صوصي علوي يتحدث ل"أخبارنا" عن صعود ترامب - تقارب المغرب وإيران بواسطة خليجية -عزلة البوليساريو وعرابتها الجزائر

وقفة احتجاجية ضد مدون دعا إلى بيع وجدة للجزائر

قبور تحت الماء.. الأمطار تغرق مقبرة الطويجين بسطات وتسبب في انهيار قبورها

احتجاحات بالحراريين بطنجة بسبب مسجد

شوارع باريس تكتسي اللون الأبيض استعدادا لاستقبال الشهر الأخير من السنة الميلادية

ضربة سـكين تنهي حـياة تلميذ بطنجة ومطالب بضرورة التدخل ومراقبة أبواب المدراس

كاتب مصري يكتب : كيف تخلص المغاربة من " عقدة الخواجة " ؟

كاتب مصري يكتب : كيف  تخلص المغاربة من  " عقدة الخواجة " ؟

أخبارنا المغربية

أخبارنا المغربية : * محمد بركة من بروكسل   

"عقدة الاجنبي" أو " عقدة الخواجة " وفق التعبير المصري الشهير ، يقصد به إحساس خفي  بالدونية يتملك أبناء المشرق العربي تاريخياً في تعاملهم مع كل ما هو غربي . نتكالب على منتجات الآخر الأوربي  . نتعاطى ثقافته و فنونه و آدابه .نقف ببابه ، نتمسح به ، لعل يرضى و يمنحنا بركته و يتفضل علينا بشيء من ملامح هويته . هو المتفوق ، المتقدم ، و نحن مستعمراته السابقة التي تحن إلى الزمن التبعية للرجل الأبيض صاحب القبعة و الوصفة السحرية للنهضة الشاملة . 

     هذه العقدة النفسية تكشف عن نفسها ببساطة حين تجد أحدهم يشير بزهو إلى بضاعته باعتبارها مستوردة من " بلاد بره " . و إذا أراد أحد ما أن يفحمك في جدال قال لك و كأنه يسدد لك الضربة القاضية : ألا تعرف أنهم في أوروبا و الدول المتقدمة يفعلون ذلك ؟ لم تعد المشكلة تقتصر إذن على  النخبة الثقافية  التي تتبنى مغمضة العينين كل ما تقذف به  الشواطئ الأوربية و إنما امتدت إلى  رجل الشارع .يبدأ قوس التبعية  بالموضة و الأزياء و الديكور ولا ينتهي عند  خطط الإصلاح الاقتصادي.


    في بروكسل التي حللت بها موفداً من صحيفة الأهرام المصرية ، رأيت نموذجا مختلفاً في تعامل العربي المسلم الحديث مع الآخر يكتب حروفه المضيئة أبناء الجالية المغربية . ترى المرأة المغربية تجمع بين الأناقة و الاحتشام . لغتها الفرنسية حاضرة و مخزون التعامل الراقي لا ينفد . هويتها كمسلمة ترتدي الحجاب لم تعقها عن الاندماج الخلاق مع بيئتها المحيطة . تقلدت الوظائف العامة بكفاءة و تحظى باحترام فائق من نظيرتها الأوربية البلجيكية في المترو و الباص و السوبر ماركت .


     الرجل المغربي هو الآخر اختار البيزنس و التجارة كواحدة من مجالات العمل المفضلة لديه في العاصمة البلجيكية . يتعامل بتواضع دون دونية ، بحسم  دون قسوة ، بتهذيب دون ضعف . لم أر في النموذج المغربي إذن هذا " الانبهار " الشديد الذي اعتدنا رؤيته من إخوتنا المشرقيين تجاه كل ما هو أوربي . لم أر أيضا حالة من الاستعلاء على الغربيين للتدليل على أن صاحبها ليس لديه  " عقدة نقص " . رأيت المغاربة يتعاملون براحة و هدوء و ندية . الآخر الأوربي مثل أي آخر له ما له و عليه ما عليه ، بعيوبه و مزاياه ، بانجازاته الكبرى و إخفاقاته العظمية .

 

*محمد بركة
- المراسل المعتمد لصحيفة "الأهرام" لدى الاتحاد الأوربي و حلف الناتو
- عضو اتحاد الكتاب المصريين
- كتب مقالات أسبوعية بأبرز الصحف و المواقع المصرية لا سيما  الأهرام   اليوم السابع  و  بوابة الأهرام




عدد التعليقات (3 تعليق)

1

حميدات سعيد

عقدة الأجنبي

على العكس صارت عقدة الأجنبي اكثر عمقا وتكريسا لكن فقط في الطبقة المسيطرة ولوبي الفرنس المسيطر على الثقافة واللغة والاقتصاد والسياسة والإعلام فاصبح كل ما هو اجنبي او فرنسي على الخصوص هو الساءد وفِي كل القطاعات لان من بيدهم الامر خضوعهم للاجنبي القوي مصدر سيطرتهم واستفادتهم من منافع البلد وتبقى غالبية الشعب حرة من اية عقدة لكن بدون تأثير لان ليس بيدها شيءا

2017/01/02 - 01:57
2

الحسين

عقدة اﻷجنبي

في الحقيقة المغاربة ﻻ زالواا لم يتخلصوا من عقدة تفوق كل ما هو أجنبي.

2017/01/03 - 01:27
3

ايمن

بل مازالت بوصلتنا تتاثر دائما بالاجنبي

رغم الايجابيات التى سقتها يا صديقي لكن اسمح لى اختلف معك واقول بل ان بوصلة حركتنا سواء كمشارقة لو مغاربة نحددها والاجنبي حاضر دائما فى مشاهدنا اما كمثال نحتذيه او كمعيار لا نتنازل عنه

2017/01/04 - 08:32
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات