عليوة يعترف بصعوبة الاختبار: ووهان الصيني خصم قوي ولدينا ما يكفي لمجابهته

الرباح: الجيش الملكي فريق متطور ونستحق نتيجة إيجابية أمام ووهان الصيني

تلاوة الفاتحة ترحّمًا على ضحايا انهيار عمارتين بفاس خلال لقاء الأحرار بجهة الشرق

على أنغام الركادة.. استقبال حار لأخنوش بمحطة مسار إنجازات الأحرار بجهة الشرق

بيرو: سيدنا هو المنارة ديالنا والحكومة عرفت كيف تبلور هذه الرؤية على أرض الواقع وقربت من المواطنين

أخنوش: حنا مجيناش نهضرو حنا جينا نخدمو الوطن والمواطنين والرؤية ديل سيدنا الله انصرو كتعطينا القوة

دول الحصار أمام .. الجدار !

دول الحصار أمام .. الجدار !

الصادق بنعلال

 

دول الحصار أمام .. الجدار !

1 -  مرة أخرى يثبت العرب و بأداء سياسي بالغ النصاعة ، أنهم خارج سياق المنافسة الدولية في المعارك الأممية الهادفة إلى بلورة منجزات حضارية ديمقراطية رفيعة ، مرة أخرى يبرهنون على قدراتهم الفائقة في تدمير الذات ، و استعدادهم الفريد  للتضحية " بوجودهم " ، و تأهبهم لإشعال نار الفتنة الداخلية ، و إلحاق الدمار بكياناتهم المخجلة .. لم تكتف بعض " الدول " العربية بالوقوف في وجه الثورات الساعية إلى إسقاط الفساد و الاستبداد السياسيين ، و إجهاض أحلام الأمة العربية في الحرية     و الكرامة و العدالة ، بل إنها انتقلت و بسرعة نهائية إلى مرحلة أكثر خطورة تجلت تحديدا في السعي إلى محو كل معالم الإشراق و إطفاء كل المصابيح ( على قلتها ) ، التي بإمكانها أن تنير درب البناء الديمقراطي ، و القطع مع أنظمة البؤس و التحكم و الضياع .

2 -  و ما من شك في أن الجوار العربي يشهد ، و خاصة منذ العقود الثلاثة الأخيرة ، صراعا واضح المعالم بين أقطاب ذات مشاريع جيوستراتيجية مفصلية : المشروع الإسرائيلي الاستعماري التوسعي  ، و المعادي للتطلعات العربية نحو الوحدة و التضامن و التقدم ، و المشروع الإيراني الساعي إلى حماية مصالحه بالقوة العسكرية و الاجتهاد العلمي و الإبداع الاقتصادي ، و المشروع التركي الفريد الذي استطاع أن يبرهن و بالملموس ، على أن الإسلام كديانة سماوية عظيمة لا يتعارض و القيم الحضارية و الإنسانية  الداعية  للسلام و البناء و الرقي  ، أما العرب فمشروعهم أو بالأحرى لا مشروعهم يتجلى في استرجاع المسلكيات " الجاهلية " البائدة و إهدار كرامة و أموال الشعب فيما لا يجدي . و لعل الحصار الحالي  الذي " فرضته " السعودية و الإمارات و مصر و البحرين على دولة قطر الشقيقة يمثل قمة الرعونة  و البلطجة ، لا لشيء إلا لفرض الوصاية عليها   و منعها من حقها في الاستقلال التاريخي ، بعيدا عن إملاءات غير مطابقة للأعراف و القوانين الدولية و العقل الراجح .

3 -    و إلقاء نظرة خاطفة على مطالب دول الحصار الثلاثة عشر،  و التي يفترض أن توافق عليها قطر دون نقاش ! يفضي بنا إلى استنتاج خلاصة جوهرية ، و هي أن كل هذه " المطالب " متهافتة جملة و تفصيلا ، و لا تستحق أدنى اهتمام  لأنها لا تقوم على أي أساس قانوني معترف به أمميا ، و إنما هي رغبات و أحلام " دول " تكن عداء دراماتييكا للديمقراطية كنظام سياسي حديث ينهض على مفهوم المؤسسات و الفصل بين السلطات و حرية الرأي و التعبير ، و تروم تدخلا سافرا في شون قطر الداخلية  و مسا معيبا  بسيادتها المقدسة ،  و يمكن اختزال كل هذه المطالب المستفزة في : " إعلان قطر عن قطع علاقاتها مع كافة التنظيمات الإرهابية  " ، و المقصود هنا حسب كل المراقبين المحايدين حركة حماس الفسلسطينية و جماعة الإخوان المسلمين ، و هما مظهران من مظاهر الإسلام السياسي المعتدل ، الذي نهج مسلك الإصلاح من داخل المؤسسات الرسمية في مناخ من المنافسة الحزبية الحرة و النزيهة .

4 -  و الحقيقة التي تبدو جلية لكل المعنيين بالشأن السياسي العربي و الدولي ، هي أن أنظمة الثورات المضادة ( مصر و السعودية و الإمارات ) مصرة على سرقة الحلم العربي بالديمقراطية و العيش الكريم  و إنهاء  صفقة القرن أي تصفية القضية الفلسطينية ، بعيدا عن أنظار الإعلام الحر المؤمن بالرأي       و الرأي الآخر ، و الحق في الاختلاف و التعددية ، من هنا الإلحاح الجنوني على إغلاق قناة الجزيرة كي لا يتعكر صفو فسادهم غير المحدود ، و مسلكهم السياسوي فاقد الصلاحية . مما يعني من جملة ما يعني أن دول الحصار مصطدمة لا محالة بالجدار، لأنها أصلا مطالبة دوليا هنا و الآن ، و من أرقى المنظمات العالمية و الجمعيات الأممية باحترام مبادئ حقوق الإنسان ، و القيم و المواثيق المتعارف عليه كونيا .


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات