كانت واجهة الباب الرئيسي لمحكمة الاستئناف بمراكش صباح الثلاثاء 15 ماي الجاري مع وقفة احتجاج وتضامن حاشدة مع الأستاذة التي تعمل بمجموعة مدارس الرباط التابعة لإقليم شيشاوة خديجة الشايب الضحية التي فقدت عينها إثر اعتداء مباغت بحجارة من طرف الجاني كان من نتائجه فقأ العين اليسرى. المصدر: العلم
الوقفة المذكورة تزامنت مع انعقاد ثاني جلسات هذه القضية المعروضة على أنظار غرفة جنايات استئنافية مراكش، وتم خلالها تسجيل مشاركة وازنة لأعداد هامة من الأطر التربوية من رجال ونساء التعليم المنتسبين لخمس نقابات بأقاليم جهة مراكش[ الجامعة الحرة للتعليم والنقابتين الوطنيتين للتعليم و الجامعتين الوطنيتين لموظفي التعليم] ،وأيضا حضور جمعيات من المجتمع المدني وفي مقدمتها جمعية وداد للمرأة والطفل بمراكش وجمعية المبادرة النسوية بالشماعية.
ورفع المشاركون لافتات كما رددوا شعارات، خلال أزيد من ساعتين ونصف، تستنكر الاعتداء السافر الذي تعرضت له الأستاذة المعتدى عليها، وتندد أيضا بمختلف أوجه الاعتداء والعنف التي تطال نساء ورجال التعليم وبخاصة بالعالم القروي حيث تسجيل غياب كل مظاهر الأمن.
وطالب المحتجون في هذا الإطار المسؤولين بتفعيل القانون ومسطرة المتابعة في حق الجناة الذين يستهترون بحرمات المؤسسات التعليمية وموظفيها في ظل غياب الأمن الذي كان من نتائجه تكرار اعتداءات بإقليم الحوز طالت مكونات أسرة التعليم.
الأستاذة الضحية حضرت أطوار المحاكمة ،وهي في حالة نفسية وصحية صعبة حيث كان استقبالها بموجة هتافات حماسية ردد خلالها الجميع :كلنا خديجة الشايب ،لترجمة رسالة مفادها أن الأسرة التعليمية موحدة وصامدة ضد كل من أراد النيل من كرامتها.
وفي ظل أجواء أمنية مكثفة ملحوظة بمحيط المحكمة وإجراءات مشددة للتحقق من هوية الحاضرين إلى المحكمة والراغبين الدخول إلى قاعة الجلسات التي غصت بأعداد هامة من المواطنين وعناصر من أسرة التعليم ، انطلقت أطوار المحاكمة بحضور الشاب الجاني وهو في حالة اعتقال حيث يتابع في ملف جنائي تحت عدد 293 / 2012 بصك اتهام مرتبط بالضرب والجرح المؤدي إلى عاهة مستديمة .
وتقدم في مستهل الجلسة دفاع الضحية والمتهم على حد سواء بملتمس لمنحهما مهلة لإعداد الدفاع، وهو المطلب الذي استجابت له الهيئة لتقرر بداية مناقشة حيثيات هذه النازلة في تاريخ 22 ماي الجاري.
إلى ذلك أوضح والد الضحية السيد عبدالقادر الشايب في تصريح خص به جريدة العلم أن مصدر النزاع وهذا الاعتداء الذي طال ابنته خديجة كان من طرف والد المتهم الجاني حيث اعترض سبيلها وتحرش بها في أكثر من مرة.وبعد أن رفضت الأستاذة بقوة الاستجابة والرعون لنزوته ومطلبه ثارت ثائرته خلال هذا اليوم بالقرب من المدرسة التي تزاول بها مهمتها، لينهال عليها بوابل من الشتم والقدف ويقدم بعد ذلك على صفعها بقوة لتجد نفسها ساقطة بحافة الوادي المجاور للمؤسسة .
وأضاف بأن ابنته وهي تسترجع قواها وتنهض في محاولة للابتعاد حضر أحد أبناء المعتدي، والبالغ من العمر 24 سنة، ليرشقها بحجر أصاب مباشرة وجهها ليحدث ضررا بليغا على مستوى عينها اليسرى التي تم فقأها جراء ذلك.
وتساءل عن السبب الداعي لاستبعاد وعدم متابعة والد الجاني في هذه النازلة على الرغم من كونه المتسبب في الحادث ،وقيامه ،في مقام أول، باعتراض ابنته والتحرش بها في أكثر من مناسبة حيث شيوع سيرته السيئة بهذا الخصوص في أوساط المنطقة.
وطالب أخيرا بتحقيق العدالة ومتابعة المتورطين والمتسببين في الحادث وإنزال أقصى العقوبة بهم، وإنصافه وابنته في هذا الحادث الذي كان له أثره المعنوي والنفسي السيئ وبالدرجة الأولى على ابنته وعلى باقي أفراد الأسرة.
وتوجه بالشكر الكبير لكل الجهات التي ساندت ووقفت إلى جانبهم لإظهار الحق وإبطال الباطل وحفظ كرامة المواطن.
أحمد
أخرج من جحرك أيها الجرذ