النقابة المستقلة تواصل تصعيدها في مواجهة وزارة الوفا

محمد اسليم

نظمت النقابة المستقلة للتعليم بالمغرب إعتصاما بباب وزارة التربية الوطنية بالرباط، وذلك بحضور أعضاء مجلسها الوطني. إعتصام إمتد طيلة يوم الخميس المنصرم والموافق للسابع من مارس الجاري، وهي محطة إتخذت طبيعة تصعيدية بعد سابقتها في فبراير المنصرم، والتي إقتصرت حينها على أعضاء المكتب التنفيذي.

وحول هذه المحطة يقول سعيد بوعلي عضو المكتب الوطني لأخبارنا المغربية: "تماشيا مع قرارات المجلس الوطني للنقابة المستقلة للتعليم بالمغرب المنعقد يوم 25يناير 2013 بمكناس  تحت شعار"لا لتجريم العمل النقابي نعم للكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية" والذي عرف سجالا قويا حول راهن العمل النقابي ،آفاقه والتحالفات الممكنة من أجل  رفع التحدي ضد الهجوم الخطير للحكومة في التضييق على الحريات النقابية وعلى رأسها تكبيل الحق في  الإضراب بعقاب الاقتطاع من أجور المضربين بدون سند دستوري أو مسوغ قانوني ،وكذا الأزمة التي تعرفها صناديق التقاعد جراء سوء التدبير منذ عقود ومحاولة المسؤولين تحميل تبعاتها للشغيلة المغربية دون مساءلة المفسدين الذين نهبوا أموالها، وذلك عبر سيناريوهات ( رفع سن التقاعد،الزيادة في نسبة الاقتطاع، إعادة النظر في  احتساب المعاش)، كما  تفتقت عبقرية وزير التربية الوطنية باستصدار سيل من المذكرات التراجعية وعلى رأسها المذكرة 2156/2  الخاصة بالتوقيت الجديد للتعليم الابتدائي والتي تضرب في العمق الاستقرار النفسي والاجتماعي لشغيلة التعليم  الابتدائي ، والمراسلة الملغومة حول الترخيص للتغيب . حيث استحضر أعضاء المجلس الوطني في نقاشهم كل هذه النقط والسبل الممكنة للتصدي لها.

وحملوا الحكومة والوزارة الوصية كامل المسؤولية عن التوترات والاحتقان وحالة التذمر والإحباط التي وصل إليها قطاع التعليم والناتجة عن الحوارات المغشوشة واللقا أت الفارغة،  كما وقف أعضاء المجلس الوطني على المتابعات والمحاكمات التي تطال أبناء الشعب المغربي، وفي مقدمتهم شباب حركة 20فبراير ومناضلو الحركات الاجتماعية، وكذا مساندتهم  كل الأشكال النضالية الاحتجاجية التي تخوضها الفئات المتضررة ( الزنزانة 9، الإدارة التربوية،تنسيقية الإنصاف والمصالحة...) قبل أن يضيف المسؤول النقابي:

أمام هذا الوضع المتردي المحتقن الذي ينذر بالانفجار، نفذ المكتب التنفيذي اعتصاما يوم 14 قبراير2013 أمام الوزارة بباب الرواح بالرباط وفتح نقاشا من داخل المعتصم حول الآفاق المستقبلية للعمل النقابي، حيث ارتأى استكمال معارك الأجهزة التنظيمية ،ومن هنا دعا إلى اعتصام آخر للمجلس الوطني للنقابة الذي تم تنفيذه يوم 7مارس 2013  والذي كان ناجحا بحضور حتى ممثلي الفروع البعيدة مراكش،الناظور، أسفي، الحسيمة...

وحول الطابع الفئوي لعمل النقابة وطبيعة تحالفاتها المستقبلية، قال سعيد أن فلسفة النقابة المستقلة لم تكن يوما فئوية في  نهجها النضالي،  وفي مقومات  تفكيرها، بل وحدوية تروم النضالات الحقوقية والاجتماعية، وتعمل جاهدة من أجل إنضاج الوحدة النضالية الميدانية، وقد دارت نقاشات  داخل هذا المعتصم، ركزت على الأفاق المستقبلية والتحالفات الممكنة لخلق تحالف نقابي قوي، من أجل التصدي لكل المخططات التصفوية التي تستهدف المدرسة العمومية والعاملين بها، وكل القوى الحية التواقة إلى الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية...

وحول مواصلة النقابة المستقلة لتصعيدها أوضح بوعلي "أن والتحضير الميداني متواصل لخوض معركة نضالية موحدة، تتجسد في إضراب وطني في أواخر مارس2013 لإيقاف هذا التردي الخطير، وصون المكتسبات، واسترجاع الكرامة."