دورة ساخنة لجماعة طنجة وانتقادات حادة من المعارضة للرئيس الليموري

تفاصيل جديدة مثيرة في ملف "إسكوبار" الصحراء

قانون المسطرة المدنية يدفع المحامين للاعتصام باستئنافية البيضاء

الفيزازي: الهدنة في غزة مستبعدة لأسباب كثيرة

أخنوش يؤكد: سنقدم مساعدة مالية من 8 و14 مليون للمتضررين من الفيضانات

أخنوش: دعم 2500 درهم للأسر المتضررة سيمتد 5 أشهر إضافية

دعاوي السلاويين

دعاوي السلاويين

يبدو‮ ‬أن‮ ‬إلياس‮ ‬العماري،‮ ‬تابع‮ ‬فؤاد‮ ‬عالي‮ ‬الهمة‮ ‬وحامل‮ ‬مسدسه،‮ ‬مجازيا‮ ‬طبعا،‮ ‬لم‮ ‬يبق‮ ‬له‮ ‬سوى‮ ‬أن‮ ‬يذهب‮ ‬إلى‮ ‬فاس‮ ‬عند‮ ‬شباط‮ ‬الذي‮ ‬نعته‮ ‬بالشيطان‮ ‬المارد‮ ‬لكي‮ ‬يأخذه‮ ‬لزيارة‮ ‬ضريح‮ ‬مولاي‮ ‬إدريس‮ ‬للتبرك‮ ‬وطلب‮ ‬العفو‮ ‬من‮ ‬الاستقلاليين،‮ ‬بعدما‮ ‬تمسح‮ ‬بتلابيب‮ ‬جلابة‮ ‬عبد‮ ‬الإله‮ ‬بنكيران‮ ‬الذي‮ ‬سبق‮ ‬أن‮ ‬نعته‮ ‬بالسلكوط‮ ‬بعد‮ ‬أن‮ ‬طاف‮ ‬العماري‮ ‬بجرائد‮ ‬أصدقائه‮ ‬يروج‮ ‬أن‮ ‬بنكيران‮ ‬كان‮ ‬يخطط‮ ‬لاغتياله‮. ‬
ولنا‮ ‬أن‮ ‬نسأل‮ ‬إلياس‮ «‬الكيماوي‮»‬،‮ ‬نسبة‮ ‬إلى‮ ‬جمعية‮ ‬ضحايا‮ ‬الحرب‮ ‬الكيماوية‮ ‬في‮ ‬الريف‮ ‬التي‮ ‬بفضلها‮ ‬ترقى‮ ‬سلالم‮ «‬المجد‮»‬،‮ ‬كيف‮ ‬واتته‮ ‬الجرأة‮ ‬لكي‮ ‬يستضيف‮ ‬نفسه‮ ‬عند‮ ‬من‮ ‬كان‮ ‬يخطط‮ ‬لاغتياله؟‮ ‬ألم‮ ‬يخش‮ ‬على‮ ‬نفسه‮ ‬من‮ ‬أن‮ ‬يضع‮ ‬له‮ ‬بنكيران‮ ‬السم‮ ‬في‮ ‬الدسم‮ ‬ويخلص‮ ‬منه‮ ‬البلاد‮ ‬والعباد؟
واضح‮ ‬أن‮ ‬إلياس‮ ‬العماري‮ ‬ليس‮ ‬سوى‮ «‬رقاص‮» ‬يحمل‮ ‬رسائل‮ ‬فؤاد‮ ‬عالي‮ ‬الهمة‮ ‬إلى‮ ‬الحزبين‮ ‬اللذين‮ ‬كان‮ ‬يستعد‮ ‬لإطباق‮ ‬فكيه‮ ‬عليهما،‮ ‬لولا‮ ‬أن‮ ‬رياح‮ ‬التغيير‮ ‬في‮ ‬العالم‮ ‬العربي‮ ‬جرت‮ ‬بما‮ ‬لا‮ ‬يشتهيه‮ ‬الجرار‮. ‬
فقد‮ ‬عرف‮ ‬الصديقان‮ ‬الحميمان‮ ‬أن‮ ‬أجواء‮ ‬جلسات‮ ‬النشاط‮ ‬على‮ ‬إيقاع‮ «‬قعدة‮ ‬الحاج‮ ‬مغيث‮» ‬لن‮ ‬تدوم‮ ‬طويلا،‮ ‬خصوصا‮ ‬بعد‮ ‬أن‮ ‬انقلب‮ ‬السحر‮ ‬على‮ ‬الساحر،‮ ‬وصدرت‮ ‬الأوامر‮ ‬بإطلاق‮ ‬سراح‮ ‬جامع‮ ‬المعتصم‮ ‬من‮ ‬سجن‮ ‬سلا‮ ‬الذي‮ ‬رمي‮ ‬فيه‮ ‬مع‮ ‬متهمين‮ ‬آخرين‮ ‬ظلما‮ ‬وعدوانا،‮ ‬وانتقل‮ ‬بسرعة‮ ‬البرق‮ ‬من‮ ‬معتقل،‮ ‬على‮ ‬ذمة‮ ‬التحقيق‮ ‬في‮ ‬قضية‮ ‬فساد‮ ‬إداري‮ ‬ومالي،‮ ‬إلى‮ ‬القصر‮ ‬الملكي‮ ‬للسلام‮ ‬على‮ ‬الملك‮ ‬وتسلم‮ ‬قرار‮ ‬تعيينه‮ ‬ضمن‮ ‬المجلس‮ ‬الاقتصادي‮ ‬والاجتماعي‮. ‬
كما‮ ‬أن‮ ‬إلياس‮ «‬الكيماوي‮» ‬فهم‮ ‬أن‮ «‬المنزلة‮» ‬انقلبت‮ ‬عندما‮ ‬متعت‮ ‬العدالة‮ ‬بعض‮ ‬معتقلي‮ «‬زلزال‮ ‬الحسيمة‮» ‬بالبراءة،‮ ‬وهو‮ ‬الملف‮ ‬الذي‮ ‬كان‮ ‬إلياس‮ ‬وراء‮ ‬حياكته‮ ‬أولا‮ ‬بأول‮ ‬لاستعراض‮ ‬نفوذه‮ ‬على‮ ‬مصادر‮ ‬القرار‮ ‬الأمني‮ ‬وهيمنته‮ ‬على‮ ‬السلطة‮ ‬القضائية‮ ‬في‮ ‬المملكة‮ ‬أمام‮ ‬خصومه‮ ‬في‮ ‬الريف،‮ ‬خصوصا‮ ‬في‮ ‬الناظور‮ ‬التي‮ «‬أبلى‮» ‬في‮ ‬أعيانها‮ ‬البلاء‮ ‬الحسن‮.    ‬
ومثلما‮ ‬أوضحنا‮ ‬سابقا‮ ‬كيف‮ ‬أن‮ ‬الهمة،‮ ‬عندما‮ ‬كان‮ ‬وزيرا‮ ‬منتدبا‮ ‬في‮ ‬الداخلية،‮ ‬كان‮ ‬يفعل‮ ‬كل‮ ‬ما‮ ‬بوسعه‮ ‬لتنحية‮ «‬عرفة‮»‬،‮ ‬والي‮ ‬فاس،‮ ‬بسبب‮ ‬رفضه‮ ‬التوقيع‮ ‬على‮ ‬مقررات‮ ‬شباط‮ ‬غير‮ ‬القانونية،‮ ‬فإن‮ ‬الحكاية‮ ‬نفسها‮ ‬تكررت‮ ‬مع‮ ‬مجلس‮ ‬سلا‮ ‬الذي‮ ‬ظل‮ ‬مدير‮ ‬الجماعات‮ ‬المحلية،‮ ‬علال‮ ‬السكروحي،‮ ‬يجمد‮ ‬التوقيع‮ ‬على‮ ‬جميع‮ ‬مشاريعه‮ ‬لشل‮ ‬الحركة‮ ‬الاقتصادية‮ ‬في‮ ‬مدينة‮ ‬سلا،‮ ‬لمصلحة‮ ‬عمدتها‮ ‬السابق‮ ‬إدريس‮ ‬السنتيسي‮.‬
فقد‮ ‬كان‮ ‬المخطط‮ ‬الجهنمي‮ ‬الذي‮ ‬حاكه‮ ‬إلياس‮ ‬العماري‮ ‬مع‮ ‬إدريس‮ ‬السنتيسي‮ ‬وعلال‮ ‬السكروحي،‮ ‬بمباركة‮ ‬الهمة،‮ ‬هو‮ ‬أن‮ ‬يتم‮ ‬شل‮ ‬مجلس‮ ‬مدينة‮ ‬سلا‮ ‬لإعطاء‮ ‬الانطباع‮ ‬بأن‮ ‬المدينة‮ ‬بدون‮ ‬السنتيسي‮ ‬لا‮ ‬يمكن‮ ‬أن‮ ‬تتنفس،‮ ‬ولذلك‮ ‬يجب‮ ‬أن‮ ‬يعود‮ ‬هذا‮ ‬الأخير‮ ‬إلى‮ ‬العمادة‮ ‬ويستعيد‮ ‬حصانته‮ ‬ويستمر‮ ‬في‮ ‬جرائمه‮ ‬المعمارية‮ ‬التي‮ ‬تدر‮ ‬على‮ ‬حساباته‮ ‬الملايير‮.‬
وطبعا،‮ ‬لإنجاز‮ ‬هذه‮ ‬الخطة‮ ‬ليس‮ ‬هناك‮ ‬أفضل‮ ‬من‮ ‬مدير‮ ‬الجماعات‮ ‬المحلية‮ ‬في‮ ‬وزارة‮ ‬الداخلية‮. ‬وبما‮ ‬أن‮ ‬إلياس‮ ‬العماري‮ ‬لاحظ‮ ‬أن‮ ‬هذا‮ ‬المنصب‮ ‬يشغله‮ ‬شخص‮ ‬لا‮ ‬يضمن‮ ‬ولاءه،‮ ‬فقد‮ ‬سارع‮ ‬إلى‮ ‬جلب‮ ‬علال‮ ‬السكروحي‮ ‬من‮ ‬الوكالة‮ ‬الحضرية‮ ‬بالدار‮ ‬البيضاء‮ ‬بعد‮ ‬أن‮ ‬أنجز،‮ ‬على‮ ‬أحسن‮ ‬وجه،‮ ‬مخطط‮ ‬جرجرة‮ ‬إدريس‮ ‬جطو‮ ‬في‮ ‬الوحل‮ ‬في‮ ‬قضية‮ ‬تحويل‮ ‬الطريق‮ ‬السيار،‮ ‬لكي‮ ‬يشغل‮ ‬منصب‮ ‬مدير‮ ‬الجماعات‮ ‬المحلية‮ ‬في‮ ‬وزارة‮ ‬الداخلية‮.‬
وأفضال‮ ‬إلياس‮ ‬العماري‮ ‬على‮ ‬علال‮ ‬السكروحي‮ ‬كثيرة‮ ‬ومتعددة،‮ ‬فبالإضافة‮ ‬إلى‮ ‬انحداره‮ ‬من‮ ‬الحسيمة،‮ ‬مسقط‮ ‬رأس‮ ‬إلياس،‮ ‬فقد‮ ‬جلبه‮ ‬من‮ ‬تطوان‮ ‬التي‮ ‬كان‮ ‬يشتغل‮ ‬بها‮ ‬موظفا‮ ‬قبل‮ ‬أن‮ ‬يحط‮ ‬مديرا‮ ‬بالوكالة‮ ‬الحضرية‮ ‬في‮ ‬الدار‮ ‬البيضاء،‮ ‬بعد‮ ‬إزاحة‮ ‬فوزية‮ ‬إمنصار‮ ‬التي‮ ‬كانت‮ ‬حجر‮ ‬عثرة‮ ‬في‮ ‬طريق‮ ‬المنعشين‮ ‬العقاريين‮ ‬الجشعين‮ ‬عن‮ ‬طريق‮ ‬ترقيتها‮ ‬إلى‮ ‬منصب‮ ‬عامل‮ ‬باقتراح‮ ‬من‮ ‬كبار‮ ‬هؤلاء‮ ‬المنعشين‮ ‬أنفسهم‮ ‬وبدعم‮ ‬من‮ ‬الهمة‮ ‬الذي‮ ‬كان‮ ‬يخطط،‮ ‬منذ‮ ‬ذلك‮ ‬الوقت،‮ ‬لوضع‮ ‬الدار‮ ‬البيضاء‮ ‬تحت‮ ‬حذائه‮.  ‬
وبما‮ ‬أن‮ ‬علال‮ ‬السكروحي‮ ‬لديه‮ ‬مصاهرة‮ ‬عائلية‮ ‬مع‮ ‬إدريس‮ ‬السنتيسي،‮ ‬فقد‮ ‬شكل‮ ‬بالنسبة‮ ‬إلى‮ ‬إلياس‮ ‬الرجل‮ ‬المناسب‮ ‬لإنجاح‮ ‬خطة‮ ‬الهمة‮ ‬لاستيلاء‮ ‬حزبه‮ ‬على‮ ‬مجلس‮ ‬مدينة‮ ‬سلا‮ ‬وإعادة‮ ‬تنصيب‮ ‬صهره‮ ‬عمدة‮ ‬عليها‮ ‬لتفادي‮ ‬ظهور‮ ‬ملفاته‮ ‬العطنة‮ ‬على‮ ‬السطح‮.‬
عندما‮ ‬فشل‮ ‬إدريس‮ ‬السنتيسي،‮ ‬خلال‮ ‬الانتخابات‮ ‬الأخيرة،‮ ‬في‮ ‬تشكيل‮ ‬تحالف‮ ‬يرمي‮ ‬بالعدالة‮ ‬والتنمية‮ ‬خارج‮ ‬المجلس،‮ ‬ورأى‮ ‬كيف‮ ‬استطاع‮ ‬جامع‮ ‬المعتصم‮ ‬إيجاد‮ ‬موقع‮ ‬لحزبه‮ ‬داخل‮ ‬المجلس،‮ ‬بدأت‮ ‬الضربات‮ ‬تحت‮ ‬الحزام‮. ‬
وهكذا،‮ ‬ففي‮ ‬الوقت‮ ‬الذي‮ ‬كان‮ ‬فيه‮ ‬إدريس‮ ‬السنتيسي‮ ‬يزوج‮ ‬ابنته،‮ ‬في‮ ‬عرس‮ ‬باذخ،‮ ‬لابن‮ ‬الوزير‮ ‬الأول‮ ‬عباس‮ ‬الفاسي،‮ ‬مدير‮ ‬القناة‮ ‬الإخبارية،‮ ‬كان‮ ‬إلياس‮ ‬العماري‮ ‬يطلع‮ ‬على‮ ‬الشكاية‮ ‬التي‮ ‬حررها‮ ‬أربعة‮ ‬مستشارين‮ ‬في‮ ‬مجلس‮ ‬المدينة،‮ ‬بطلب‮ ‬من‮ ‬السنتيسي،‮ ‬ضد‮ ‬خصمه‮ ‬الإسلامي‮ ‬جامع‮ ‬المعتصم،‮ ‬ومعارضه‮ ‬التقليدي‮ ‬الاستقلالي‮ ‬عواد،‮ ‬ومنافسه‮ ‬المباشر‮ ‬في‮ ‬مقاطعة‮ ‬بطانة‮ ‬رشيد‮ ‬العبدي‮. ‬
ولأن‮ ‬الشكاية‮ ‬كانت‮ ‬شكلية‮ ‬والعملية‮ ‬كانت‮ ‬مدبرة‮ ‬برعاية‮ ‬وزارة‮ ‬الداخلية،‮ ‬فقد‮ ‬تم‮ ‬اعتقال‮ ‬المشتكى‮ ‬بهم،‮ ‬رفقة‮ ‬موظفين‮ ‬ومهندسين،‮ ‬من‮ ‬أجل‮ ‬متابعتهم‮ ‬في‮ ‬حالة‮ ‬اعتقال‮.‬
وقد‮ ‬جاء‮ ‬أول‮ ‬رد‮ ‬فعل‮ ‬لحزب‮ ‬الاستقلال‮ ‬على‮ ‬اعتقال‮ ‬عواد،‮ ‬الذي‮ ‬لا‮ ‬يستطيع‮ ‬الاستقلاليون‮ ‬إحصاء‮ ‬أفضاله‮ ‬على‮ ‬حزبهم‮ ‬في‮ ‬سلا،‮ ‬على‮ ‬لسان‮ ‬بناني‮ ‬سميرس،‮ ‬في‮ ‬برنامج‮ «‬حوار‮»‬،‮ ‬عندما‮ ‬سألها‮ ‬أحد‮ ‬الصحافيين‮ ‬عن‮ ‬موقف‮ ‬حزبها‮ ‬من‮ ‬اعتقال‮ ‬عواد‮ ‬فأجابت،‮ ‬بدون‮ ‬خجل،‮ ‬بأن‮ ‬عواد‮ ‬تم‮ ‬طرده‮ ‬من‮ ‬الحزب‮ ‬منذ‮ ‬أربعة‮ ‬أشهر‮. ‬
ولعل‮ ‬ما‮ ‬وقع‮ ‬لعواد‮ ‬على‮ ‬أيدي‮ ‬إخوانه‮ ‬في‮ ‬حزب‮ ‬الاستقلال‮ ‬يعطينا‮ ‬صورة‮ ‬مقربة‮ ‬عن‮ ‬هذا‮ ‬الحزب‮ ‬الذي‮ ‬يقلب‮ ‬فيه‮ ‬زعماؤه‮ «‬الكبوط‮» ‬بين‮ ‬ليلة‮ ‬وضحاها،‮ ‬فالذين‮ ‬حرروا‮ ‬الشكاية‮ ‬التي‮ ‬ذهبت‮ ‬بعواد‮ ‬إلى‮ ‬السجن‮ ‬بينهم‮ ‬استقلاليان‮ ‬اثنان،‮ ‬هما‮ ‬عمر‮ ‬السنتيسي‮ ‬أخ‮ ‬إدريس‮ ‬السنتيسي،‮ ‬وعبد‮ ‬القادر‮ ‬الكيحل‮ ‬الكاتب‮ ‬العام‮ ‬للشبيبة‮ ‬الاستقلالية‮. ‬وبمجرد‮ ‬ما‮ ‬أودع‮ ‬عواد‮ ‬سجن‮ ‬سلا،‮ ‬تنكرت‮ ‬له‮ ‬البرلمانية‮ ‬الاستقلالية‮ ‬بناني‮ ‬سميرس‮. ‬لكن‮ ‬بمجرد‮ ‬ما‮ ‬أطلق‮ ‬سراحه‮ ‬مع‮ ‬المعتصم،‮ ‬كان‮ ‬أول‮ ‬المهنئين‮ ‬هو‮ ‬الاستقلالي‮ ‬شباط‮ ‬عمدة‮ ‬فاس‮. «‬وفهم‮ ‬شي‮ ‬حاجة‮».‬
المشكلة‮ ‬أن‮ ‬الخطة‮ ‬كلها‮ ‬فشلت،‮ ‬خصوصا‮ ‬بعدما‮ ‬بدأت‮ ‬رياح‮ ‬التغيير‮ ‬تهب‮ ‬على‮ ‬المغرب‮ ‬قادمة‮ ‬من‮ ‬تونس‮ ‬ومصر،‮ ‬فكان‮ ‬ضروريا‮ ‬أن‮ ‬تتوقف‮ ‬المهزلة‮ ‬في‮ ‬منتصف‮ ‬الطريق‮.‬
واليوم،‮ ‬بعدما‮ ‬غادر‮ ‬ضحايا‮ ‬إلياس‮ ‬العماري‮ ‬والسنتيسي‮ ‬والسكروحي‮ ‬أسوار‮ ‬سجن‮ ‬سلا،‮ ‬حان‮ ‬الوقت‮ ‬لإيداع‮ ‬هذا‮ ‬السجن‮ ‬المجرمين‮ ‬الحقيقيين‮ ‬الذين‮ ‬دمروا‮ ‬وسرقوا‮ ‬ونهبوا‮ ‬سلا‮ ‬طيلة‮ ‬سنوات‮ ‬دون‮ ‬محاسبة‮.‬
