عبد اللطيف مجدوب
ثقافة الفايسبوك Facebook
بالنظر إلى الحمولات المعرفية والتدفقات المعلوماتية التي تنفرد بها شبكات التواصل الاجتماعي ، يمكن القول بأن هذه الأخيرة أضحت تشكل ؛ وتبعا لدراسات ميدانية عديدة ؛ خطرا داهما على مواقفنا تجاه الواقع وقضاياه ، والتي تعج أحيانا بظواهر سوسيولوجية مثيرة ؛ معززة بأشرطة قصيرة حبلى بكثير من الرسائل ، تستهدف بالدرجة الأولى من خلال لغتها المواطن العامي ، بغض الطرف عن ثقافته ، وفي أحيان غير محدودة تتحول إلى مادة على ألسنة الجميع ، وكأن تياراتها ؛ من حيث الانسياب وقوة الدفع وتناقلها بين الأشخاص ؛ قادرة (الرسائل) أن تصل إلى أكبر عدد من الجماهير وفي زمن قياسي .
بالأمس ، تناقلت هذه الوسائل عزم بلدية أكادير إطلاق أسماء فلسطينية على شوارع المدينة ، لتثور ثائرة بعض التيارات الأمازيغية وتندد وتطالب الجهات الرسمية بتمزيغها بدلا تعريبها وفلسطنتها . لكن بالعودة إلى بلدية هذه المدينة وتحديدا إلى رئيسها ، أكد أن الأمر لا يعدو إفراد شارع فقط بتسمية فلسطينية ، تبعا لما أقره مجلسها في إحدى دوراته العادية . وفي هذا السياق يتبين مدى تضخيم وتزييف الأخبار أو فبركتها في حالات كثيرة إذا نحن عدنا للتحقق من مصادرها الأولى .
المدن الذكية وشوارعها
عديدة هي البلدان ومجتمعات المعرفة التي انخرطت في هيكلة مدنها وشوارعها وأحيائها ، وفق أنظمة معلوماتية دقيقة تجمع بين تسلسلات رقمية وأبجدية خاصة بكل مدينة على حدة ، وقابلة لاستحضارها عبر الأقمار الاصطناعية وشبكات نظام الموقع العالمي GPS (Global Position System)؛ وكمثال على هذه المنظومة جهة الدار البيضاء الكبرى < بمنطقة المعاريف < حي اللوازيس < زنقة كذا ... يمكن أن ترد على النمط التالي :
w.cao.z-mrif.h.lwa.r.12
كما بات في مكنة السكان القاطنين بإحدى هذه المدن الذكية الانخراط في قنوات التواصل بغرض الاستفادة من التعامل مع الأفراد والهيئات وتبادل المعلومات أو التوصل بكل جديد يهم المنخرط في العديد من شعب المعرفة والخدمات ؛ ثقافة ؛ رياضة ؛ سياحة ؛ تجارة ؛ تسوق ...