أخبارنا المغربية
أفادت معطيات للمندوبية السامية للتخطيط أن عدد النساء المسنات بالمغرب بلغ، سنة 2012، ما مجموعه 1.5 مليون نسمة، أكثر من عدد الرجال بـ100 ألف نسمة.
وتوقعت المندوبية السامية أن يرتفع هذا العدد إلى 5.4 ملايين سنة 2050 أي بأكثر من 700 ألف بالنسبة للرجال. وعزت هذا الأمر إلى أن النساء يتمتعن بأمل حياة أكبر من الرجال يقدر بـ75.6 سنة عند الولادة، مقابل 73.9 سنة لدى الرجال، و21.6 سنة عند بلوغهن 60 سنة، مقابل 19.5 سنة لدى الرجال.
ويعود هذا الارتفاع في صفوف النساء المسنات، أيضا، حسب المندوبية السامية، إلى أن زواج الإناث يجري في سن مبكرة مقارنة مع الذكور (26.6 سنة مقابل 31.4 سنة في 2010)، إضافة إلى أن نسبة الزواج من جديد، المسجلة في صفوف النساء اللواتي أنهين زواجهن الأول ( 8.5 في المائة) تقل عن النسبة المسجلة لدى الرجال (14.5 في المائة).
ومن هذا المنطلق، فإن احتمال وجودهن في وضعية ترمل أو وحيدات، مقارنة مع الرجال، يكون مرتفعا عند بلوغهن 60 سنة فما فوق. وهكذا، فإن نسبة النساء المسنات الأرامل (51 في المائة) تفوق بعشر مرات نسبتها لدى الرجال ( 5 في المائة). ونسبة الأشخاص المسنين الذين يعيشون لوحدهم أعلى بأربع مرات لدى النساء منها لدى الرجال (7.7 في المائة مقابل 2.0 في المائة).
وسجلت المندوبية السامية، انطلاقا من المعطيات المتوفرة، أن النساء المسنات أكثر عرضة من الرجال لإنهاء حياتهن وحيدات بدون زوج. وتتفاقم هذه الوضعية الهشة للنساء بسبب ضعف معدل نشاطهن وتعرضهن أكثر للأمراض المزمنة، إذ أن 11 في المائة، فقط، من النساء البالغات 60 سنة فما فوق، مقابل 36 في المائة بالنسبة للرجال، يتوفرن على شغل، غالبا كمساعدات عائليات بنسبة 57 في المائة، و66.6 في المائة منهن يعانين مرضا مزمنا واحدا على الأقل، مقابل 53.3 في المائة بالنسبة للرجال. وهي وضعية من شأنها أن تؤدي بنسبة كبيرة من النساء المسنات إلى العيش تبعا لأفراد آخرين من الأسرة، خاصة أن أكثر من 9 من أصل 10 منهن أميات.
وذكرت المندوبية أن عدد الأشخاص المسنين بالمغرب انتقل من 833 ألفا إلى 9.2 ملايين بين 1960 و2012، أي بمعدل زيادة سنوية قدرها 2.4 في المائة، متجاوزا معدل نمو مجموع سكان المغرب، الذي بلغ 2.0 في المائة. وتوقعت أن يبلغ هذا العدد 10 ملايين مسن في أفق 2050، أي بمعدل نمو سنوي يعادل 3.3 في المائة، مقابل 0.6 في المائة بالنسبة لمجموع سكان المغرب. كما توقعت أن يصل الوزن الديمغرافي للأشخاص المسنين إلى 24.5 في المائة عوض 9 في المائة حاليا.
ويرجع هذا التطور السريع، حسب المندوبية السامية، إلى ارتفاع مستوى أمل الحياة عند الولادة، الذي انتقل من47 سنة في أوائل الستينيات إلى 74.8 سنة في 2010، وإلى بلوغ الأجيال المولودة، إبان فترات الخصوبة المرتفعة، أعمارا متقدمة.
عن المغربية