لقد‮ ‬بدأ‮ ‬إدريس‮ ‬السنتيسي‮ ‬حياته‮ ‬السياسية‮ ‬بالسجن،‮ ‬ويبدو‮ ‬أن‮ ‬الوقت‮ ‬حان‮ ‬لإعادته‮ ‬إليه‮ ‬ومحاكمته‮ ‬هو‮ ‬وأخوه‮ ‬على‮ ‬كل‮ ‬المخالفات‮ ‬والجرائم‮ ‬المعمارية‮ ‬التي‮ ‬ارتكبها‮ ‬عندما‮ ‬كان‮ ‬رئيسا‮ ‬للجماعة‮ ‬الحضرية‮ ‬لسلا‮ ‬وعندما‮ ‬غادر‮ ‬العمادة‮ ‬وبقي‮ ‬عضوا‮ ‬في‮ ‬الجماعة‮.‬
إن‮ ‬الصمت‮ ‬المطبق‮ ‬الذي‮ ‬واجهت‮ ‬به‮ ‬مديرية‮ ‬الشؤون‮ ‬الجنائية‮ ‬بوزارة‮ ‬العدل‮ ‬ورئيس‮ ‬البرلمان‮ ‬ورئيس‮ ‬مجلس‮ ‬المستشارين‮ ‬ووزير‮ ‬الداخلية‮ ‬والمفتش‮ ‬العام‮ ‬للإدارة‮ ‬الترابية‮ ‬والمفتشية‮ ‬العامة‮ ‬للمالية‮ ‬المحلية‮ ‬ومدير‮ ‬الحريات‮ ‬العامة‮ ‬والتقنين‮ ‬وكاتب‮ ‬الدولة‮ ‬في‮ ‬الداخلية‮ ‬ووزير‮ ‬المالية‮ ‬والمدير‮ ‬العام‮ ‬للأمن‮ ‬الوطني‮ ‬ومدير‮ ‬الشرطة‮ ‬القضائية‮ ‬والوكيل‮ ‬العام‮ ‬للملك،‮ ‬التقرير‮ ‬المفصل‮ ‬المعزز‮ ‬بالوثائق‮ ‬الإدارية‮ ‬والأدلة‮ ‬الدامغة‮ ‬التي‮ ‬أرسلها‮ ‬إليهم‮ ‬المستشار‮ ‬بالجماعة‮ ‬الحضرية‮ ‬لسلا‮ ‬السيد‮ ‬بنعزوز‮ ‬عبد‮ ‬اللطيف،‮ ‬والذي‮ ‬يكشف‮ ‬تواطؤ‮ ‬إدريس‮ ‬السنتيسي‮ ‬وأخوه‮ ‬ومحمد‮ ‬لعلو،‮ ‬رئيسي‮ ‬الجماعة‮ ‬الحضرية‮ ‬السابقين،‮ ‬وتورطهما‮ ‬في‮ ‬جرائم‮ ‬التزوير‮ ‬وتبديد‮ ‬أموال‮ ‬عمومية‮ ‬والتدليس‮ ‬الممارس‮ ‬على‮ ‬المصالح‮ ‬المركزية‮ ‬لوزارة‮ ‬الداخلية،‮ ‬يكشف‮ ‬أن‮ ‬هناك‮ ‬رغبة‮ ‬في‮ ‬التغطية‮ ‬على‮ ‬المجرمين‮ ‬الحقيقيين‮ ‬وتوريط‮ ‬الأبرياء‮.‬
