أوجار: حصيلة الحكومة - الانتصارات الدبلوماسية للمغرب - مراجعة مدونة الاسرة وفق منظور إسلامي

التجمعية زينة شاهيم توضح بخصوص الجدل الذي رافق مراجعة مدونة الأسرة

أخنوش يصف إنجازات حكومته بغير المسبوقة ويعلن عن خطته استعدادا للانتخابات المقبلة

حزب الأحرار يعلن مروره إلى السرعة القصوى في التواصل مع المواطنين استعدادا للاستحقاقات المقبلة

مهني يعبر عن استيائه مع قرار سحب رخص سيارات الأجرة بعد وفاة صاحب المأذونية

حتى الدجاج البلدي لم يسلم من موجة الغلاء

العرب بين \" المؤامرة الخارجية \" ... و المؤامرة الداخلية‏

العرب بين \" المؤامرة الخارجية \" ... و المؤامرة الداخلية‏

الأستاذ : *الصادق بنعلال - أخبارنا المغربية

من تحصيل الحاصل القول إن نظرية المؤامرة تشكل مكونا بنيويا في نسق الفكر السياسي الكوني ، كما أنها ترتبط بالوجود الإنساني في مختلف الحقب التاريخية . و غني عن البيان الإشارة إلى أن العرب – في العصر الحديث تحديدا - كانوا بحق ضحايا المؤامرات الأجنبية ؛ و لعل اتفاقية سايس بيكو في مستهل القرن العشرين أتاحت للغرب إمكانية تفتيت العالم العربي ، و زرع إسرائيل في قلبه من أجل الحيلولة أن تقوم للعرب قائمة .. لا بل إنا قد نتفهم من يذهب الآن إلى أن حراك الشارع العربي الراهن هو وليد مخططات أمريكية و إسرائيلية و أطراف عربية ، من أجل خلق واقع سياسي مختلف يهيئ لمواجهة " قادمة " بين عرب السنة و النظام الإيراني . غيرأن إيماننا بهذه المسلمات " البديهية " شيء ، و تعليق خطايانا و مسلكياتنا الدراماتيكية على مشجب " المؤامرة " الخارجية شيء آخر . فمهما كان وقع المؤامرات الأجنبية و مفعولها ، لا يمكن أن تلحق أي ضرر إذا كانت الجبهة الداخلية محصنة على الوجه الأمثل . و هذا لعمري لم يحصل في جل الأقطار العربية " الرجعية " منها و " التقدمية " . لقد كان الأمل معقودا على ما بعد " استقلال " الدول العربية ، إثر تضحيات جسام و معارك رجولية و ضعت حدا للاستعمار الغربي طيلة النصف الأول من القرن الماضي ، بيد أن المسار الذي اتخذه الواقع العربي كان مناقضا لتطلعات الشعوب و أحلامها في الاستقلال و الوحدة و التقدم . حيث انقسمت الدول العربية إلى محمرين اثنين : محور المعسكر الشرقي" المدافع" عن الوحدة و الاشتراكية و القضاء على إسرائيل في إطار جبهة " الصمود و التحدي " ، و محور المعسكر الغربي " المدافع " عن الديمقراطية و الرأسمالية و القيم الليبرالية ، و قد تجسد هذا المعطى " التاريخي " في مناخ ما سمي بالحرب الباردة . و بعد عملية حشو مريعة لعقول صغار المواطنين و كبارهم بالعناوين الطنانة و الشعارات الجوفاء و القمم " المنحدرة " ، تكتشف الشعوب العربية أنه غرر بها من قبل زعمائها " أصحاب الجلالة و الفخامة و السمو " . مرت خمسة عقود – تقريبا – على خروج الاستعمار الأوروبي ليتيقن الشعب العربي أن حكامه كانوا فعلا في ميدان " التصدي و المواجهة " : تصديهم لشعوبهم و أحلامهم بالعيش الكريم و مواجهة كل من سولت له نفسه أن يطالب بحقه في التعبير و العمل و السكن و الأمن .. و أضحت خيرات العالم العربي الكبير تحت الأرض و فوقها من نصيب الأسر الحاكمة المتحكمة ، تلك الأسر التي مارست مختلف أنواع التنكيل و التعذيب و الترهيب في حق شعب ذنبه الوحيد أنه لا ذنب له . و الآن وبعد أن دقت ساعة الحقيقة ، و بفضل ثورة تكنولوجيا الاتصالات و ثورة المعلوميات ، و انتشار الخبر و سهولة التواصل ، و اليقين المطلق

بأن " الحكام " العرب عاجزون عن تحقيق ما وعدوا به ليلة قبضهم على كرسي الزعامة ، بعد الانقلابات العسكرية و مجيئهم فوق ظهر الدبابة في الغالب الأعم ، نهض الشارع العربي بغض النظر عن العوامل الجيوستراتيجية المصاحبة ، من أجل استرجاع حقوقه المغتصبة من قبل الحكام المتآمرين ؛ و الذين أبانوا عن ساديتهم و نزعتهم الدموية و استماتتهم في الدفاع عن أنفسهم بشتى وسائل القمع البوليسي و العسكري . و ما يقع الآن في ليبيا "ملك ملوك إفريقيا" و اليمن غير السعيد و سورية " الأسد " على شعبه فقط ، دليل ناصع على بشاعة المؤامرة الداخلية .

فأين هي المؤامرة الخارجية ؟ أليس من حق الشعوب التي جردت من أبسط الحقوق المادية و المعنوية أن تصرخ ؟ أليس من حقها أن تدق باب " الصهريج " ؟ ثم ألم يكن أمام هؤلاء " الزعماء " المجانين أي حل آخر سوى إراقة الدماء و تدمير المعبد بمن فيه ؟ هل حدث في تاريخ البشرية قديما و حديثا أن " خاطب " رئيس شعبه و هو يقهقه و ينفجر ضحكا ( بشار الأسد ) ، في اللحظة التي يسبح فيها المتظاهرون السلميون في دمائهم و تحت وابل الرصاص الحي ؟ لقد آن الأوان لوضع "نظرية المؤامرة الأجنبية " جانبا ، من أجل التعاطي مع المؤامرة الداخلية ؛ مؤامرة الإبقاء على قانون الطوارئ و رفض التعددية الحزبية و قمع الحريات الإعلامية و تقوية جهاز المخابرات .. إننا لا نطلب أكثر مما تتمتع به الشعوب التي تستحق هذا الإسم ؛ نظام سياسي ديمقراطي عصري يقوم على ما قدمته البشرية من اجتهادات و مواثيق و قرارات ملزمة ، و توزيع عادل للثروة و مراقبة و محاسبة الحاكم و المحكوم على حد سواء ، فهل سيستجيب زعماؤنا " المبجلون " لمطالب الشعب الملحة و المنسجمة ومنطق العصر ؟ أم أنهم سيخلفون الميعاد كدأبهم على ذلك ، و يخطئون قراءة التاريخ و يرحبون ب " المواجهة إذا فرضت " حسب تعبير الرئيس السوري " الضاحك " ؟!

 

*باحث في قضايا الفكر و السياسة


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات