فتيحة مسعود
ارتفعت وثيرة شجب وإدانة زواج القاصرات،وخاصة بعد انتحار الشابة أمينة الفيلالي ، "غفر الله لها" فخرجت جمعيات مختلفة الأطياف والالوان تقتات على هموم البائسين!! من أمثال "أمينة وأخواتها" تندّد بزواج القاصرات !! فأمينة في نظرهم قضت انتحارا بسبب الأذى النفسي الذي سبّبه زواجها من مغتصبها !! فانتهى بها الامر إلى أن تُسدل الستار على حياتها القصيرة بنهاية مأساوية ، قضية أسالت المداد، والرّذاذ ، كل يدلو بدلوه!! فنحن أمة تحب فك لغز الكلمات المتقاطعة ، واستعارة معطف " كولمبو" عندما يتعلّق الامر بقضية يتداخل فيها الحابل بالنّابل ، وهذا حال بعض الجمعيات التي نصّبت نفسها للدفاع عن المرأة، جمعيات لا تحسن إلا الخروج للشوارع والتنديد والوعيد ورفع شعار ماتقيش وماتديرش وتفعلش " وعند انتهاء العرس ، تدخل جحورها في انتظار "وجيبة" أخرى للاحتجاج ورفع لافتات " مستعارة من بلدان لا يجمعنا بها إلا ذاك القدر الأسود الذي فتلته أياد عنكبوتية في غفلة منا ،لنظل نستجدي أحلامنا ودساتيرنا من وراء البحر، ونحن نملك شريعة سمحة تغنينا عن جمعيات "حليقات الرؤوس والدّمم " إنّها كالطّحالب تنتشر في كل مكان ، لتغرقنا في الفراغ الذي من شأنه أن يُنتج لنا مليون ومليون أمينة ، جمعيات تؤمن بالجنس خارج اطار العلاقة الزوجية، وبالعلاقات البوهيمية ، واطفال السفاح، وتُشجع النساء على التفسّخ الأخلاقي ،فلا بأس أن تعيش بدون ضوابط شرعية ، لزوم " العصرنة" لكي نُناطح الغرب ، الذي ما يزال يحرق نفاياته في عُقر دارنا !! بمباركة مغاربة لا يشبهوننا ، مغاربة أرادو من أرضنا أن تظل منتجعا لأسيادهم من "الشقران والحمران والصفران" أما " كحل السّعد " فيتشدّقون عليه بالفتات ،فأمينة الفيلالي ضحية لواقع شدّها إلى القاع،، حيث الفقر والتهميش والأمية ، أمينة سقطت بعد أن عبث بمصيرها مجتمع مُتخادل يسحق فقراءه لانهم الشاهد الوحيد على ظلمه ،،بموت أمينة الفيلالي ـ، تيقّنا من ازدواجية مجتمع يكيل بمكيالين ، همّه الوحيد أن لا تهتزّ صورته لدى أسياده الغرب، ولو كان على حساب نسيجنا الديني والاخلاقي والفكري، فسلكوا طرقا ملتوية للخوض في زواج القاصرات ، وما يترتّب عنه في نظرهم من تبعيات وخيمة على الزوجين وعلى المجتمع ، يرون أن البنت دون 18 سنة غير مؤهلة لخوض غمار التّجربة ، كونها غير مؤهلة فهي " المسكينة" التي لا تعرف أبجديات الزواج ؟؟1!، فكيف بتحمّل مسؤولية بيت وزوج وحياة تحت رحمة بحر مُتلاطم بين مد وجزر ،،نجاح وفشل ، لأن خبرتها في الحياة تكاد تكون معدومة !!" ايوى اش نقول الله يعطينا وجهكم وصافي" كان بالإمكان أن نسلّم بهذا الرأي قبل عقدين أو اكثر، عندما كانت بعض بناتنا أقول البعض فقط ، في دار غفلون أما الغالبية فمن زمان يلعبن "بالبيضة والحجر" على حد قول أشقاء لنا في مصر ، يكفي أن تأخذ جولة في مدننا وقرانا متأبطا كاميرا من نوع خاص تتحمّل صدمة الصّور التي ستلتقطها لقاصرات من مختلف الاعمار والبيئات يؤتثن الفضاءات بدءا بالمؤسسات التعليمية ،إعداديات وثانويات " في غياب تام لأي نوع من الرّقابة ؟؟ فتيات في عمر البنفسج،، يتأبطن أذرع زملائهن ، وأصدقائهن ، بملابس فاضحة ووجوه انتزع منها الحياء ، مُغيّبات عن واقعهن مُتناسيات أنهن أمام محراب علمي لا يقل مكانة عن أماكن العبادة ؟؟!! أفلم يصطدم أحدنا بصورة تلميذة صغيرة ملتصقة بظهر شاب أو قاصر مثلها، يسابقان الريح على دراجة نارية!!؟؟؟ غير آبهان بما يجري حولهما ، فالدار أمان ، والشارع المغربي لك فيه كل الحرية مادمت لا تُكدّر فيه صفو النائمين على مصائرنا ، فأين دور المسؤولين من البيت إلى المدرسة ؟؟ ورجال يتفاخرون ببزتهم الأمنية لا يهمهم هذا النشاز!! ، تكفينا جولة صغيرة على ما يُسمى بمقاهي الشيشة التي لا تخلو من عاصرات عفوا قاصرات يعصرن الوقت وجيوب الزبائن !!!، القاصرة التي تخرج وفي نيتها اصطياد " كانبو، حاولي ، قرد" مصطلحات تلوكها القاصر كما تلوك العلكة في فم أدمن كل انواع البذاءة ، فهل نخاف عليهن من الزواج ، أو العكس ؟؟؟ الزواج ياأهل الخير صيانة للفتاة من الإنحراف والإنزلاق،، خاصة اننا نعيش في زمن " دبري على راسك" ، انت حرة!!، فتاة تفتح الويب كام" في بيت العائلة، لتعرض مفاتنها بثمن بخس أو لمجرّد حرق الوقت والتّسلية !! زمن تتأخر فيه الفتاة الى مابعد منتصف الليل ، وممكن أن تترك لها الأم أو الأخت الباب مواربا لكي تدخل في سلام وأمان!! وحتى لا تُقلق اهل الدار النيام ، وإذا كانت الأم حازمة نوعا ما ؟؟؟؟؟ فإنها تكتفي بتأنيب بسيط "مالك على هاد التعطيلة سيري تنعسي قبل ما ينوض باك" اي أب هذا ؟؟ الذي لا يعرف أن له ابنة تعود إلى البيت مع موظفي المناوبات الليلية!! وجمعياتنا " الرّخيصة" تخاف على قاصراتنا من الاستقرار ، أي زمن هذا الذي لا تخشى القاصر على نفسها من التوهان بين الأزقة المظلمة ، والشوارع الخلفية ؟؟!!وفضاءات المتعة المجّانية من منتجعات وفنادق مُصنّفة وأخرى في مستوى "الزرايب" هل القاصر تجلس في حضرة المسلسلات المدبلجة لتنهل من عوالم بعيدة عن تقاليدنا ، تؤمن بالخيانة الزوجية ، والمعاشرة الجنسية قبل الزواج ،وبالمثلية ، والانتحار والهروب من العائلة ، ومناكفة التقاليد ، وبالتالي نخاف عليها من الزواج؟؟!!! أم العكس ؟؟ ، ألا يكفي ما تتعرض له القاصر من مخاطر واستغلال لاننا تركناها تُجرّب ما تراه ، هل ننكر حمل القاصرات دون اطار شرعي ؟؟ منه من يكتمل ويُصرّف حسب التّساهيل، ومنه من يتم إقباره في بعض العيادات الخاصة والبيوت المشبوهة ، ولولا سمعتنا في هذا الميدان لما فكرت سفينة الاجهاض من الاقتراب من مياهنا ، وسيستمر هذا الواقع المرير مادامت هناك جمعيات تطبطب عليهن وتغفر لهن تحت عدّة مسمّيات ، جمعيات اكتسبت شهرة عالمية وتدثرت بأغلفة مالية خيالية من المغرب ومن الخارج وبجوائز تقديرية محلية ودولية، لانها تعمل على ضخ مفاهيم غريبة داخل مجتمعنا الذي لا يزال به من يناهض كل أشكال التهجين ،فيريدون منا أن نقتنع بالأم العازبة " بزّز أو بالخاطر" ونسوا الأم الأرملة أو المريضة التي تقاتل من أجل أطفال ولدوا تحت مظلة الشّرع والقانون، لكن داسهم المجتمع وخذلهم لانهم في نظره تحصيل حاصل ، ولن يضيفوا لمجده شيئا مادامت خدمتهم لا تحتاج لفرقعة إعلامية ، ولا لمباركة من " الشقران" وبما أننا على موعد مع السنة الميلادية الجديدة ، والتي تزاحم أعيادنا الدينية ، فلنلقي بنظرة بين جنبات الوطن لنرى كيف تحتفي قاصراتنا بهذا اليوم ، ابتداءا من الصالونات حبث تخرج الفتاة كعروس حقيقية الفرق أن الاولى تزف على سنة الله ورسوله، والثانية على سنة الجمعيات الداعية لتحريرها من عبودية الطهر والنقاء، تخافون عليهن من زوج بالحلال ممكن أن تبني معه عشا صغيرا يكبر مع الوقت ، كما فعلت الجدات والامهات من قبلنا، رغم أن ظروفهن كانت أسوء من ظروفنا لكن الاختلاف الوحيد ، أنهن لم يعشن عصر الجاحدين أذناب الشياطينن
