أخبارنا المغربية
أخبارنا المغربية : ياسر أروين
اجتمع يوم أمس الإثنين 7 ماي الجاري، ما يسمى "المكتب الدائم للأمانة الوطنية" للجبهة الإنفصالية، برئاسة "ابراهيم غالي".
وبشكل واضح، أقرت الجبهة المزعومة بحلمها، وعبرت عن استعدادها للتفاوض المباشر مع المغرب بدون شروط مسبقة وبحسن نية، في محاولة استباقية منها للتعاطي مع القرار الأخير لمجلس الأمن الدولي من جهة، ومن جهة أخرى للعب دور الضحية والكيان المنصاع لقرارات الشرعية الدولية، بناء على توصيات جزائرية بذلك.
وأضحى الإنفصاليون، تحت الضغط الكبير الذي سلطه عليهم المغرب سواء من الناحية الإستخباراتية(فضح تعاملهم مع حزب الله اللبناني كنموذج)، أو من الناحية الديبلوماسية(تفوق الطرح المغربي على المستوى الدولي)، يركزون بشكل كبير على التفاوض المباشر باعتباره مخرجا مشرفا لهم وهدفا استراتيجيا للجزائر، التي تحارب على جميع المستويات للهروب من تحملها مسؤولية ما يقع من توترات في المنطقة، وعدم إقحامها كطرف في ملف نزاع الصحراء المغربية المفتعل.
وبات خطاب "البوليساريو" قبيل صدور القرار 2414 وبعده، يخلو من المصطلحات والتهديدات العسكرية، واتخذ من اللغة الديبلوماسية أرضية له، وتحول مطلب الجبهة بالتدريج نحو مفاوضات مباشرة، كهدف يخدم مصالح عساكر الجزائر بالدرجة الأولى.
ومن خلال بيان صادر عن اجتماع يوم أمس المذكور وتحصل الموقع على نسخة منه، جددت "البوليساريو" استعدادها لـ"التعاون البناء"، والدخول في مفاوضات "مباشرة مع المملكة المغربية"، دون أن تفرض الجبهة أي شروط مسبقة لذلك.
ودعا الطرح الإنفصالي في اجتماعه، مجلس الأمن الدولي للضغط على المملكة المغربية، وذلك لإقناعها بضرورة الدخول في مفاوضات مباشرة مع "البوليساريو"، في مناورة لاستبعاد الجزائر من النقاش، في ظل تشبث المغرب وحلفائه بضرورة اعتبار النظام الجزائري الحاكم جزء لا يتجزأ من معادلة النزاع بالصحراء المغربية.
بالمقابل، وكما هي عادتها "المرضية" كالت الجبهة من خلال بيانها، جملة من الإتهامات الصبيانية والمتكررة للمغرب، حيث دخلت "البوليساريو" في حالة هذيان بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وتحولت جميع خطاباتها وبياناتها وتصريحاتها إلى تهم للدولة المغربية.
من جهة أخرى، لم يفوت بيان الجبهة الفرصة، ليعود مجددا لقطع المغرب علاقته مع إيران، معتبرا(البيان) المبررات التي ساقها المغرب في هذا الإطار "واهية".
تركيز "البوليساريو"، على ملف العلاقات الديبلوماسية المغربية/الإيرانية، من وجهة نظرنا ينطلق من منطلقين لا ثالث لهما، أولا دفاعا عن الجزائر التي تحولت إلى قاعدة خلفية لكل من أراد زعزعة استقرار المغرب وأمنه.
ثانيا، تورط الجبهة ومعها النظام الجزائري، في موضوع الدعم العسكري الذي أكد المغرب أن "حزب الله اللبناني" ذراع جمهورية إيران، يمده لـ"البوليساريو".
فمن غير المنطقي تركيز الجبهة بهذا الشكل الكبير على ملف علاقات بين دولتين مستقلتين، وتحملان مشروعين متناقضين، ولاية الفقيه بالنسبة لإيران وإمارة المؤمنين بالنسبة للمغرب، وصراع المشروعين داخل القارة الإفريقية...