الوكالات
على غير عادته لم يلق الرئيس محمد مرسي، كلمة للمصلين بعد صلاة الجمعة اليوم، حيث أدى الصلاة بمسجد الفاروق بالتجمع الخامس في القاهرة، وغادر المسجد عقب انتهاء الصلاة مباشرة، بينما هتف له بعض المصلين في أثناء خروجه من المسجد مرددين "ربنا معاك ياريس.. والشعب معاك ياريس.. الله أكبر ولله الحمد"، واكتفى الرئيس بالتلويح لهم بيديه بإشارات التحية.
وتناول الشيخ خالد صقر، خطيب مسجد الفاروق، في خطبته اليوم - في حضور الرئيس مرسي- الجزء الثاني من الخطبة الاستفتاء على مشروع الدستور الذي تبدأ مرحلته الأولى السبت، نقلا عن بوابة "الأهرام"، الجمعة.
وقال صقر: "يخطئ من يظن أن الرفض أو الموافقة على الدستور طريقا للجنة أو النار، فهذا تجرؤ على الله تعالى، فليس لأحد أن يحكم على أحد بجنة أو نار إلا الله عزو جل، ولكننا نقول إن ما قد يؤثم العبد عليه أو لا يؤثم عليه هو الباعث على قوله نعم أو لا، والدستور جهد بشري، ونحن مدعوون لقول رأينا فيه، فلو ابتغينا الخير لأنفسنا وأهلنا ولبلدنا ولم نتبع أهواءنا ثم اتخذ كل واحد منا قراره بعدما قرأ الدستور فله الأجر".
وتابع: "السؤال الذي يجب أن نفكر فيه إذا قلنا نعم أو لا: ما النتائج المترتبة على ذلك ؟". وانتقد دعوة البعض لعدم المشاركة، قائلا: "من العار علينا أن نتخلف عن الإدلاء بأصواتنا بعدما أصبحت لها قيمة".
وفي الجزء الأول من الخطبة، تناول صقر أهمية الاستقرار ومعاناة رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبيل بناء الأمة، قائلا: "رسول صلى الله عليه وسلم عانى الكثير في مهد الدعوة وكان أعداؤه لا يريدون له استقرارا".
وأشار إلى أن أعداء الأمة يعتمدون على مبدأ فرّق تسد، وأنهم في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم استخدموا أسلحة شتى ومتنوعة كان من أقواها وأخطرها سلاح الإشاعات والأكاذيب، فقالوا عن الرسول صلى الله عليه وسلم إنه كذاب وساحر وإن من يعلّمه هو بشر، حتى عندما هاجر صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ظهر الطابور الخامس من المنافقين حتى اتهموه صلى الله عليه وسلم في عرضه الشريف".
وحذر خطيب مسجد الفاروق من ترديد الأخبار قبل التأكد منها، قائلا: "عندما انتشر حديث الإفك في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مما قيل وقتها إن امرأة قالت لزوجها ألا تسمع ما قيل عن عائشة فقال لها زوجها لو كنت أنت في مكان عائشة هل كنت فعلت ذلك فقالت لا، قال ألا إن عائشة خير منك ووالدها خير من والدك، لذا يجب علينا أن لا نتكلم على إنسان إلا ببينة كالشمس".
وأوضح أنه صلى الله عليه وسلم قد حذر الأمة الإسلامية من خطورة الكلمة فقد يتكلم العبد بكلمة لا يلقي لها بالاً تلقي به في النار سبعين خريفاً لذا ينبغي الحذر من الشائعات، ووصف الخطيب الاستقرار بالنعمة التي لا تقدر بمال داعياً الله أن يحمي مصر وبلاد المسلمين من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
العربية