المغربية
أكد المحلل الإسباني٬ تشيما خيل غاري٬ أن معايير سبعينيات القرن الماضي التي "عفى عنها الزمن" لم تعد صالحة لتسوية قضية الصحراء.
وقال تشيما خيل غاري٬ في حديث لمكتب وكالة المغرب العربي للأنباء بمدريد٬ "إنه لحل قضية الصحراء يتعين الأخذ بالاعتبار ما يمكن تسميته بالواقعية"٬ مشيرا إلى أن "مفهوم تقرير المصير في منطقة كالصحراء يجد معناه الحقيقي في مقترح الحكم الذاتي"، الذي قدمه المغرب٬ والذي شارك ممثلو الأقاليم الصحراوية في إعداده وصياغته.
وأضاف الخبير الإسباني في العلاقات المغربية الإسبانية أنه "يتعين على الأمم المتحدة كمؤسسة٬ على غرار الدبلوماسيين والقوى العالمية٬ التخلي عن مبدأ أن الممثل الوحيد للصحراويين هو البوليساريو"٬ مشيرا إلى أن ينبغي "التساؤل هل حقا البوليساريو يمثل كل الصحراويين"٬ وإلى أنه "إذا كانت الأمم المتحدة تدعم حركة غير ديمقراطية٬ فإنها ستدان بإبعاد وتجاهل الآلاف من الصحراويين"٬ الذين عبروا دائما عن تشبثهم بانتمائهم للمغرب.
وتساءل خيل٬ أيضا٬ "هل يحق للأمم المتحدة أن تتجاهل الصحراويين الذين يدعمون مخطط الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب"٬ مشيرا إلى أنه "إذا لم تغير الأمم المتحدة من موقفها٬ فإنه سيتعين إدانة المنظمة نفسها٬ لأنها تدعم حركة دكتاتورية يقودها نفس الشخص، منذ نحو 40 سنة".
واستنكر خيل٬ من ناحية أخرى٬ استمرار قادة جبهة (البوليساريو)٬ التي لا تمثل كل السكان الصحراويين٬ في منع الصحراويين الذي يقبعون في الفقر٬ من ترك مخيمات تندوف (جنوب الجزائر)٬ واستمرار الاعتقالات والانتهاكات ضد كل من "يعبرون عن آراء مختلفة" لأطروحتهم.
وقال الصحافي الإسباني إنه تم إبلاغ الأمم المتحدة بموقف المملكة المغربية٬ الذي يؤكد أن عناصر (البوليساريو) تحولوا إلى "مجرد حراس" للصحراويين المحتجزين في مخيمات تندوف٬ بهدف الاستمرار في تلقي المساعدات الإنسانية الدولية، التي لا تصل إلى من يستحقونها فعلا٬ داعيا الأمم المتحدة وبعضا من ممثليها الخاصين إلى "التفكير أكثر في البحث عن حل للنزاع بدلا من خدمة مصالح معينة وغير واضحة".
وأشار خيل٬ في هذا الإطار٬ إلى أن مخطط الحكم الذاتي المغربي يشكل الحل "الأكثر واقعية" لكونه "يضمن من خلال عملية التنظيم الترابي٬ التي سهلت الانتقال في إسبانيا أو تلك التي عاشتها وسط أوروبا٬ طموحات الآلاف من الصحراويين".
وردا على سؤال حول تهديدات بعض الانفصاليين بالعودة لحمل السلاح٬ قال خيل إن المبادرة المغربية للحكم الذاتي تمثل "فرصة كبيرة للسلام ومستقبل" السكان الصحراويين٬ إذ أنها تتيح لسكان هذه الجهة تدبير شؤونهم الخاصة٬ محذرا٬ في هذا الصدد٬ من عدم الاستقرار بالمنطقة٬ الذي قد "يفتح الباب" لتقدم تنظيم (القاعدة) وغيرها من المجموعات الإرهابية في منطقة الساحل، سيما بشمال مالي.
وذكر الصحافي الإسباني٬ الذي ألف كتابا حول قضية الصحراء المغربية بعنوان "ما تخفيه جبهة البوليساريو" يفضح فيه النوايا الحقيقية لهذه الأخيرة وضلوعها في الأنشطة الإرهابية بالمنطقة٬ بأنه حذر منذ سنوات من سهولة اختراق عناصر (البوليساريو) وعلاقاتهم بالمنظمات الإجرامية والإرهابية المنتشرة بالمنطقة.
وأضاف أن "أفضل مثال على ذلك هو اختطاف إسبانيين وإيطالية يعملون في المجال الإنساني بمخيمات تندوف"٬ وهي العملية التي تؤكد تورط عناصر (البوليساريو) فيها٬ مشيرا إلى أنه أمام خطورة الوضع الأمني في المخيمات حذرت الحكومة الإسبانية من خطر وقوع عمليات خطف أخرى للمتعاونين، الذين يوجدون في هذه المخيمات.
وذكر الصحافي الإسباني بأن وزير الشؤون الخارجية المالي٬ تييمان كوليبالي٬ كان أكد وجود عناصر من جبهة (البوليساريو) في صفوف الجماعات الإرهابية التي تنشط في شمال مالي.
وبالنسبة لخيل٬ فإن "العلاقة بين البوليساريو والإرهاب ليست بالأمر الجديد"٬ مذكرا في هذا السياق باغتيال (البوليساريو) للمئات من الصيادين من جزر الكناري في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي٬ الذين تلقت أسرهم اعترافا من حكومة مدريد بأنهم ضحايا الإرهاب.
وأعرب عن أسفه للطريقة التي تعامل بها المسؤولون السياسيون الإسبان مع هذا الموضوع٬ مشيرا إلى أنه "يتعين عليهم أن يشعروا بالخجل من الطريقة التي تعاملوا بها مع ضحايا الإرهاب"، في إشارة إلى أولئك الذين يتبنون أطروحة انفصاليي (البوليساريو) في إسبانيا.
يشار إلى أن خيل يفضح في كتابه "ما تخفيه جبهة البوليساريو" الدعاية السياسية لـ(البوليساريو) وممارساتها اللاإنسانية في مخيمات تندوف٬ كما يفضح الأنشطة المشبوهة للانفصاليين وتورط بعض عناصرهم في أنشطة إرهابية في منطقة الساحل.
ويقدم المحلل الإسباني٬ في هذا الكتاب٬ منظورا واضحا حول النزاع حول الصحراء المغربية٬ من خلال عرض "أدلة ملموسة تثبت تاريخية انتماء الصحراء إلى المغرب"٬ وروابط الولاء والبيعة التي ربطت دائما سكان الصحراء بسلاطين المغرب.
وبالنسبة للكاتب الاسباني٬ فإن قادة (البوليساريو) لا يمثلون لا الصحراء ولا الصحراويين وإنما الجزائر٬ ولا يعيرون أدنى اهتمام لمصالح وظروف عيش الصحراويين٬ بل "همهم الرئيسي هو خدمة مصالحهم الخاصة".(و م ع)
تسعى إلى كشف معاناتهم أمام المجتمع الدولي والمطالبة بحمايتهم من بطش البوليساريو
'منظمة غوث الصحراويين في تندوف' ترى النور بالرباط
عبد الهادي مزراري - عقد ناشطون جمعويون، أول أمس الثلاثاء بالرباط، الجمع العام التأسيسي لإطلاق إطار جديد، يهدف إلى كشف معاناة الصحراويين الموجودين في مخيمات تندوف غرب الجزائر. ويرمي الإطار الجديد إلى إطلاع كافة الجهات المعنية بنزاع الصحراء المفتعل إقليميا ودوليا، على مآسي الصحراويين بتندوف، في غياب أي تدخل دولي يضمن حرياتهم وحقوقهم، وفي ظل السيطرة المطلقة للبوليساريو عليهم لأزيد من 37 سنة. وأطلق الأعضاء المؤسسون على الجمعية الجديدة اسم "منظمة غوث الصحراويين في مخيمات تندوف".
