سمير كرم
كلما تكلم عربي رسمي عما جرى أو ما يجري في تونس أو مصر أو ليبيا أو اليمن يقول : إن بلدي ليست تونس ولا مصر إن لنا خصوصية تمنع حدوث احتجاجات أو انتفاضة في بلدنا . هؤلاء المساكين الرسميين الذين يبعدون أوطانهم من انتقال العدوى إليهم ينسون أن قناة الجزيرة وغيرها من الوسائل الإعلامية الصهيونية هي التي تعرف أين تنقل العدوى وكيف تنقلها وبأي درجة تنقلها وأي سرعة ... لقد عانى الشعب الجزائري و لا يزال من طغيان العسكر الحاكم بتحالف مع الحركي من حفدة فرنسا إلا أن قناة الجزيرة لا تريد أن تهتم بمعاناتهم لأن تحالفا قطريا جزائريا صهيونيا مصممٌ العزم على تأبيد الوضع السياسي والاجتماعي للجزائريين حتى لا تنعتق الجزائر وتصبح خطرا على الصهاينة لأن الشعب الجزائري المغلول بقيود نظام جائر سيثور ثورة حقيقية ذات بعد استراتيجي ستأتي على حصون الصهيونية العالمية ، وستُحيي ثورة الشعب الجزائري الرؤيا العربية الإسلامية التي تشكل خطرا على الفكر الأمريكي/ الصهيوني / القطري الذي يعمل على ترسيخ الانبطاح للصهيونية العالمية ... إن ثورة الجزائريين إذا كُتب لها النجاح ستعطي للثورة العربية مصداقيتها الاستراتيجية على مدى الرقعة العربية كاملة ولن تكون ثورة تلفزيونية ، أو ثورة من أجل تغيير حاكم بآخر فقط ، إن أعداء العروبة والإسلام [ أمريكا وإسرائيل ومن ينفذ مخططاتهما ] يحاربون كل وسيلة ستساعد الجزائريين الأحرار على الثورة بل يتواطئون مع النظام الحاكم في الجزائر ويخططون لمنع أي محاولة لإنجاح ثورة الجزائريين في خضم هذا المد الثوري بين قوسين الذي يعم الدول العربية ، فهم يختارون أين يشعلون نار الثورة وهم قد أبعدوا الجزائر من خريطة الثورات القائمة في الدول العربية لأن نجاح ثورة الجزائريين ستأتي على أعداء العروبة والإسلام ، ولن تكون ثورة من أجل الماكدونالدز أو الهامبورجر أو ثورة النواعم كما يسميها البعض ....إن قناة الجزيرة لا يمكن أن تحرض على ثورة في الجزائر لأن حكام قطر متحالفون مع النظام الحاكم في الجزائر في حين أن الشعب الجزائري أولى من غيره بهذه الخدمة لو حسنت نية هذه القناة السفيهة . إن ما يثير هذه الأفكار والتساؤلات هو حالة الوضع العربي عامة ، ولو حاولنا ترتيب الدول العربية المحتاجة للثورة على وضعها ربما ستكون الجزائر على رأس هذه الدول ولو أن الحالة مزرية في كل الوطن العربي إلا أن في المصائب درجات ... إن الشعب الجزائري مقيد بسلسلتين : سلسلة الأجهزة القمعية المخابراتية للنظام الحاكم ، وسلسلة التواطؤ المقيت للقنوات الفضائية المؤثرة مع النظام الحاكم في الجزائر ... فالكل يعلم آلاف الهكتارات من المحميات التي يمرح فيها أمير قطر وأبناؤه في صحراء الجزائر لاصطياد ما يحلو لهم من طيور الحبارى والنعام البري وما إلى ذلك ، ذلك وغيره هو ثمن سكوت قناة الجزيرة عن معاناة الشعب الجزائري وتأبيده ، وذلك ما يفقد هذه القناة وأمثالها كل مصداقية أو شرف المهنية النبيل ....أين القرضاوي وأحمد منصور من مرتزقة هذه القناة الذين لهم حق اختيار البلد موضوع القهر والطغيان لينهالوا عليه بالويل والتبور وعظائم الأمور ...أليس الشعب الجزائري من الشعوب المقهورة التي تحتاج للدعم حتى تنعتق من ربقة الطغاة الجاثمين على صدره ؟؟؟!!!!