إن‮ ‬مجرد‮ ‬توصل‮ ‬هذه‮ ‬المصالح‮ ‬بما‮ ‬يفيد‮ ‬بأن‮ ‬إدريس‮ ‬السنتيسي‮ ‬استغل‮ ‬منصبه‮ ‬كرئيس‮ ‬لجماعة‮ ‬سلا‮ ‬بطانة‮ ‬وعمدة‮ ‬سابق‮ ‬لمدينة‮ ‬سلا‮ ‬وربط‮ ‬مصالح‮ ‬خاصة‮ ‬مع‮ ‬الجماعة‮ ‬التي‮ ‬هو‮ ‬عضو‮ ‬فيها‮ ‬وأبرم‮ ‬معها‮ ‬أعمالا‮ ‬وعقودا‮ ‬لصالحه‮ ‬ولصالح‮ ‬أخيه،‮ ‬في‮ ‬خرق‮ ‬لمقتضيات‮ ‬القانون‮ ‬المتعلق‮ ‬بالميثاق‮ ‬الجماعي‮ ‬الذي‮ ‬يمنع‮ ‬على‮ ‬كل‮ ‬عضو‮ ‬بالمجلس،‮ ‬تحت‮ ‬طائلة‮ ‬العزل،‮ ‬كان‮ ‬يفرض‮ ‬عليها‮ ‬أن‮ ‬تطبق‮ ‬القانون‮ ‬وتعزل‮ ‬المعني‮ ‬بالأمر‮ ‬وتقدمه‮ ‬للمحاكمة‮.‬
أما‮ ‬وأن‮ ‬السيد‮ ‬إدريس‮ ‬السنتيسي‮ ‬أعطى‮ ‬لنفسه‮ ‬الحق‮ ‬في‮ ‬تحويل‮ ‬بقعة‮ ‬تابعة‮ ‬للعمران‮ ‬من‮ ‬مشروع‮ ‬تجاري‮ ‬إلى‮ ‬مشروع‮ ‬صناعي،‮ ‬وأعطى‮ ‬لنفسه‮ ‬الحق‮ ‬في‮ «‬أكل‮» ‬المجلس‮ ‬عندما‮ ‬رفض‮ ‬دفع‮ ‬الرسوم‮ ‬الضريبية‮ ‬على‮ ‬مدارسه‮ ‬الخاصة‮ ‬والواجبات‮ ‬المستحقة‮ ‬للجماعة‮ ‬كتعويض‮ ‬عن‮ ‬عقود‮ ‬البيع‮ ‬والتفويت‮ ‬لفائدة‮ ‬شركاته،‮ ‬وفوت‮ ‬إلى‮ ‬شركاته‮ ‬الكثيرة‮ ‬عقودا‮ ‬تفضيلية‮ ‬ضدا‮ ‬على‮ ‬مصلحة‮ ‬الجماعة‮ ‬ودافعي‮ ‬الضرائب،‮ ‬فإن‮ ‬السيد‮ ‬السكروحي‮ ‬يصبح‮ ‬مطالبا‮ ‬بفتح‮ ‬تحقيق‮ ‬مع‮ ‬صهره‮ ‬وصهر‮ ‬الوزير‮ ‬الأول،‮ ‬من‮ ‬أجل‮ ‬استجلاء‮ ‬الحقيقة‮ ‬ومعاقبة‮ ‬اللصوص‮ ‬والمفسدين‮ ‬الحقيقيين‮ ‬الذي‮ ‬دمروا‮ ‬مدينة‮ ‬مجاهدة‮ ‬كسلا‮ ‬وحولوها‮ ‬إلى‮ ‬مدينة‮ ‬شبح‮.‬
إن‮ ‬ما‮ ‬يهم‮ ‬السلاويين‮ ‬اليوم‮ ‬في‮ ‬المقام‮ ‬الأول،‮ ‬والرأي‮ ‬العام‮ ‬في‮ ‬المقام‮ ‬الثاني،‮ ‬ليس‮ ‬هو‮ ‬أن‮ «‬يتصالح‮» ‬إلياس‮ ‬العماري‮ ‬مع‮ ‬بنكيران‮ ‬أو‮ ‬عباس‮ ‬الفاسي،‮ ‬بل‮ ‬إن‮ ‬ما‮ ‬يهمنا‮ ‬جميعا‮ ‬هو‮ ‬أن‮ ‬تتخلص‮ ‬وزارتا‮ ‬الداخلية‮ ‬والعدل‮ ‬من‮ ‬وصاية‮ ‬الهمة‮ ‬وتابعه‮ ‬العماري‮ ‬وتكون‮ ‬لديهما‮ ‬الجرأة‮ ‬لفتح‮ ‬تحقيق‮ ‬نزيه‮ ‬وشفاف‮ ‬حول‮ ‬الملف‮ ‬الضخم‮ ‬المعزز‮ ‬بالوثائق‮ ‬والشواهد،‮ ‬والذي‮ ‬وضعه‮ ‬المستشار‮ ‬عبد‮ ‬اللطيف‮ ‬بنعزوز‮ ‬بين‮ ‬أيديهما‮. ‬وهي‮ ‬مناسبة‮ ‬أيضا‮ ‬لفتح‮ ‬تحقيق‮ ‬مواز‮ ‬حول‮ ‬الظروف‮ ‬التي‮ ‬تحول‮ ‬فيها‮ ‬المستشار‮ ‬بنعزوز‮ ‬نفسه‮ ‬من‮ ‬موظف‮ ‬بسيط‮ ‬في‮ ‬قسم‮ ‬التعمير‮ ‬يمتطي‮ ‬دراجة‮ ‬من‮ ‬نوع‮ «‬موطوبيكان‮»‬،‮ ‬إلى‮ ‬ملياردير‮ ‬يملك‮ ‬اليوم‮ ‬محلين‮ ‬لبيع‮ ‬الذهب‮ ‬بالمدينة‮ ‬القديمة،‮ ‬ومقهى‮ ‬أمام‮ ‬سينما‮ ‬الملكي،‮ ‬وفيلا‮ ‬بحي‮ ‬أكدال‮ ‬قرب‮ ‬الوزارات،‮ ‬وفيلا‮ ‬بمدينة‮ ‬إفران،‮ ‬وعدة‮ ‬بقع‮ ‬أرضية‮ ‬بحي‮ ‬السلام،‮ ‬وعمارة‮ ‬بحي‮ ‬الحرية‮ ‬مشتركة‮ ‬مع‮ ‬أحد‮ ‬المنعشين‮ ‬العقاريين،‮ ‬وشركة‮ ‬للخشب‮ ‬بطريق‮ ‬القنيطرة،‮ ‬ومستودع‮ ‬للكراء‮ ‬أمام‮ ‬إقامة‮ ‬القراصنة‮ ‬بسلا،‮ ‬ومعمل‮ ‬للنسيج‮ ‬بالحي‮ ‬الصناعي‮ ‬الدار‮ ‬الحمراء‮ ‬بسلا‮ ‬مع‮ ‬شركة‮ ‬أجنبية‮.‬
فإما‮ ‬أن‮ ‬هذا‮ ‬المستشار‮ ‬يكذب‮ ‬ويريد‮ ‬أن‮ ‬يلوث‮ ‬سمعة‮ ‬الأخوين‮ ‬السنتيسي‮ ‬بهذه‮ ‬الادعاءات‮ ‬الخطيرة،‮ ‬وفي‮ ‬هذه‮ ‬الحالة‮ ‬يجب‮ ‬على‮ ‬آل‮ ‬السنتيسي‮  ‬أن‮ ‬يخرجوا‮ ‬عن‮ ‬صمتهم‮ ‬الغامض‮ ‬ويتابعوه‮ ‬قضائيا،‮ ‬وإما‮ ‬أن‮ ‬ما‮ ‬يدعيه‮ ‬هذا‮ ‬المستشار‮ ‬حقيقي،‮ ‬وفي‮ ‬هذه‮ ‬الحالة‮ ‬يجب‮ ‬على‮ ‬السلطات‮ ‬المعنية‮ ‬أن‮ ‬تأخذه‮ ‬بجدية‮ ‬وتفتح‮ ‬تحقيقا‮ ‬قضائيا‮ ‬حوله‮.‬
‮«‬المهم‮ ‬واحد‮ ‬فيهم‮ ‬خصو‮ ‬يتشد‮». ‬


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات