بني ملال خنيفرة: جهة زاخرة بالنقوش الصخرية

 أكد المحافظ الجهوي للتراث الثقافي ببني ملال خنيفرة السيد محمد شكري، أن هذه الجهة زاخرة بالنقوش الصخرية التي تحكي تراث وتاريخ المغرب منذ العصور الغابرة. وأضاف السيد شكري في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش احتضان مدينة بني ملال لمنتدى النقوش الصخرية بالأطلس الكبير الأوسط أنه تم تحديد العديد من مواقع هذا الفن القديم في المرتفعات الشاهقة للأطلس ، ومن ضمنها موقع جبل رات.

وأشار الى أن مجال النقوش الصخرية لجبل رات يشتهر بمشاهد الفرسان المسلحين بالرماح والدروع المستديرة. ويعتبر بذلك أحد المواقع بالأطلس الكبير التي تزخر بمشاهد مميزة للحقبة الليبية- الأمازيغية.

ومن الخصائص المميزة لمواقع جبل رات وجود عشرات من النقوش الفريدة لأشكال آدمية تعد بمثابة "معبودات" منجزة بداخل دوائر كبيرة ، كما نجد بضعة نقوش نادرة لحيوانات وحيد القرن وبقريات تنتمي لفترة ماقبيل العصر البرونزي، بالإضافة إلى نقوش أشكال آدمية صغيرة القد تنتمي للبرونز الأطلسي المتأخر ونقوش لأقراص مزخرفة وأخرى تمثل أسلحة معدنية من خناجر ورماح....

وأشار السيد شكري الى أنه خلال صيف 2015 ، مكنت تحريات ميدانية حديثة بالموقع من اكتشاف نقوش كتابات أمازيغية قديمة ونقشين لفارسين بأبعاد ضخمة غير مسبوقة، مضيفا أنه في ظل غياب جرد شامل لا يمكن القيام بتحديد دقيق لعدد النقوش الصخرية بجبل رات ، وتشير التقديرات إلى أن عددها يناهز الألفين، مما يضع هذا الجبل في الرتبة الثانية عدديا وراء هضبة الياكور.

وأوضح من جهة أخرى أن هذا التراث يواجه العديد من الإكراهات المرتبطة بالفضاء والجغرافيا. فالمساحة التي يتعين الحفاظ عليها شاسعة للغاية وتتجاوز 100 كيلومتر مربع.

وأضاف لقد بدأنا هذا المسار من خلال إحداث محافظة للنقوش الصخرية لجبل رات بموقع تيزي نتيرغست، يؤثثها معرض مخصص لفن النقوش الصخرية ، ومن شأن ذلك بلا شك أن يساهم في تحسيس الساكنة المحلية والمنتخبين ومختلف الفاعلين المحليين ، بضرورة المشاركة بشكل مشترك في حماية هذا التراث الأركيولوجي وتثمينه كرمز للهوية ومقومات التنمية.

وأوضح أن مهمة حفظ التراث الجهوي تتطلب أيضا القيام بعمل تحسيسي والحرص على تشجيع الدراسات وإعداد أطروحات الدكتوراه والماستر حول هذا الموضوع بهدف توسيع مجال التنقيب والتحريات والجرد. ونعتزم تنظيم أيام مفتوحة حول موضوع حفظ النقوش الصخرية لجبل رات بتيزين-تيرغيست ، تتضمن معرضا علميا للنصوص والخرائط والنقوش التي تسلط الضوء على تاريخ وخصائص هذا التراث الموجود بجبل رات.

وقال إن هذه المبادرة تشكل نقطة الانطلاق لتحقيق مشروع واعد يحمل عنوان "المشهد الثقافي لرات ". ويتعلق الأمر بمنتزه يشتمل على تراث أركيولوجي وغير مادي (الفنون الشعبية والتقاليد والمعمار المحلي...).