أخبارنا المغربية
من حق كل مواطن من المغرب أو الجزائر أن يطرح هذا السؤال، إلى متى سيستمر التعنت الجزائري إزاء فتح الحدود مع المغرب؟، و ما مصلحة هذا البلد في إبقاء دار لقمان على حالها؟ خاصة في ظل التصريحات المتتالية للمسؤولين الجزائريين و التي تفيد بكون العلاقات بين البلدين على أحسن ما يرام، أم أن واقع السياسة الخارجية للجزائر في واد و تصريحات مسؤوليها في واد آخر؟ ذلك غيض يسير من فيض أسئلة كثيرة تدور في خلد المواطنين من كلا البلدين خاصة منهم المكتوون بنار قطع الأرحام و الزيارات بسبب الإغلاق، فرغم إلحاح المسؤوليين بالمغرب و خاصة الملك محمد السادس على فتح الحدود وفي مناسبات عدة فالجزائر ما تزال مصرة على تركها مغلقة إلى حين ، دون تبرير مقنع ومعقول يشفي غليل المتسائل خاصة مع كون الوضع شاذا إقليميا و دوليا في ظل مناخ يتطلب وجود تكتلات اقتصادية و إقليمية تعين المواطنين من البلدين على مواجهة تحديات المرحلة في ظل أزمات اقتصادية متتالية.
فالمغرب لم يتلق أي إشارة إيجابية من الجزائر، ففي كل مرة تتذرع الجارة الشرقية بكونها أغلقت الحدود بعدما سارع المغرب إلى مطالبة الجزائريين بالتأشيرة ، كما تدعي بأنها تريد وضح حد لتهريب المخدرات الآتية من المغرب و كذا وقف مرور الأموال نحو المغرب على خلفية سلع التهريب التي تأتي من سبتة ومليلية عبر الحدود الشرقية المغربية- الجزائرية. كل عاقل و متتبع للسياسة الدولية سيرى بما لا غبار عليه بأن كل حجج المسئولين الجزائريين واهية وغير واقعية ، مادام التبادل التجاري جاريا و طبيعيا بين كل دول العالم ، وحتى وإن تعلق الأمر بتهريب المخدرات، فإن هناك أصناف متعددة من المخدرات القوية تخترق الجزائر من شرقها وجنوبها وشمالها بواسطة اللوبيات الدولية و المافيات العالمية . فالكثير من المتتبعين يعلمون بسيطرة مهربي المخدرات بدول الساحل والصحراء في جنوب الجزائر مما يفرغ ادعاءاتها بأنها تغلق حدودها الغربية مع المغرب بغية محاربة تهريب المخدرات، خاصة إذا علمنا أن ما يعبر من الأقراص المهلوسة و المخدرات القادمة من الجزائر اكبر بكثير مما يأتي من المغرب.
فالجزائر لا ترغب في خوض حرب مع المغرب بواسطة السلاح ولكن بالاقتصاد، فهي تراهن على أن سياسة إغلاق الحدود ستفضي إلى خنق المغرب اقتصاديا، الشيء الذي يكذبه الواقع بكون الجزائر و رغم البترول فهي تظل متخلفة عن المغرب فيما يتعلق بالبنيات التحتية من طرق سيارة و موانئ و غيرها، فالمغرب قد استطاع في العشرية الأخيرة تحقيق طفرة اقتصادية و جلب استثمارات ضخمة. فمناداته بفتح الحدود ينبع من هدف اجتماعي بالدرجة الأولى، و هو ما لم تعه الجزائر لحد الساعة فهي لا تعير أي اهتمام لسكان الحدود الغربية الجزائرية والذين هم في تماس و تلاق مستمر مع مغاربة تجمعهم بهم علاقات القرابة والعيش، وتفضل الجانب الأمني على الجانب الاجتماعي لسكان الحدود، بعكس المغرب الذي تنطلق مناداته بفتح الحدود من اهتمامه بهموم الشعبين الاجتماعية، و هذا ما يبرره تفضيله لعقد شراكة إستراتيجية فقط مع دول الخليج عوض العضوية الكاملة، انطلاقا من إيمانه العميق بأن مكانه الطبيعي هو ضمن محيطه الإقليمي و المغاربي.
فهي في الوقت الذي تضع فيه الجزائر العقبات أمام الحركة التجارية والاجتماعية مع المغاربة تتجه إلى جنوبها وحدودها مع مالي من أجل تقديم المساعدات وإكرام الطوارق و صرف الأموال، ويظهر جليا أن حرص الجزائر على العلاقات في جنوبها أكثر من شمال غربها ، هدفه بالأساس السيطرة على دول الساحل والصحراء كدولة ذات نفوذ قوي على هذه الدول خاصة فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب و القاعدة.
نبيل العروسي
س.محمد
اتحاد مغاربي
لماذا لايتم الاقتاد بالجارة أوروبا ، حيث تم تكوين اتحاد أوروبي بما في ذلك توحيد العملة النقدية ، وتكون الدول المغاربية التي تجمعها اللغة و الدين هي الأحرى بفتح الحدود بينها و توحيد العملة..