معاناة الحجاج المغاربة "المتخلى عنهم" بالديار المقدسة...ما الذي يفسر البطء الكبير في تحرك وزارة "التوفيق"؟

أخبارنا المغربية ـ محمد اسليم

كشفت الفيديوهات المتكررة المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي معاناة كبيرة لحجاج وحاجات مغاربة ومغربيات بموسم حج هذا العام، معاناة دارت في مجملها حول غياب بعثة الحج المغربية، مع ما رافق ذلك من غياب للتأطير والتوجيه، وضياع لحجاج وحاجات لساعات طوال بمنى وعرفات والمزدلفة… واضطرار الكثيرين للسير لمُدَدٍ يصعب تحملها في ظروف مناخية جد قاسية رغم اوضاعهم الصحية الحرجة احيانا…

حجاجنا اشتكوا من كل شيء، ضعف تأطير ادى ربما لإفساد مناسك، وخير دليل حديث العديد من الحجاج عن رميهم لـ21 جمرة بدل سبع، ايضا ظروف إقامة ومبيت بمنى وصور آذتنا صراحة كثيرا، خصوصا مبيت الحجاج والحاجات جنبا لجنب "بحال السردين"، وبجانب المراحيض والقمامة بشكل يسيء لآدميتهم ولمغربيتنا، إطعام من السوء بما كان بل ومبيت احيانا وكما جاء في شهادات متواترة للعديد منهم بدون عشاء بعد يوم طويل من الوقوف بعرفات، واسطول نقل وصفوه بالأدنى بين جميع الدول، يغيب حين يحضرون ويحضر حين يغيبون مع ما يرافق ذلك من اكتظاظ لدرجة شبهه البعض بالطوبيس… ما دفع العديدين للبحث عن نقل بأساليبهم الخاصة المتراوحة بين الدفع والإستجداء… اما الخدمات الصحية فممرضو واطباء البعثة فلا احد من الحجاج عرفهم اوصادفهم حتى… وكثيرون كانوا على شفا حفرة من الموت جراء الإختناقات داخل خيام ضمت اكثر من 160 حاجا وحاجة لولا مروءة وشهامة وتدخل زملائهم من الحجاج المغاربة.

حجاجنا وحاجاتنا من بني وبنات جلدتنا والذين دفع كل منهم بعد تسلف وتكلف كما نقول، ملايين السنتيمات التي لم يحصلوا في مقابلها على خدمات في المستوى ولربما لم يحصلوا على اي خدمة باستتناء النقل الجوي والإقامة بفنادق المدينة ومكة… وفي مقابل ذلك تحدث المساكين عن إلتزامات وقعوها سلفا بـ"ضريب الطم" بدعوى أن الاحتجاج "فتنة"، وكأن وزارة التوفيق على علم سلفا بما سيعانيه مواطنوها…

وبعد كل هذا وما رافقه من إنكار للوزارة، واجهه حجاجنا بفيديوهات مضادة ووجوه مكشوفة أنهكتها المعاناة، خرجت علينا وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية اول امس الجمعة ببيان "يتيم"، اكدت فيه عقد اجتماع طارئ بين البعثة المغربية للحج والمؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج الدول العربية بمقر هذه الأخيرة، استعرض خلاله الجانب المغربي الاختلالات التي عرفها موسم الحج لهذه السنة من حيث التغذية والسكن بمنى والنقل بعرفات، مبينة أن المؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج الدول العربية أبدت “تفهما كبيرا لما عانى منه الحجاج المغاربة سواء في منى أو عرفات أو مزدلفة”، مضيفة أن الجانبين “اتفقا على تحرير محضر مشترك لتحديد الجهات المسؤولة على هذه الاختلالات”... إذن بعد إهانة وتكرفيس، واختلالات ومعاناة إجتماع مع هيئة اهلية لا غير، وتفهم ولربما محضر والسلام عليكم.... بعد أن كنا ننتظر تحقيقات ووقوفا للحكومة على الوضع  واتخاذ اجراء ات في حق المسؤولين عما وقع.. وتعويض الحجاج المتضررين معنويا وماديا وهذا اقل ما يجب عمله...