أخبارنا المغربية
أخبارنا المغربية ـ محمد اسليم
خرجت التعيينات الحكومية الأخيرة لمديرين مركزيين بوزارة الصحة مفاجئة بل وصادمة للجميع، حيث اكدت بما لا يدع مجالا للشك أن المعايير والأولويات الواجب اعتمادها في مثل هذه العمليات، تنهار بسهولة أمام الأولويات الحزبية، وكشفت كذلك أن "خرجات" بنعبد الله ورفاقه بعد إلغاء وزارة أفيلال آتت أكلها وإن بعد حين، حيث جاءت لائحة مديري وزارة الصحة تقدمية إشتراكية بامتياز بل وبفضائحية أحيانا.
وهكذا أعادت اللائحة مديرا سابقا للادوية والصيدلة سبق عزله في 2001 لمنصبه من جديد، حيث رصدت حينها مفتشية وزارة الصحة العديد من الخروقات والاختلالات الإدارية والتجاوزات في عمل مديريته، إضافة لكون زوجته مساهمة في عدد من شركات الأدوية التي استفادت من أثمنة تفضيلية، وقد كانت النائبة البرلمانية، إبتسام مراس عن الفريق الاشتراكي، قد وجهت رسالة إلى رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، شهر يوليوز الماضي، تكشف من خلالها ما عرفته فترة ترؤس المدير الجديد القديم لمديرية الادوية والصيدلة، متحدثة عن شيكات ورحلات عطل وامتيازات وغيرها معترضة حينها على ترشح جمال توفيق للمنصب قبل أن تؤكد انها وجهت السؤال الى رئيس الحكومة “حرصا على تنزيل التوجيهات الملكية السامية التي أكد عليها في العديد من المناسبات، والمتعلقة بتعيين الرجل المناسب في المكان المناسب، وكذا على ضرورة توفر المترشحين لتحمل مسؤولية تدبير المرافق العمومية على عنصر النزاهة إلى جانب الكفاءة والمهنية، داعية العثماني إلى التحري والتدقيق في ملفات المقترحين لترؤس مديرية الأدوية”، إلا أن القائمين على الشأن الحكومي كان لهم رأي آخر، فأنس الدكالي اراد ان يرد الفضل لأستاذه ورئيسه في شعبة الكيمياء العلاجية بكلية الطب والصيدلة بالرباط.
التعيينات الأخرى بوزارة الصحة لم تكن بأحسن حال، إذ أنها بنيت على القرابة السياسية والحزبية قبل اي شيء آخر، فالدكالي عين عضو ديوانه رشيد الصديق الكاتب الاقليمي لحزبه بالصخيرات مديرا للموارد البشرية بوزارته، رغم محدودية قدراته في مجال تدبير الموارد البشرية، علما أن الوافد الجديد كان يعمل في وكالة التنمية الاجتماعية كمكلف بتدبير المشاريع التي يتم تمويلها لفائدة الجمعيات، ومكلف كذلك بمهمة في الوكالة الوطنية لانعاش التشغيل والكفاء ات…
التعيينات إتجهت كذلك صوب إرضاء أحد منافسي بنعبد الله على منصب الأمانة العامة، حيث احتفظ رشيد فكاك بكرسي رئاسة مؤسسة الحسن الثاني للنهوض بالأعمال الاجتماعية لفائدة العاملين بالقطاع الصحي.
تعيينات تدفعنا للتساؤل: هل ورط "البي بي إس" العثماني في تعيينات وزارة الصحة خصوصا وأن القطاع يعيش مشاكل وأزمات حقيقية دفعت الكثير من الناشطين بتغيير تسميته نحو "وزارة اللاصحة"؟ أم أن الأمر لا يخرج عن سياق كبير عنوانه "الولاء ات والتواطؤات" قبل أي شيء آخر؟
hmidz
je crois que ca y est