أما اليوم فإن المجتمع متمثلا في جمعيات تعمل على تدمير ما تبقى لنا من كرامة ، تُحارب الحلال بمعاول مستوردة ، فأصبحنا نعيش في صراع مرير مع ابنائنا !! فكيف نشرح لهم هذا الكم من التناقضات ، ماذا نقول للقاصر عندما ترى صديقة لها في نفس العمر !! قد غادرت تراب الوطن بتزكية من الجميع ، ماذا ستفعل مراهقة دون العشرين وبلا مؤهلات علمية ولا خبرة عملية ، فلا تصل الى سن الخامسة والعشرين إلا وقد خبرت كل أشكال الفساد والانحراف ، من راقصة لى جليسة إى نادلة في البارات ، الى مومس تمنح جسدها لكل غاز جديد ومن كل الاجناس ، فحتى البوذي خبر هذه البضاعة الرخيصة " لله المشتكى" أين نهرب من سمعتنا التي سبقتنا لدى الاخرين ، ولا زال اعلامنا يتناول هذه الظاهرة كفاكهة موسمية تنتهي بسرعة، لم يعد لنا قيمة في البلدان التي نقيم فيها ، لان بناتنا "لحم رخيص" تبيع دينها ووطنها من أجل المال أو حتى سندويتش ،، ، ومنهن من تعود لتستقر بين اهلها بعد ان أمّنت حياتها بالحرام، لتبحث عن من تشتريه بمالها وشقتها وسيارتها ، تغدق عليه من "تركة الحرام" وإذا سألها عن عملها في الخليج او اروربا" تقول أنها كانت مربّية عند ناس لاباس عليهم وتهلاو فيها ، راه ولو تربي ولاد الصين الشعبية ما تجمعش ثمن شقة اقتصادية" هذا ما تريده الدعوات المنددة بزواج القاصر، وأي قاصر ؟؟؟ لا أظن أن في مغربنا قاصرات الا من رحم ربي ، القاصر هي التي تنمو في بيئة نظيفة تُمكّنها من معرفة واجباتها وطاعاتها وحقوقها، ، القاصر هي التي تذهب الى مدرستها ، مؤمنة بأن هناك مكانها الطبيعي ، ومن تلك المقاعد الخشبية ستنطلق نحو المقاعد الوثيرة والمستقبل الزاهر،وبأن وجودها في المدرسة لرفع من مستواها الاكاديمي والعلمي ، وللتزود بسلاح المستقبل ،، العلم والمعرفة، ولكي تتهيأ لمشروعها الاكبر في المستقبل القؤيب وهو أن تكون فردا فعّالا داخل المجتمع وأن تتبوأ المكانة التي تليق بفتاة كادحة في حقول العلم وبالتالي تخدم الوطن الذي سهّل لها الطريق ، فالمدرسة إذن مكانها المقدس وليس فضاء ا لعرض المفاتن امام المعلّمين والزملاء!! القاصر هي التي تعرف أن الاستعداد لبيتها يبدأ من المحافظة على دينها ونفسها وأهلها، القاصر هي التي إذا نظرت الى وجهها تستحي ان تُكمل النّظرة من فرط وقارها، فللحشمة "سلطان" أما الجمعيات التي تخرج علينا لتشوّش على فطرتنا ، فلتبحث على "شي خدمة أخرى" فنحن لا نحتاج إلى تأهيل ولا لتزكية من أحد ، تكفينا شريعتنا الرّحبة التي جاءت رحمة للعالمين ،،،،
فتحية خالصة لكل شريفة في ربوع وطني ، لكل من غرست نبتة طيبة في حقولنا ،، لكل من ربت وكدحت ليزهر ربيع بلادي بفتيات كفوفهن مخضبة بلون جنان العفاف والطهر ، إليكن أيتها العفيفات كل التقدير والاحترام ،،،،
مقيمة في البحرين
فاروق
شكر
شكرا فتيحة مسعود على هدا المقال.كما قلت معندناش قاصرات عندنا فاصقات . باغيات ثم خاسرات.