الجزيرة
إن الثوار يسيطرون بالكامل على مدينة البريقة شرقي ليبيا بعدما انسحبت منها كتائب العقيد معمر القذافي، يأتي ذلك بعد سيطرة الثوار بوقت سابق على مدينة أجدابيا القريبة، في حين يتصدون لمحاولات كتائب القذافي التوغل داخل مدينة مصراتة غربي البلاد.
فقد أكد مراسل الجزيرة في أجدابيا عبد العظيم محمد أن مدينة البريقة -التي تبعد ثمانين كلم عن أجدابيا- هي بأيدي الثوار بشكل كامل ولا أثر لكتائب القذافي سوى لبعض الآليات التي تركت على جوانب الطرقات.
وكانت قوات الثوار دخلت مدينة أجدابيا من مداخل عدة وسيطرت عليها بالكامل وقُتلت وأسرت بعض عناصر كتائب القذافي. كما أفادت مصادر بأن اللواء بلقاسم إبراهيم القانقا أُسر في مدينة أجدابيا بعد تحريرها.
وسهلت قوات التحالف التي شنت غارات عنيفة على كتائب القذافي عند المدخلين الشرقي والغربي لأجدابيا المهمة على الثوار مما جعلهم أكثر تنظيما من ذي قبل، واستطاعوا القيام بما وُصف بمحاولات التفافية ضد قوات القذافي.
وأوضح العقيد جمال الزاوي -أحد قيادات شباب ثورة 17 فبراير- بوقت سابق أن الثوار مشطوا مشارف البريقة واستولوا على ما تركته قوات القذافي من راجمات صواريخ وأسلحة وذخيرة بعد فرارها بوجه القصف الجوي.
وأكد أنه لم تحدث اليوم أي مواجهة مع كتائب القذافي بعدما فرت تلك القوات على وقع الضربات الجوية للتحالف.
ثوار يقفون فوق مدرعة تابعة لكتائب القذافي (الجزيرة)
دمار وقتلى
وأظهرت صور كاميرا الجزيرة دمارا كبيرا لأرتال عسكرية لكتائب القذافي مترامية على طريق البريقة بعد تعرضها لقصف طائرات التحالف.
وفي هذا الإطار قال العقيد الزاوي إنه سيتم تشكيل لجنة من شيوخ عشائر أجدابيا لدفن قتلى كتائب القذافي الذين قتلوا في القصف الجوي للتحالف، نافيا ما يردده المسؤولون الليبيون من سقوط مدنيين في ذلك القصف، وقال إنه كان دقيقا ولم يتأثر به أي مدني.
وقد أكدت الناشطة السياسية الليبية السيدة زهراء في اتصال سابق مع الجزيرة أن الأهداف التي قصفها التحالف معظمها عسكرية, وقالت إنها لم تسمع بوفاة أي مدنيين.
وتعتبر أجدابيا مدينة إستراتيجية في المعركة مع كتائب القذافي بوصفها بوابة لمدن ساحلية مهمة لا سيما العقيلة وراس لانوف وسرت التي يوجه إليها الثوار أنظارهم.
وقد أكد نائب وزير الخارجية الليبي خالد كعيم سقوط مدينة أجدابيا بيد الثوار وانسحاب كتائب القذافي وعزا الانسحاب إلى "القصف الكثيف المركز على الأحياء السكنية والمدنية من قبل القوات الغربية"، متهما قوات التحالف بتوفير غطاء جوي للثوار، وقال إنها ضالعة بشكل كبير في تقدمهم.
المتحدث باسم الثوار أكد تشكيل لجنة لدفن قتلى كتائب القذافي (رويترز)
مصراتة
وفي مصراتة نقلت وكالة رويترز عن متحدث باسم الثوار يدعى عبد الباسط أن طائرات التحالف قصفت منذ صباح اليوم عدة مواقع لكتائب القذافي التي تتحصن في عدة مداخل للمدينة.
وأوضح أن من بين المواقع التي استهدفها القصف موقعا للذخيرة داخل القاعدة الجوية جنوبي مصراتة، مشيرا إلى أن القصف كان شرسا في بدايته لكنه هدأ الآن.
وقال شاهد العيان مختار قلوص وعضو اللجنة الإعلامية لشباب ثورة 17 فبراير سعدون المصراتي للجزيرة إن كتائب القذافي تقصف بدورها مناطق متفرقة من المدينة وهي تتخذ من الأهالي دروعا بشرية في الأحياء التي تتقدم فيها.
كما ذكرت مصادر للجزيرة أن عشرات القناصة التابعين للفذافي يدخلون إلى مصراتة في حافلات من المدخل الغربي.
وكان المصراتي ذكر أن تلك الكتائب تحاول دخول المدينة من محوريها الغربي والبحري وأن الثوار نجحوا بالتصدي لبعض تلك المحاولات أمس.
وقد روى بعض سكان مصراتة والمناطق المجاورة لها للجزيرة وقائع فظيعة ارتكبتها كتائب القذافي ضد المدنيين. وقال بعض المتحدثين إن ما شاهدوه جعلهم يشعرون أنهم ليسوا في ليبيا ذلك أن معظم الجنود كانوا غير ليبيين، على حد وصفهم.
وكانت مصادر طبية وشهود عيان داخل المدينة قالوا إن عدد القتلى خلال القصف الذي نفذته كتائب القذافي على المدينة خلال أسبوع يتراوح بين 109 و115.
في الأثناء حاولت سفينة إغاثة سيّرها أفراد من الجالية الليبية في أوروبا دخول مدينة مصراتة بحراً حاملة معونات إغاثية وطبية، غير أن ما لا يقل عن أربع سفن حربية ليبية اعترضت طريق السفينة ومنعت دخولها إلى المياه الإقليمية الليبية.
التحالف قصف عدة مناطق في طرابلس وضواحيها (الجزيرة-أرشيف)
القصف الجوي
وقد تواصلت فجر اليوم السبت موجات القصف الجوي والصاروخي الذي تنفذه قوات التحالف الدولي لليوم السابع على التوالي على مختلف مناطق العاصمة الليبية طرابلس وضواحيها.
كما أشار التلفزيون الليبي إلى أن الائتلاف الدولي شن غارات الليلة الماضية على عدة مواقع مدنية وعسكرية في الغرب الليبي من أبرزها زليطن وألوطية وتاجوراء.
وقال مسؤولون ليبيون، إنه قُتل 114 شخصا حتى الآن، وإن 445 شخصا جرحوا خلال الغارات.
وقد شن التحالف خلال الـ24 ساعة الماضية 150 غارة جوية نحو نصفها تقريبا نفذتها طائرات أميركية.
من جهته أكد حلف شمال الأطلسي (ناتو) الذي سيتولى قيادة العمليات العسكرية في ليبيا قريبا أنه اتخذ كل الإجراءات اللازمة لمنع القذافي من استعمال سلاحه الجوي لقصف المدنيين، مشيرا إلى أنه يتوقع استمرار مهمة حظر الطيران على ليبيا مدة تسعين يوما