وكالات
قصف الطيران الحربي الفرنسي مواقع للمسلحين الإسلاميين في مدينة كيدال شمالي مالي، في وقت تعهد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بسحب فرنسا قواتها من مالي حالما تستعيد الدولة الواقعة في منطقة الساحل الأفريقي سيادتها على أراضيها.
وقال الناطق باسم الجيش الفرنسي العقيد تيري بورخارد إن أغلب الغارات الجوية شنت خلال الليل على منطقة تيساليت التي تبعد 70 كلم عن الحدود الجزائرية والواقعة شمال كيدال، آخر معاقل المسلحين الإسلاميين.
وأضاف أن "ثلاثين طائرة شاركت في الهجوم منها طائرات استطلاع وطائرات مقاتلة وطائرات التزويد بالوقود".
وبعد سيطرتهم على مدن غاو وتمبكتو تمكن الجنود الفرنسيين من السيطرة على مطار كيدال.
وتعتقد السلطات الفرنسية أن الرهائن الفرنسيين الذين يحتجزهم المسلحون موجودون قرب كيدال بمنطقة تيساليت.
وكان إسلاميون خطفوا سبعة فرنسيين في النيجر ومالي في العامين 2011 و2012، وهددوا بقتلهم في حال حصول تدخل عسكري فرنسي.
فرانسوا هولاند قال إن بلاده ستسحب قواتها من مالي حالما تستعيد الأخيرة سيادتها على أراضيها (الفرنسية)
تعهدات
وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند السبت إن بلاده ستسحب قواتها من مالي حالما تستعيد الدولة الواقعة في منطقة الساحل الأفريقي سيادتها على أراضيها.
وأضاف هولاند -في مؤتمر صحفي في باماكو أثناء زيارة لمالي استمرت يوما واحد- أن قوات بلاده ستنسحب من مالي عندما تستطيع قوة عسكرية أفريقية مدعومة من الأمم المتحدة تسلم المهمة من الجنود الفرنسيين.
وأوضح أن مهمة القوات الفرنسية "لم تنجز بعد"، مشيرا إلى أن التدخل العسكري -الذي بدأ قبل ثلاثة أسابيع- ألحق "خسائر فادحة" بالمسلحين الإسلاميين الذين يسيطرون على شمال البلاد، لكنه لم يقض عليهم.
من جهته طمأن الرئيس المالي مواطنيه بعدم حصول "أي تجاوز أو تصفية حساب أو عمل انتقامي" بعد استعادة السيطرة على شمال البلاد.
وقال ديونكوندا تراوري في خطاب ألقاه في ساحة الاستقلال بالعاصمة باماكو وإلى جانبه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، "في أجواء الحرية المستعادة، لا تنجروا أبدا إلى الانتقام (..) أعلم أنني أستطيع أن أعوّل عليكم لعدم حصول أي تجاوز".
وأضاف تراوري "أطلب من جميع الذين فروا من منازلهم خشية (حصول) أعمال انتقامية أن يعودوا إليها ويستعيدوا الحياة الطبيعية". وأكد أن سلوك قوات بلاده شبه مثالي، لكنه شدد على عدم التساهل "مع من ينتهكون قواعد الحرب والحق الإنساني".
جنود ماليون يفتشون أحد المارة بمدينة تمبكتو بعد السيطرة عليها (الفرنسية)
انتهاكات
وفي الأيام الأخيرة، اتهمت منظمات غير حكومية أطراف النزاع في مالي بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان، خصوصا جنودا ماليين.
وكانت أولى التقارير عن الانتهاكات ظهرت قبل أيام عقب استعادة القوات الفرنسية والمالية مدنا في وسط البلاد، بينها كونا حيث عثر على جثث ملقاة في بئر.
كما تحدثت منظمتا العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش عن أدلة على أن الجيش المالي أعدم ما لا يقل عن 13 مدنيا للاشتباه في تعاونهم مع المسلحين الذين كانوا يسيطرون على مدن في وسط البلاد وشمالها، قبل بدء التدخل الفرنسي.
وقالت المنظمتان إن الإعدامات جرت في بلدتي كونا وسيفاري. وفي سيفاري تحديدا، أكد شهود أن الجنود الماليين أعدموا رجالا في وضح النهار وألقوا جثثهم في بئر بعدما اعتقلوهم في محطة للحافلات.
وبدأ التدخل الفرنسي يوم 11 يناير/كانون الثاني الماضي بعد هجوم شنته المجموعات الإسلامية المسلحة -التي تحتل الشمال منذ عشرة أشهر- في اتجاه جنوب مالي.
المصدر : الجزيرة