وتهدف المنظمة، حسب قانونها الأساسي، الذي جرت المصادقة عليه خلال الجمع العام، إلى تحقيق مجموعة من الأهداف، من قبيل التعريف بالأسباب الحقيقية الكامنة وراء وجود الصحراويين في مخيمات تندوف، وكشفها لدى كافة المنظمات الدولية والإقليمية والحكومية وغير الحكومية، والحكومات والهيئات السياسية والنقابية والجمعوية، وتوثيق معاناة الصحراويين، وإطلاع الجهات الدولية والإقليمية عليها.
كما تهدف المنظمة إلى تمكين الصحراويين في المخيمات من كافة الحقوق والحريات المنصوص عليها في الاتفاقيات الدولية، التي ترعاها الأمم المتحدة والمؤسسات التابعة لها، وضمنها الحقوق المنصوص عليها في اتفاقية جنيف 1954، والاتفاقية الخاصة بوضع اللاجئين 1950، وبروتوكول 1961، والمتعلقة بالتزامات بلد الاستقبال، ومدى احترامه للقوانين المنظمة للإقامة في المخيمات.
وتهدف "منظمة غوث الصحراويين في مخيمات تندوف"، أيضا، إلى الدفاع عن حق الصحراويين هناك في التعبير عن الرأي، واختيار من يمثلهم، وتوفير الحماية الدولية لهم ضد كل أشكال العنف، التي يتعرضون لها، مثل الإعدامات، والاعتقالات، والإبعاد القسري، والتهديد، وفصل الفروع عن الأصول، والحرمان من المساعدات الغذائية والطبية والخدمات الأخرى، إضافة إلى أهداف أخرى، تتعلق بتأمين الأجواء المناسبة للحياة العادية والآمنة لهم، وإنقاذهم من براثن التطرف والإرهاب والاتجار في المخدرات وتهريب الأسلحة، في انتظار عودتهم إلى وطنهم الأم.
كما ستعمل المنظمة على تتبع المساعدات الممنوحة لفائدة الصحراويين في مخيمات تندوف والتأكد من مصادرها، وتوزيعها توزيعا عادلا غير مشروط، والعمل على توفير الأجواء الآمنة للصحراويين بالمخيمات وإلغاء مناخ الحرب، الذي تعمل جبهة البوليساريو على إشاعته بين سكان المخيمات، وتمكين الأطفال والنساء والشيوخ من الشعور بالأمان، وتوفير فرص العمل للشباب.
وتضمن الفصل المتعلق بالأهداف 19 مادة، همت الجوانب المادية والمعنوية لحياة الإنسان الصحراوي في مخيمات تندوف، مستهدفة ثلاثة محاور أساسية ستعمل عليها المنظمة، هي التحسيس بمعاناة سكان المخيمات، والتضامن معهم، والترافع لفائدتهم.
من جهة أخرى، جرى، خلال الجمع العام، انتخاب أعضاء المكتب المركزي، وهم محمد الشيخ سلمى ولد سيدي مولود، رئيسا، ومولاي المهدي الزيني الإدريسي، نائب الرئيس، وعبد الهادي مزراري، الكاتب العام والناطق الرسمي باسم المنظمة، ومحمد عبيدو أمين المال، وفوزية أورخيص، نائبة الكاتب العام، وفاطمة سلمى ولد سيدي مولود، نائبة أمين المال، ورشيد الركيبي، مستشارا.
كما أحدثت أربع لجان للعمل، هي لجنة الخدمات الاستراتيجية، ولجنة الاتصال، ولجنة التوثيق، ولجنة العلاقات العامة. وتقرر عقد ندوة صحفية، خلال الأيام المقبلة، لإطلاع الرأي العام على أهداف المنظمة، ومجال اشتغالها.
المغربية