أخبارنا المغربية عبد الله الريسوني اختار عمر القادوري نجم كرة القدم المغربية الصاعد البلجيكي المولد المغربي الأصل أن يربط مستقبله الكروي مع المنتخب الوطني المغربي بدل منتخب بلده الإقامة بلجيكا. يبلغ القادوري 21 عاما ويعد صانع ألعاب نادي بريشيا الأول . ولد عمر مدينة لييج البلجيكية إذ أنه نشأ وتكون في بلجيكا ، يحمل الجنسيتين البلجيكية والمغربية، يحق اختيار حمل القميص الوطني المغربي أو البلجيكي. وكان قد انضم للمنتخب البلجيكي للشباب و أقل من 21 سنة، إلا أن تعلقه بحب بلده الأصلي جعله يقرر بالانضمام إلى المنتخب المغربي. ويبقى السبب الأول يرجع أساسا إلى الآفاق المستقبلية التي يفتحها الانضمام إلى صفوف الكبار، فضلا عن المغريات المادية وعيون تجار "بورصة" اللاعبين التي تقتنص المواهب من ميادين البطولات الكبرى. بالإضافة إلى كل هذا، يعتقد البعض الآخر أن "الضغط" الممارس عادة من طرف الآباء والأقارب تدفع ببعض اللاعبين المغاربة الأصل والمزدادون في الدول الأوربية إلى اختيار اللعب لمنتخب بلد ’الأجداد‘ حتى ولو كان المقابل المادي لا يضاهى بما يمكن الحصول عليه مع المنتخبات الأوربية التي تعطيهم مبالغ خيالية.
ردود فعل
أعرب مدرب المنتخب المغربي الأول إيريك غيريس ومدرب المنتخب الاولمبي فيربيك عن سعادتهم لقرار عمر القادوري الذي ينتظر فقط الضوء الأخضر من الاتحاد الدولي "فيفا" من أجل الانضمام إلى المنتخب المغربي الأول أو المنتخب الاولمبي المشارك في الألعاب الاولمبية بلندن حيث صرح غيريس " بكل تأكيد عمر اختار نداء القلب، ونظرا لموهبته الهائلة فنحن جد سعداء باختياره اللعب للمنتخب المغربي وبلده تنتظر منه الشيء الكثير".
حصل عمر على لقب أفضل المواهب الصاعدة في الدوري الايطالي القسم الثاني وهو حاليا ينافس على أحسن لاعب في البطولة الايطالية "لسيرا بي"، ويتوفر على مهارات غير عادية، من حيث تحكمه في الكرة له فنيات خارقة للعادة ومهارات كبيرة أمام الشباك وفي ترجمة الفرص إلى أهداف. ولذلك لا عجب أن تضع يوفنتوس ونابولي عيونهما عليه. تبلغ قيمته في بورصة اللاعبين حاليا نحو أربعة ملايين يورو، ولكن سعره سيرتفع مع تزايد اهتمام الأندية الكبرى به.
الاختيار الأصعب
خلال السنوات الأخيرة وضع عدد من اللاعبين البلجيكيين من أصل مغربي أمام امتحان الاختيار؛ وهو امتحان صعب للغاية. ففي الوقت الذي اختار فيه ناصر الشاذلي والغناسي وقبلهما مروان فلايني حمل قميص المنتخب البلجيكي ، فضل مبارك بوصوفة والمهدي كرسيلا اللعب تحت ألوان المنتخب الوطني المغربي.
غير أن التجربة وتحقيق النجاحات تختلف بين لاعب وآخر، سواء تحت ألوان هذا المنتخب أو ذاك. فالغناسي الذي اختار المنتخب البلجيكي ، خاب مسعاه ولم يترك أثرا يذكر، إذ سرعان ما أزيح من المنتخب. وعلى العكس حقق مروان فلايني نتائج باهرة في صفوف المنتخب البلجكي وأصبح أداؤه كصانع ألعاب صلب يحظى بتقدير كبير. أما ناصر الشاذلي فما يزال يخطو بخطوات وئيدة فوق عشب البلجكيون ، ويتوقع أن يسجل اسمه بين الكبارفي الفترة المقبلة خصوصا وهو مازال شاب .
اختيار القلب
وفي المقابل، لمع اسم مبارك بوصوفة في سماء المنتخب الوطني المغربي وأصبح بطلا بعدما أبان عن روح قتالية كبيرة في الأدوار التأهيلية لكأس الأمم الإفريقية، ولو أن النتائج خلال البطولة كانت مخيبة للآمال.ونفس الشيء بالنسبة لمهدي كرسيلا الذي لا تسعفه الإصابات وسيكون نجم فوق العادة في المستقبل القريب.
ويبقى سؤال جوهري الذي يطرحه المتتبعون للشأن الرياضي العالمي عن الدوافع والأسباب التي تدفع بلاعب ما إلى اختيار اللعب لمنتخب على حساب منتخب آخر.